القرآن الكريم اعطى لكل شيء حقه حتى تلك الجزئيات المتعلقة في خلق الانسان، من العلقة والنطفة وتكوين الجنين ومراحل الطفل وتابع مرحلة الفطام واي وقت يستحق ان يكون الفطام المرحلة الفاصلة بين الأم والطفل، فهذه الامور الصغيرة بينها بآيات مفصلة، وبعدها انزل على لسان نبيه الكريم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) الحياة الكريمة التي تليق بهذا المخلوق منها تفضيله على الحيوانات بالنطق والعقل، وارسال الانبياء والكتب السماوية ليعرف الديانة التي جاء من اجلها، ومن اهم هذه المفاهيم التي ذكرها عز وجل في حياة الانسان هي الكرامة فقد قال عزّ من قائل:
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ على كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، متلازمة الانسان هي كرامته فلم يترك الإنسان سدى من دون كرامة.
وينقسم مفهوم الكرامة الى عدة اقسام والتي يمكن تخليصها من القرآن الكريم ومن خلال الآيات التي ذكرت فيه.
الكرامة الخلقية: فقد كرم الله الانسان في خلقة حيث صوره فأحسن تصويره ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾.
الكرامة في العيش: خلقة من العدم واوجده من تراب وماء ليعمل ويعيش في هذه الدنيا ويأكل ويشرب ولم يطلب منه رزق او عوض فقط العبادة والعمل بما هو مطلوب، من دون اكراه او قتل ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾، فلم يسمح بسفك الدماء واستباحة الاعراض، (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا).
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.
كرامة الإنسان والدستور القانوني
إن اول مشروع لقانون الكرامة هو القرآن بتكريم وشرع قانون حفظ الانسان من دمه وعرضه وكرامته بين الاخرين. وابتعد اليوم المسلمين عن هذا القانون الالهي واصبحت مفقودة عندهم ويعامل الانسان بأقل قيمة ويستعبد عند اصحاب السلطة والجاه، وحتى بات الانسان متجاهلا بقيمة الكونية ومفهومها، بينما هناك دول جعلت الكرامة دستور خاص بها، حيث ادخل ايرلنديون مفهوم الكرامة الإنسانية في دستور 1937، أما الألمان فقد ربطوا دستورهم بالكرامة التي وُضعت كأعلى مبدأ دستوري وكسقف تمر من تحته كل القوانين، وكل مادة قانونية تعارض هذه المادة الدستورية تصبح باطلة.
بينما مازال الانسان في الوطن العربي يتقاتل ويغوص في بحر من الدم لا يملك أي هوية غير تلك التي يملكها وسجل فيها بياناته الشخصية وبقيت هويته بين الكرامة مختفية في ظل الأزمات العربية، وضياع حقوقه الانسانية في دولة كان من المفترض أن تعز بها الاسلام والمسلمين ولكن بقي الانسان يبحث عنها في عصر الحروب، ولكنها سينالها في ظل دولة قائم ال محمد (عليهم السلام) التي يكون فيها الانسان عزيزا قويا فكريا وثقافيا محافظا على كرامته وادميته كما خلقه الله تعالى.
اضافةتعليق
التعليقات