أقام ملتقى المودة للحوار جلسة حوارية بعنوان (المرأة في مواجهة التحديات المعاصرة.. السيدة زينب (عليها السلم) قدوة وأسوة) بحضور سماحة الشيخ جلال معاش وذلك يوم الأربعاء 14 رجب 1443 الموافق 16/2/2022 م في مقر جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية بحضور مجموعة من المدرسات والجامعيات من عضوات الجمعية.
استهل سماحة الشيخ معاش حديثه شاكراً دعوته للجلسة وابتدأ حديثه حول المرأة ودورها منطلقاً بمن هي أسوة وقدوة لكل امرأة تُقدر دورها وتعيش لتُنجز، فقال إنها زينب، عندما نقول زينب زينبٌ بنت حيدر معدن العلم والحِجى. عندها باب حطة فادخلوا الباب سُجدا.
إنها أم المصائب. ويأتي إلينا أنها دخلت إلى المدينة ولم يعرفها زوجها. نعرف أنها كانت مع الحسين (عليه السلام) عاشت المصاب في يوم عاشوراء، فما جرى عليها، وكم تكبدت؟!. وكان كل ما سقط أحد من أهل البيت فهي لها دور في هذا الموضع. والكلام هنا نريد أن نتوجه به إلى شيء آخر. نقول أسوة وقدوة.
ثم تحدث سماحته عن التحديات اليوم فقال نحن نعيش التحديات نساءًا ورجالا، كباراً وصغارا، متعلمين وغير متعلمين، نحمل شهادات أو لا نحمل، عندنا أموال أولا. كلنا أمام هذه التحديات، ولكن هذه التحديات مراتب ودرجات.
وكمثلاً وقدوة في مواجهة هذه التحديات والوقوف بقوة انطلق الشيخ من كلمة أم المصائب، الكلمة التي تعطي معنى الحزن والبكاء والفاجعة. فلماذا لا ننطلق منها إلى كلمة أخرى غير الفاجعة وغير المصيبة؟ انها أم المصائب. صحيح.
أم المصاب هل يعني بكاء وحزن وآلام، ماذا؟ أم المصائب يعني المرأة التي تحملت كل هذه المصائب. كيف تحملت؟ كيف زينب، تحملت هذه المصائب؟. نحتاج إلى دراسة وبحوث. أنه ننطلق من أم المصائب. ماذا يعني أم المصائب؟ وما الصفات التي اجتمعت فيها حتى تسمى أم المصائب. منها الصبر. منها الصمود منها الوعي.
وتحدث سماحته عن شخص زينب العظيم وما تحملت لتنصر الحق، فقال: كانت تعتقد بإمام زمانها، وكيف تتعامل معه، وكيف تواجه تحديات الانحراف لدى الأمة، الانحرافات العقائدية، فمن حارب الإمام كانوا أناس يظهرون متدينين وعليهم آثار السجود ، وعندما حان وقت الأذان أرادوا أن يصلوا صلاة جماعة كما اليوم هناك أكثر من طريقة منحرفة مهدوية عندنا في العراق. فما دورنا تجاه هذه الانحرافات، وما نفعل في مواجهتها؟
زينب (سلام الله عليها) عندما نقول لها أم المصائب لا يعني فقط أنها مرت بمصائب، لا بل أنها تحدت كل الظروف رغم كل ما مرت به لكنها كانت سندا للامام الحسين (عليه السلام)، فمن كان مع الحسين ومن يستشير ومن يخفف عنه ومن يُوصي؟ كان الحسين مع زينب.
تخاطب الحسين ليلة عاشوراء أو يوم عاشوراء ومضمون كلامها اختبرت وامتحنت اصحابك؟ هل الإمام لا يعرف، لماذا تسأل زينب (عليها السلام)؟ في مواجهة معاوية الجيش وقيادته خانوا الإمام الحسن (عليه السلام)، وهدموا الجيش وسلموه لمعاوية وهذا أحد أسباب الصلح أن الجيش غدر بالإمام (عليه السلام).
فكان جواب الإمام الحسين (عليه السلام): لقد بلغتهم فما وجدت فيهم إلا الأشوس أي يستأنسون بالموت.
إن سؤال زينب يدل على معنى، وقوفها مع الحسين يدل على معنى، الإمام السجاد (عليه السلام) لحكمة كان مريضاً وكان يعتمد على زينب (عليها السلام)، فمن كان يقوم بدور الإمامة وليس إماما.
زينب (عليها السلام) كانت تعمل عمل الإمامة، تحملت المسؤولية، ووقفت بوجه كل الأعاصير، واجهت التحديات وحافظت على الرسالة.
في الكوفة وفي الشام جميعنا يعرف خطبتها، إن خطابات زينب (عليها السلام) تحتاج إلى دراسة وتعليم ومنهج دراسي في مدارسنا. يجب علينا أن نسعى لتُدرس خُطب الزهراء، وخطبتي السيدة زينب (سلام الله عليها).
نحن اليوم نعيش تحديات، اليوم نعيش ظروف خطرة فتياتنا في خطر وشبابنا في خطر.
فكيف نواجه هذه التحديات؟ بمن نقتدي وممن نتعلم؟ وكيف نُقدر وجودنا؟
ماذا قدمنا؟ الحوزات ماذا قدمت؟ المثقفون، المثقفات ماذا قدموا وقدمن؟ بهذه التحديات تحديات صعبة التحدي العقدي، والاجتماعي، والأخلاقي، وأيضاً الاقتصادي والسياسي. نحقق شيئاً بمقدار ما نستطيع. ولكن ينبغي المواجهة.
فالمسؤولية كبيرة عندما أقول أم المصائب، فإنها واجهت كل التحديات.
وتحدث أيضاً سماحة الشيخ عن لقاءه بمجموعة من الشباب وكيف استقبلهم والتعامل الصحيح معهم، واستيعابهم، فلهم حق على الكبار وأصحاب المسؤولية.
وأوصى سماحة الشيخ بأداء المسؤولية لكل فرد وقال:
علينا أن نؤدي واجبنا، ورسالتنا ولا نتوقف، لا نخضع ولا نستسلم، وزينب أم المصائب. هل توقفت وتراجعت، لا لم تتراجع.
كم تحمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: ما أوذي نبيٌ مثل ما أوذيت.
قالوا عن النبي مجنون، قالوا عنه ساحر، قالوا عنه كذاب. قالوا عليٍ لا يصلي. وهذه المرأة التي وقفت وواجهت لا نقول معصومة إنما نقول عندها صفات المعصومين. وأبو طالب (عليه السلام) ليس نبيا بل عنده صفات الأنبياء. صفات المعصومين عند العباس وهو ليس معصوما..
زينب والإمامة، كيف ندافع عن الإمامة؟ هل هيأنا أنفسنا لاستقبال الإمام؟ هل نقول لإمام زماننا نحن مستعدون لأن نكون شهداء الإمامة.
مواقفها وبطولاتها هذا هو الذي نريد، نتعلم ونقتدي بهذه المرأة الشجاعة المدافعة عن الحق.
إنها زينب ابنة فاطمة ابنة خديجة اللاتي دافعن وضحينَ ووقفن أمام الانحرافات وواجهن الظلم فهنَ مثلاً للاقتداء.
يجب أن لا نصل لليأس. فعندنا إمام يقول وإنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم. بذلك ختم حديثه سماحة الشيخ جلال معاش، واستمع بعدها لآراء الحاضرات وأجاب على ماطرحن من استفسارات.
ولابد من الإشارة إلى أن ملتقى المودة للحوار التابع لجمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية يُعنى بمناقشة مجموعة من الأفكار التي تهدف لرفع المستوى الفكري والثقافي للمرأة.
اضافةتعليق
التعليقات