الترهيب العشائري خط ساخن جداً لانقطاع سبيل المعروف من المساعدة فكم من شخص أقرض مالهُ بنية حسنة لإغاثة ملهوف وقضاء حاجة مؤمن فلم يرجع لهُ مالهُ فتوقف عن إقراض الناس.
أما آخر حاول مساعدة امرأة من غرق محتم فبات متحرشاً بها وقضى عدة سنوات من عمره بين المحاكم محاولاً النجاة بينما كان هو المنجي، وغيرها من القصص الكثيرة التي يواجهها المجتمع العراقي يومياً فالمحاكم مليئة بالقضايا العشائرية حتى أن لهم قوانين خاصة استطاعوا فرضها على الدولة نفسها بسبب ما يمتلكونهُ من سلطة وسطوة على الشعب خاصة في المحافظات الجنوبية من العراق حيث القرى والأرياف لكنها زحفت رويداً إلى المدن وباتت سلعة لصناعة ثروة.
ازدادت الحوادث والضحايا التي كان من الممكن أن تكون على قيد بسبب الخوف العشائري التي من الممكن أن تلاحقهُ بسبب خطأ قد يؤدي به إلى الهاوية مادياً ومعنوياً واجتماعياً فالفصول أو الدية العشائرية سوق جديد وأسلوب مستحدث لكسب المال وتكوين مصدر دخل جيد والحادث الذي لابد من ذكره وقع حديثاً خلال هذا الشهر وانتشر على مواقع التواصل باسم: حادث الـ 45 دقيقة على قيد الحياة دون أن ينقذها أحد.
ديانا جليل، طبيبة أسنان تخرجت عام ٢٠١٩، أعلنت نقابة أطباء الأسنان وفاتها بعد تعرضها لحادث سير بقيت على قيد الحياة لمدة 45 دقيقة بعد الحادث ولم يتدخل أحد لإسعافها خوفاً من الفصل العشائري وما إلى ذلك فقام الناس القريبين من الحادث بنشر صور الحادث في مواقع التواصل، طالبوا بالوصول إلى عائلتها للقدوم إلى مكان الحادث بأقصى سرعة وإسعاف ابنتهم: وكتبوا "محد يرضى يشيلها إلا يجون أهلها"، فيما اعتبر معلّقون أن "خوف المواطنين من ’الملاحقة العشائرية’ كانت السبب في بقاء ديانا لنحو 45 دقيقة على الأرض، دون أن يُسعفها أحد، حتى وصلت سيارة الإسعاف، لكن ديانا كانت قد فارقت الحياة".
مدوّنون قالوا أن "من عاين جثة ديانا قال بأن إصابتها لم تكن قاتلة، وإنها كانت ستنجو لو قُدمت لها الإسعافات الأولية مبكراً".
وقد وردت أحاديث كثيرة عن اللعن والإثم الذي يحملهُ قاطع سبيل المعروف لأن قطع سنة حسنة كان الكثير من الناس يفعلوها فالأيادي التي كانت تساعد وتغيث الملهوف انقطعت إلى حد كبير ونُقل عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (من استن بسنة باطل كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)1
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (لعن الله قاطعي سبيل المعروف وهو الرجل يصنع إليه المعروف فيكفره فيمنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره)2
اضافةتعليق
التعليقات