الاستمرار المستمر لارتفاع درجات الحرارة في عموم العراق أدى إلى سرعة الغضب وتزايد وتيرة المشاكل خاصة في فترات الظهيرة من الأيام الصيفية الحارقة بالتالي فإن الإنسان يصل لذروة الاجهاد والارهاق النفسي والعصبي على حدٍ سواء خاصة لاستمرار الصيف على طول السنة بل على طول السنوات، فإن فسيولوجية الجسم البشري في الجو الحار ترفع درجة حرارة الجسم مما يجعل القلب يقوم بمجهود أكبر لتبريد الجسم، وهذا يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب بنسبة 10 ضربات في الدقيقة الواحدة، كما أنه يزيد من تدفق الدم بالشرايين، وزيادة في سرعة الدورة الدموية بالجسم مما يتسبب في التعرق الزائد والانخفاض في معدل ضغط الدم.
وهذا يؤدي إلى الشعور بالإجهاد والتعب بالتالي يكون الإنسان خامل القوى ومرهق يواجه صعوبة في أبسط متطلبات العمل أو الحركة.
درجات الحرارة والسلوك العدواني
ارتفاع الحرارة يسبب الغضب والسلوك العدواني فكلما زادت درجات الحرارة، زادت سلوكيات الناس العدائية وتصرفاتهم تزداد عنفاً، كما تكون معدلات السلوك العدائي أعلى في السنوات والأشهر والأيام والساعات الأكثر حرارة، وهو نمط يمكن ملاحظته فيما يتعلق بجرائم القتل وأعمال الشغب واستخدام أبواق السيارات، فالناس بفعل ضيقهم وتوتر أعصابهم من الحرارة يخرجون عن طورهم لأقل محرض وتفاعل سلبي بينهم، فيتشاجرون وأحيانا يؤدي العراك إلى ارتكاب الجرائم وافتعال الخلافات وغيرها مما لا يحسن عقباه.
تأثير الحرارة على السلوك الاجتماعي وآلية التواصل
يمكن أن تؤثر درجة الحرارة أيضاً على أذهاننا وسلوكنا، بغض النظر عن أشعة الشمس. فكلما ابتعدت درجة الحرارة عن المثالية أي حوالي 20 درجة مئوية، كلما شعر الإنسان بعدم الارتياح بالتالي فإن طاقة الإنسان الروحية ستكون واضحة للآخرين وتؤثر عليهم خاصة الأم في البيت فإن طاقة كل من أولادها وزوجها تكون مرتبطة بشكل روحي غير مباشر بها.
وجدت إحدى الدراسات أن معدلات مساعدة الآخرين ومدى تعاونهم، انخفضت عندما ابتعدت درجات الحرارة عن الدرجة المثالية وهي 20 درجة مئوية، سواء بالانخفاض أو الارتفاع، كما توصل باحثون في جامعة "نورث ويسترن" إلى أن الأشخاص تحت درجات الحرارة العالية في فصل الصيف يصبحون أقل استعداداً وقابلية للتعاون مع الآخرين!.
تأثير الطقس الحار على الإنتاج في العمل
ارتفاع درجات الحرارة يقلل الإنتاجية في العمل ويؤثر على مدى جودته، فوفقاً لموقع العربية، "عمل الباحثون في جامعة نورث ويسترن في إلينوي وجامعة ليهي في بنسلفانيا، على عدة مراحل، بهدف بحث كيفية تأثير الحرارة على الناس وعلى سلوكياتهم.
فحص الباحثون في المرحلة الأولى البيانات المقدمة من سلسلة متاجر للتجزئة في روسيا، والتي أتاحت لهم معرفة مدى تأثير البيئة على العمال، فتبين أنه مع درجات الحرارة المرتفعة، تنخفض قدرة العاملين على مساعدة العملاء أو الاستماع لهم بنشاط والاهتمام بهم بنسبة 50 بالمئة لأن مزاجهم يكون في حالة خاملة مرهقة شبه مغلقة فالتعامل مع الآخرين يشكل عبئاً ذهنياً عليهم.
لذلك فإن التأني عند الإقدام على أي فعل أو كلام يجب أن يكون مضاعفاً، كما أن التفكير مراراً وتكراراً مهم جداً خاصة في الفترات التي ترتفع فيها الحرارة ويشعر جسمك بالتعب حاول تجنب الكلام مع الآخرين خاصة الذين تعتقد بأنهم يحبون المشاكل أو سريعي الغضب وخاصةً الفئة التي تجعل من الشيء البسيط معضلة بشرية كبرى، فإن بذلك تشتري راحتك وتتجنب الخلافات.
اضافةتعليق
التعليقات