في الاعوام السابقة كانت لدينا ثمة امنيات معلقة في صفحة العرب، لاشك ان العام المنصرف كان مملوءا بالأحداث والازمات والنكبات، على رأس النكبات كانت مدينة حلب السورية، وما تعرضت له من العنف والدمار، وما حصل في حلب او (خان شيخون) الان لا يمكن اعتباره حادثة او نكبة، الاصح ان نقول فاجعة يرثى لها، فحال المدينة المهدّمة بعد المجازر الإنسانية، لا يمكن وصفها، بالسرد، او الخيال، بعيدا عن الحقيقة، برك من الدماء، جثث مقطعة بين الانقاض، ركام متناثر، الهواء لم يعد منقذا من الخنق بل اصبح هو الاخر لا يتنفس، هروب العوائل من الموت المحتم الى الموت المؤجل، البرد ولسعاته كان يقاتلهم هو الاخر، عام مضى على الخراب والدمار، من ادلب تنزف، وحماة تستغيث، الى حلب تباد، والقادم لا نعرف أية محافظة ستكون عنوان انطلاق ثورة الاعلام؟.
كعادتنا ما نستطيع فعله هو (الهاش تاك)، والتسويق الاعلامي، والصور الملونة بدماء الضحايا، والعبارات التي تنسخ وتلصق بين الاعلاميين، امنيتي الوحيدة ان يقف هذا العالم عن التفاهات ويطلق صرخته المدوية في سماء الحق، ويبعد عن التشهير والتحريض بين ابناء البلد فهذه ستكون اول ضربة في مرمى العدو، لست كغيري انظر الى الاخبار وابقى صامتة ولست ممن ينتظر شهرة من اجل مقال او قصة، احاول ان اجعل الحروف هي التي تنطق بدلا عني، لعلها تضمد جراح النازفين وترتل على اذانهم صوت الانسانية، أملي ان اكون زهرة في طريق النازحين لا شوكة تجرح اقدامهم، ان اكون خيمة يستريح عندها الكبير وتستر النساء لا غيمة حزن تمطر عليهم رصاصا، أن أكون شجرة تحتضنهم كأغصانها، لا املك أي واحدة منها وهذا ما يقتلني.
ماذا افعل وانا ارى تلك الدماء تباح، والاطفال تذبح، والنساء تسبى، تحت مسميات لا تمد للدين بصلة، اين مؤتمراتكم، اين هتافاتكم، اين الربيع يا عرب، لماذا الصمت، لا تستحقون العتاب، او التذكير لانكم مشغولون بمناصبكم وفسادكم، اسفا على بلاد كانت ملجأً لكم، فتحت ابوابها واعلنت استقبالها لمئات النازحين عن اوطانهم، لم تتركهم على الحدود بل اطعمتهم من زرعها واظلتهم في سمائها، اعطتهم مكانا مع ابناء الوطن، لم يطلقوا عليهم نازحين او مهجرين، محررين غير مقيدين، وبعد حصاد سنوات من التطور والتقدم، جاءت السبع بقرات سمان، اكلت ما زرعت وافسدت ما بنت، قتلت براءتها، واغتصب ياسمينها، سكبوا على بياضه قطرات حقدهم، فاشتعل الياسمين ولم يطفأ.
ما بين النيران والطغيان تئن سوريا، تخيط جراحها بيدها، ينزح ابنائها يطرقون العرب برا فيفرون منها فرارا، و يتأخذون البحر ملاذا، وعندما تطفو جثثهم تأتي المنظمات وتطالب بحقوقهم فيكون النداء عربي والاجتماع اممي، ولقاء عاجل، يحق لنا ان نسأل؛ انتم تطالبون بحق السوريين ام بثمن جثثهم التي غرقت من دون أي مساعدة، لماذا لا تقدمون المساعدة للأحياء منهم؟ اين هي منظماتكم وإنسانيتكم، ام هناك من دفع ثمن هذه الدماء، كفاكم متاجرة بدماء الابرياء فكل قطرة دم سالت على ارض دمشق ستبقى امانة في اعناقكم وستدفعون ثمنها يوما ايها العرب، ومن الان اقولها؛ عذرا يا حبيبتي لم تعد بلاد العرب اوطاني.
اضافةتعليق
التعليقات