هل انت من النوع الذي يجامل الناس ويسمعهم الكلمات التي تجعل من النملة فيلا، ومن العصفور صقرا، ومن الحجارة شذر، تروي للآخرين ما يلذ سماعهم عن بطولاتهم؟ تبالغ في السلام والاطمئنان، فانت مجامل، قد تكون ذات لسان حلو ولا تعرف من المجاملة شيء فهذه طبيعة كلامك، نعم لا اختلف معك لكن عندما تزيد عن الحد المتعارف تكون مبالغة وتوخَّ دائماً ألاّ تخرج عن الحدود.
في مجتمعنا اليوم تعتبر المجاملة، أمرh لا غنى عنه، وخاصة عند النساء، تجاملهم بتسريحة شعرها، بفستان السهرة الاحمر الفاقع، بلون الاثاث الباهت، وان لم تقل لها ما ترغب سماعه تعتبرك متكبرا، ولست من اصحاب الذوق، لتفادي سوء الظن ولتجنب المشكلة تمدح وتجامل، اعتبرها خبراء العلاقات الإنسانية وأصحاب الأعمال في المقام الأول بين الصفات التي لابدّ منها للنجاح.
الفرق بين المجاملة والنفاق
قال أحمد: المجاملة مطلوبة دينياً وقد جاء التعبير عنها بكلمة، "المداراة" فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) "أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض"، والمجتمع يحتاج الى كلمة طيبة ومدارة خاصة عند الاقرباء، لا انكر هناك مبالغة في الامر لان البعض يعطي اكبر من الحجم المقابل، فقط ليرضى عنه فلان، انا عن نفسي ابتعد عن هذا النوع، واكتفي بالمدارة.
تشاركنا حوراء حميد طالبة برايها: اغلب الاشخاص يودون ان يسمعون الكلام الجميل، وان كان كذبا، انا واحدة منهم احب ان يجاملني الناس واجاملهم ايضا، إذا لم اجامل، لن اكون محبوبة أو بمعنى “مرغوبة” في المجتمع، وهنا تصبح المجاملة أشبه بكذبة.
ما هي حدود المجاملة في رأيك؟
يقول عامر: للاسف الشديد، المجاملة أصبحت أحد أمراض العصر، بعضنا يجامل لكسب ود الناس، فجاملوا ولكن ليس على حساب المبدأ، يجامل فلان المعروف عنه بالكذب فقط لأنه اقاربه، لا احب هذا النوع من الاشخاص يميلون مع كل ميلة (لوكيه).
غفران علي تقول: أعتقد أن المجاملة هي ذوق في فن التخاطب مع الآخرين والتعامل معهم ما لم تتحول الى نفاق وكذب وخاصة بين الاصدقاء والاقرباء، الصراحة هي الافضل برأيي في كل الاحوال.
حق لسانك عليك
كثرت في هذه الأيام، المجاملات بين عموم الناس، على اختلاف النيات والمواقف، احيانا لا يتطلب الموقف المجاملة فالصراحة احلى، وفي المقابل هناك مواقف لابد ان تكون المجاملة حاضرة، مالم يدخل فيها النفاق والكذب، وان ما يقوله اللسان محفوظ فقد قال الله تعالى: { ما يَلفِظُ مِن قول إلاّ لَديهِ رَقيب عَتيد} كما جاء في رسالة الحقوق للأمام زين العابدين (عليه السلام): {وحق اللسان إكرامه عن الخنى وتعويده الخير، وترك الفضول التي لا فائدة فيها، والبر بالناس، وحسن القول فيهم، (ويعد شاهد العقل، والدليل عليه وتزين العاقل بعقله وحسن سيرته في لسانه}.
وقال بعض الحكماء إنما خلق للإنسان لسان واحد وعينان واذنان ليسمع ويبصر أكثر مما يقول، ثم أنه حبس بأربعة أبواب الشفتان مصراعان والأسنان مصراعان.
بيدك انت تجعل المجاملة سما او تجعله عسلا؟ و لا احد منا يرغب ان يتجرع كأسا من السم كلنا نحب أن نلعق العسل.
اضافةتعليق
التعليقات