يستند العلم إلى قوانين ونظريات فالقوانين تتحكم بالطبيعة منذ الأزل وتأتي النظريات لتكتشف هذه القوانين وتفسرها وتجعلها قابلة للتطبيـق وفـق حاجات الناس كما أنها ترصد الواقع وتربط بين ظواهره بتفسيرات مقنعة وتثير بعض المشكلات والافتراضات وتكون الأساس الذي ينطلق منه التطبيق العملي ولا تقتصر النظريات على اكتشاف كنه الطبيعة وظواهرها بل تتعداها لتكتشف أيضا طبيعة شخصية الإنسان وتحللها وتبين أوجـه السـواء والاضطراب فيهـا ومساعدتها على التكيف وإن وضع النظرية وتطويرها حالة علمية واجتماعية ويختلف معناها ومجالاتها باختلاف العلوم التي تتناولها.
تعريف النظرية
ما هي النظرية وما علاقتها بالواقع الذي تصفها؟ هذا السؤال لا يزال مفتوحًا على الرغم من التقدم الذي أحرزته العلوم النظرية والتطبيقية يشير إلى ارتباط الوعي البشري بموضوع معرفته كما يحاول التحقيق في كل ما يتم التعبير عنه في أي عمل فني أو تحكي قصة الفلسفة والعلم عن رحلة فريدة حاول فيها الوعي استكشاف هذا الرابط بين الإنسان والطبيعة ولا تزال هذه القصة مستمرة وتعود قصة العلم إلى تاريخ الحضارات القديمة مثل مصر القديمة بابلي هندي صيني يوناني وعربي لكن العلم لم يأخذ شكله المنهجي إلا مع بداية عصر النهضة الأوروبية هذا النهج الذي تبلور وعدل كثيرًا على مدى القرون القليلة الماضية.
خصائص النظرية الجيدة
لكل نظرية جوانبها القوية والضعيفة شمولية أو محدودية مستوى صدقها وثباتها حدد باترسون عددًا من المعايير المنطقية التي يتم من خلالها الحكم على جودة النظرية:
يجب أن تكون النظرية ذات أهمية وأهمية عملية ومحدودة.
الدقة أي أن تكون متسقة داخليًا ومفهومة وخالية من الغموض والارتباك ويمكن اختبار وضوحها من خلال ربطها بالنتائج أو قدرتها على تطوير التنبؤات.
العملية أي قدرتها على تقصير إجراءاتها بغرض اختيار افتراضاتها أو توقعاتها وأن تكون مفاهيمها دقيقة بما يكفي للقياس.
المصداقية التجريبية هي أن الخبرة والبحث التجريبي يدعمان صحة النظرية ويجب توليد معرفة جديدة منها بشكل عام النظرية التي لم يتم تأكيدها من خلال البحث التجريبي قد تؤدي بشكل غير مباشر إلى معرفة جديدة من خلال إثارة ذلك طريقة لإنشاء نظرية أفضل.
ويمكننا إضافة المعايير التالية التي نراها مناسبة للحكم على جودة النظرية: الوضوح دون تناقض سهولة القراءة والفهم الاتساع والشمول دقة أثارها أسئلة متعددة لمتابعة البحث العلمي والتنبؤ استخدمه في الحياة العملية.
وظائف النظرية
تعتبر النظرية هدفاً ووسيلة الهدف هو شرح الظواهر من حولنا أو بداخلنا والوسائل لأنها توفر إطار عمل للمراقبة والبحث والاكتشاف تساعد النظرية أيضًا في افتراض ترتيب الأحداث وتساعدنا على فهم ما يحدث وما نتوقع حدوثه.
ونشير هنا إلى مجموعة من الوظائف النظرية:
تبني النظرية بنية محددة من المعرفة حيث إنها تجمع بنية المعرفة ذات الصلة وتحاول تنظيم النتائج المبعثرة في وحدة كاملة مفيدة وذات مغزى.
وتزيد النظرية من فهم بنية معينة للمعرفة وتحاول جمع المعلومات رتبها حسب الأهمية.
توفر النظرية أدوات لعمل تنبؤات مثل الرسم البياني وإنه يصور نقاطًا متعددة وما يمكن أن نتوقعه من الأحداث الناتجة عن هذه النقاط بالنسبة للممارس تعمل النظرية كدليل للأساليب الممكنة وما يمكن أن ينتج عن المنتجات اللاحقة فهي تشير إلى العلاقة بين الوسائل والمخرجات.
وتشجع النظرية الأبحاث الأخرى حيث لا يوجد فرق بين النظريات سواء ثبتت صحتها أو خطأها بل الشيء المهم هو أنه يجب تحفيز الأبحاث الأخرى في الظواهر التي اعتمدت عليها النظرية لذلك فإن النظرية في عملية تقدم مستمر كدليل بحثي.
ويجب أن تؤدي إلى استنتاج مجموعة من الاقتراحات التجريبية التي يتحدد قبولها أو رفضها بمدى جدواها أو فائدتها.
أن تسهم في ربط الاكتشافات التجريبية المعروفة داخل إطار منطقي ومعقول.
وأيضا تساعد النظريات على بناء طرق جديدة للسلوك في موقف الإرشاد كما قد تساعد على معرفة كيفية تقويم الأساليب القديمة والحكم عليها.
وتؤثر النظرية بشكل مباشر على توقعات المسترشد وعلى طريقة سلوكه أثناء الإرشاد كما تؤثر عليه بشكل مباشر حين يستخدم المرشد نظرية معينة.
تحديد الظواهر المدروسة لأن لكل علم ظواهره المتعددة، ولا تستطيع النظرية الواحدة دراسة كل الظواهر في هذا العلم أو ذاك.
تصنيف هذه الظواهر وصياغة الفرضيات حولها.
تلخيص النتائج بعلمية وموضوعية وبدقة ووضوح والمساعدة في فهم نتائج دراسة الواقع.
القدرة على التنبؤ بوقائع أو ظواهر جديدة والقدرة على الإيحاء بالأفكار وإثارة الفضول والاهتمام لتوليد البحوث أو تطوير النظرية القائمة أو إيجاد نظرية جديدة.
مبررات الحاجة إلى نظريات الإرشاد والعلاج النفسي
إن الفرد والجماعة يحتاجون إلى التوجيه والإرشاد وكل فرد خلال مراحل نموه المتتالية يمر بمشكلات عديدة وفترات حرجة يحتاج فيها إلى إرشاد ولقد طرأت تغيرات أسرية تعتبر من أهم ملامح التغير الاجتماعي ولقـد حـدث تقـدم علمـي وتكنولوجي كبير وحدث تطور التعليم ومناهجه، وحدثت زيادة في اعداد الطلاب في المدارس وحدثت تغيرات في العمل والمهنة ونحن الآن نعيش في عصر يطلق عليه عصر القلق هذا كله يؤكد أن الحاجة ماسة إلى الإرشاد والعلاج النفسي.
التقدم العلمي والتكنولوجي السريع
حيث يشهد العالم في هذه الأيام تقدما علميا وتقنيا تتزايد سرعته بوتيرة عالية وبالرغم من هذا التقدم نجد القلق والإحباط يسيطر على حياة الإنسان بدلا من الارتياح والسعادة.
اضافةتعليق
التعليقات