لقد ساد الاعتقاد لمدة طويلة بأن النساء أقدر من الرجال في مجال تعدد المهام، وفي حين أن بعض النساء تسعد بهذا المديح، إلا أن البعض الآخر يسوده الاعتقاد بأن بعض الرجال يستخدمونه كذريعة للتهرب من القيام ببعض الأعمال.
الآن، بحسب "ديلي ميل" البريطانية، وجد العلماء دليلاً قوياً على أن الرجال هم أقل شأنا في القيام بنشاطين - على الأقل بالمقارنة بالنساء أقل من سن الستين. فقد أصبح تهرب الرجال من بعض المهام عذرا مبررا علمياً، فقد طلب من بعض الرجال القيام بالتفكير في أمور معقدة أثناء السير على مشاية رياضية بدون درابزين تبين أنهم يوقفون تأرجح الذراع اليمنى أثناء السير.
يُرجع ذلك عادةً إلى أسباب بيولوجية، إذ تذكر الكثير من الأدبيات العلمية على مدى عقود وجود تباين كبير بين أدمغة الذكور والإناث، لكن وفقًا لتحليل تلوي منشور حديثًا، لا يوجد أي دليل يدعم حجة تفوق الرجال أو قدرته العالية لأسباب بيولوجية.
تقول عالمة الأحياء، المؤلفة الرئيسة للدراسة من الجامعة الأسترالية الوطنية لورين هاريسون: «اعتمادًا على بياناتنا، فإن فرص النجاح أو الإخفاق بين الرجال والنساء متساوية».
ركزت الدراسات على الاختلاف بين الجنسين ضمن الأنواع المختلفة، ولا يصعب العثور على الكثير من الأمثلة عن ازدواجية الشكل حتى ضمن الجنس البشري، فالاختلاف في الصبغيات الجنسية مسؤول عن الاختلافات الواضحة في الصفات التشريحية بين الرجال والنساء، كاللحى والأثداء.
منذ أواخر القرن التاسع عشر، افترض العالم الإنكليزي هيفلوك إليس في كتاباته أن كبر أدمغة الرجال مقارنةً بالنساء يعد سببًا مهمًا للقدرة الإدراكية عندهم، ما يفسر تفوق الرجال وقدرتهم على الإنجاز والتأثير والقيادة.
منذ ذلك الحين بحث العلماء عن وجود اختلافات إحصائية مهمة بين الجنسين دون التوصل إلى أي دليل ملموس، وبحثت القليل من الدراسات كون الاختلافات التشريحية ضمن الجنس الواحد تخلق تباينًا في السلوك.
لتعميم النتائج على الحيوانات غير البشرية، بحث الفريق في التحليل التلوي الجديد كون سمات الشخصية ضمن 220 نوعًا تختلف إلى حد مهم بين الجنسين.
مع أن البحث يشمل 10 آلاف دراسة، لم يجد الباحثون دليلًا واضحًا على اختلاف السمات الشخصية بين الجنسين في أي من الأنواع المدروسة.
لا يعني هذا عدم وجود اختلاف بين الجنسين كليًا، إذ وُجد اختلاف كبير في بعض الصفات المحددة، مثل المناعة أو سمات شكلية معينة لدى الجنسين في بعض الأنواع.
لكن إذا عددنا الطبيعة سببًا للاختلاف كما اقتُرح في الماضي، فبوسعنا أن نستنتج أن الطبيعة قد تمنح النساء ذكاءً مساويًا لذكاء الرجال.
قال عالم الأحياء التطوري المشارك في الدراسة ميشيل جينيونس: «إذا كان الرجال أكثر اختلافًا من النساء فهذا يعني أن الرجال قد يكونون أكثر ذكاءً أو أقل ذكاءً مقارنةً بالنساء. يظهر بحثنا الذي شمل أكثر من 200 أي اختلاف واضح بين سلوك الذكور والإناث، ما يعني خطأ الطرح القائم على تفوق الرجال استنادًا إلى أسباب بيولوجية، أي أن كون غالبية الفائزين بجائزة نوبل من الرجال مثلًا، لا يمكن تفسيره بأن الرجال أذكى».
الدراسة شملت 27 مليون موظف من مختلف أنحاء العالم، وبرز فيها تفوق النساء على نظرائهم من الرجال، حيث يتمتعن بقدرة أفضل في جعل الموظفين ينخرطون في العمل.
وبالتالي يشارك هؤلاء الموظفون بفاعلية وإجابية أكبر في مكان العمل، بالإضافة لقدرة النساء على التحفيز في العمل، في الوقت نفسه يميل أغلب الموظفون للإجابة بنعم تحت قيادة المدراء الإناث.
وبحسب الدراسة فإن المديرات النساء يستطعن تأمين بيئة أفضل للموظفين وبالتالي منحهم الفرصة للتطور في حياتهم المهنية.
ومن الدراسة شملت 27 مليون موظف من مختلف أنحاء العالم، وبرز فيها تفوق النساء على نظرائهم من الرجال، حيث يتمتعن بقدرة أفضل في جعل الموظفين ينخرطون في العمل.
وبالتالي يشارك هؤلاء الموظفون بفاعلية وإيجابية أكبر في مكان العمل، بالإضافة لقدرة النساء على التحفيز في العمل، في الوقت نفسه يميل أغلب الموظفون للإجابة بنعم تحت قيادة المدراء الإناث.
وبحسب الدراسة فإن المديرات النساء يستطعن تأمين بيئة أفضل للموظفين وبالتالي منحهم الفرصة للتطور في حياتهم المهنية.
ومن المفارقات هو أنه على الرغم من كثرة الدراسات التي تبرز دور المرأة في القيادة إلى أن الإناث لايزلن يعانين في الحصول على المعاملة والأجر نفسيهما اللذين يحصل عليهما نظراؤهن الرجال. من كثرة الدراسات التي تبرز دور المرأة في القيادة إلى أن الإناث لايزلن يعانين في الحصول على المعاملة والأجر نفسيهما اللذين يحصل عليهما نظراؤهن الرجال.
لا تستبعد النتائج كليًا التفسيرات البيولوجية التي تتخلل الكثير من المجتمعات الحديثة، لكنها على الأقل تحد من الجدل حول إرجاع الاختلافات بين الذكور والإناث إلى أسباب بيولوجية، ومن ثم فهو اختلاف لا يمكننا -أو لا يجب علينا- التصرف حياله.
قد يساعد تحليل المفاهيم القائلة بإرجاع تفوق الرجال إلى أسباب بيولوجية على هدم البنى الاجتماعية المسؤولة عن التحيزات بين الجنسين.
تقول هاريسون: «عوضًا عن استخدام علم الأحياء لتفسير كون غالبية كبار المديرين التنفيذيين وأساتذة الجامعات من الذكور، يجب أن نبحث دور الثقافة والتربية في دفع الرجال والنساء إلى مسارات مختلفة».
وفي مقال نشرته مجلة "رويال سوسايتي"، قال معدو الدراسة: "إنه مما يثير الدهشة أن النساء تحت سن الـ60 لديهن القدرة على مقاومة هذا التأثير، مما أسفر عن كشف اختلافات لم تكن متوقعة بين الجنسين". ولذا فإنهم يشيرون إلى أن الهرمونات الجنسية التي هي أعلى في النساء أكثر من الرجال "قد تكمن وراء هذه القدرة الأنثوية على تحمل تعدد المهام". ويضيف الباحثون أن تأثير الأوستروجين على الدماغ يعزز السيطرة الإدراكية و"يمنع الاستجابات غير السليمة".
اضافةتعليق
التعليقات