بينما تحاول بعض النساء أن تصبح جزءا من واجهة الواقع كالرجال، هناك نساء أخريات لا يرن من حياتهن فائدة سوى في الغسل والطبخ، ولكن المرأة أينما كانت سيكون لها دورا فعالا في بناء المجتمع وتقويم أركانه، فهي كما يقال تساوي نصف المجتمع، إذن هناك رابطة مباشرة بحضورها وغير مباشرة بحضور من لهم صلة بها في المجتمع، لذلك يجب أن لا يستهان بها وبقدراتها ولا يتم التقليل من شأنها في أي حال، كي تعطي للعالم أفضل ما لديها ويصبح العالم بعدئذ جنة صغيرة فوق الأرض!.
لولا المرأة لما تعلمنا كيف نحب، ولا كيف نضحك، أو كيف نبكي، ونقدّم الأفضل، هي من تعلمنا كيف نصبر ونحن في قمة الوجع! وهي من تعلمنا كيف نسامح ونحن في قمة الغضب.. جمال المرأة خارق... لا يستطيع أي شيء في هذا الكون أن ينافس جمالها لو سعت الى ذلك ...
فقد قالَ عنها سقراط: "عندما تثقفُ رجلًا، تكونُ قد ثقفتَ فردًا واحدًا، وعندما تثقفُ امرأةً؛ فإنما تثقفُ عائلةً بأكملها" وقد قيل ان النساء بعد الصحافة هن أفضل وسيلة لنقل الأخبار.
ومن هنا ندرك سرعة إنجاز المرأة وقدراتها الكامنة في جوهرها النفيس، لذلك كانت لنا جولة بين النساء كي نعرف آرائهن في تأثير المرأة على الواقع الثقافي وكان سؤالنا كالتالي:
هل هناك حضور ثقافي متميز للمرأة في واقعنا الثقافي والاجتماعي الآن؟ وما هو دورها الثقافي بالتحديد؟
كانت الاجابة الأولى من السيدة (جنان الرويشيدي/ وهي تعمل مدرسة) قالت في معرض ردّها: بالتأكيد للمرأة دور مهم ومؤثر في الواقع الثقافي، فقد كان لها حضور مميز في حربنا ضد الدواعش في التعبئة، وانتصرت للحشد الشعبي وهم يؤدون دورهم البطولي، واثبتت ان البطولة ليست قوة تستند على بدن وساعد ولا على كرسي وسلطان، ان البطولة هي التي تتمنطق بالعقل فهماً ورشداً، فتعين الأهداف وترسم المناهج.
وهناك من ساهمت في نشر ثقافة الخطابة وكان خطابا متينا وبليغا مستمدا القوة من خطاب الزهراء عليها السلام في المسجد، كذلك لها دور في التربية كأم، فهي مؤثرة في بناء الانسان، ولها دور في الاكتفاء الذاتي ومقاطعة البضائع الاجنبية وتشجيع الاقتصاد الوطني، واستغلال كل شيء من اجل الاكتفاء الذاتي وصب كل الطاقات في روافد الاقتصاد الاسلامي.
وكانت الإجابة الثانية للإعلامية سكينة الموسوي حيث قالت: لا يخفى على القارئ الكريم ان المرأة هي الرحى التي يدور عليها المجتمع فلو كان الرجل بمثابة الرأس للمجتمع، فالمرأة هي الرقبة التي تحرك الرأس، ولا شك ان هناك حركة ثقافية وتوعوية ونشاط نسوي نتلمسه في المجتمع، ولكن للأسف وبسبب الحرب الناعمة التي نتعرض لها إعلاميا وعالميا_ كإسلام وتشيع _ فإن الحركة الثقافية للمرأة ليست بمستوى يغطي حاجة المجتمع ويمكن ان نقدرها بنسبة 10% من حاجة المجتمع!.
لأننا أصبحنا كمسلمين نواجه الغزو بأسلحة بدائية وغير متكافئة مع حجم الهجمة الشرسة ونوعها، وكيفيتها حيث أن الثقافة العالمية اتفقت كلمتها قولا وفعلا على تسويق المرأة كبضاعة رخيصة لجلب النساء والرجال معا نحو الرذيلة، وكما نرى هناك استجابة ساحقة وخطيرة لا يمكن ان نتغاضى عنها او ننكرها !
مع ذلك نحن نتفوق في ناحية انتسابنا لمدرسة ال محمد وننهل من ينابيع علوم ال محمد صلى الله عليه وآله، ويبقى العاملون في مجال نشر ثقافة اهل البيت عليهم السلام بتسديد صاحب الامر عليه السلام وباخلاصهم، بامكانهم تحقيق نتائج خارقة تفوق الحسابات المألوفة.
من جهتها أبدت الدكتورة أسراء الفتلاوي رأيها فقالت: نعم بالتأكيد هناك تأثير ثقافي واسع للمرأة في المجتمع حيث ان الثقافة تعتبر بمثابة ركيزة أساسية للمرأة على وجه الخصوص، لانها مربية الأجيال وقائدة المجتمع المسؤولة عن اخراج قيادات المجتمع باكمله، وأنها المدرسة الاولى لإعداد الأجيال، فمن الضروري جدا ان تتسلح المرأة بالثقافة كي تتقن تخريج الأجيال تربويا على أفضل وجه، وأما دورها الثقافي فعليها ان تتسلح بالعلم والثقافة التي تجعلها تتميز بأداء وظيفتها سواء في العمل او المنزل.
مجالات ثقافة المرأة
الثّقافة الدّينية:
على المرأة تعلّمُ أصولِ دينها وأحكامِه، والثّقافةُ الدّينيةُ تصون المرأة وتحافظ على هويتها وهكذا تستطيع أن تصمد أمام التّحدياتِ المعاصرة والحرب الناعمة، لذلك قال رسولنا الكريم (ص): طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. ذكر الاثنان معا حتى يُبين انهم على حد سواء وليس ثمة فرق بين الرجل والمرأة.
الثّقافةّ الأسرية:
يجبُ تثقيفُ المرأة بالأمورِ التي تساعدها على فهمِ واجباتها الأسرية ابتداءً مع أهلها ومن ثم تتعلم كيفية طبيعةِ زوجها، وطرقِ التّعاملِ الصّحيحِ مع شريك حياتها، بعد ذلك تبحث عن أفضل طرقِ الرّعايةِ بنفسها وزوجها ومنزلها، كي يكون بإمكانها تربيةِ أولادها على المبادئِ الصحيحةِ والأركان السامية وهكذا تتحققُ أهداف الزوجة الصالحة والأم المقدسةِ، وبهذه القدرة تنمي قدراتها وقدرة من له صلة بها وتقدم للمجتمع بيت قوي لا يهزه أية عاصفة لأنها اهتمت بالبناء بشكل صحيح.
الثقافة العامة
تشملُ الثّقافةَ في مختلف المجالات والجوانب؛ كالجانبِ السّياسي، العلمي، الاجتماعي، أو الاقتصادي وفهم القضايا المستجدة في عالم اليوم، إذن ثقافة المرأة ركن أساسي في بناء المجتمع وشرط لتطور الأمم ورقيها، فالمرأة المثقفة لا ترضى بأن تكون ذات تأثير باهت بل تسعى لتلون حياتها ومجتمعها بأجمل صورة، إنها لا تنحني أمام الظلم ولا تقبل الرضوخ للاستبداد بل ترفع رأسها بكل شموخ .
إنها تبذلَ كل ما في وسعها كي تستطيع أن تؤدي مهمتها العظيمة، وهي إعداد الشّعوب وجيل صالح.
اضافةتعليق
التعليقات