• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

يصوّركم كيف يشاء

مريم حسين العبودي / الأربعاء 27 تشرين الاول 2021 / ثقافة / 2382
شارك الموضوع :

يرى البعض أن التصوير مخادع، فكيف تنقلُ نسخة مدهشة لشيء عادي جداً

كل شيء في هذا الوجود يحوي طاقةً كامنة، ورؤية هذه الطاقة يعتمد على الطريقة التي تُستخرج بها، لذا فإن كل تفاصيل الحياة من حولنا تحتضنُ جمالاً من نوع مختلف، التصدّع الذي على الجدار، وطاولة الخشب المهترئة والمكسّرة، أصيص الزرع الفخاري القديم المغلف بالنسيان، وصحن الفاكهة حين تغمرهُ شمس ما بعد الظهيرة... وهكذا دواليك.

الاعتياد يولّد انعدام التجدد في زوايا النظر، من الصعب أن ترى بأن ذلك اللحاف الفوضوي على سريرك قد يكونُ ذو تركيبة فنية! ببساطة لأنك تراه كل يوم، وكذلك مع كل تفاصيل المنزل حولك. الأمر لا يتعلق بكونها خالية من مسحة جمال أو تميّز بل لأن المنظار الذي نُبصر من خلاله ثابت، ولذات السبب نندهشُ أيضًا بالأماكن التي نزورها لأول مرة، ولو بقينا فيها شهراً لأصبحت رتيبة ومملة.

الخدعة التي تُبعد هذه الرتابة هي إعادة آلية النظر وزواياه، وتغييرها مُناط بمحاولاتنا لرؤية هذا الجمال، ويأتي التصوير هنا كأحد التراجم المُنصفة والمباشرة لهذا الإبداع المُخزّن بين طيّات العالم الذي يضمنا.

العين البشرية هي أكثرُ الكاميرات تطوراً وإبداعاً، وهي التي ألهمت المبدعين والمخترعين ليحاولوا محاكاتها، ورغم كل هذا التطور المجنون الذي وصلت إليه التكنولوجيا وعدساتها بالغة الدقة، إلا إنها لا تُجاري نظرتنا بالعين الحقيقية. كثيرٌ من المشاهد التي نراها بشاعرية ودفء لن تظهر لنا في آلة التصوير، وربما ستظهر بطريقة احترافية، لكن ليس كما تُبصرها العين البشرية على الإطلاق.

التصوير وآلاته سلاح ذو حديّن، فهو يمكن أن يُستخدم كلُغة للأشياء غير الناطقة، أو يُصيبُ بالصمم الناطقة منها وهذا يعتمد على المستخدم لها. فالكاميرا سلاحٌ ناري زناده زرُ الالتقاط، سواء في كاميرا احترافية، فورية، رقمية أو في كاميرا الهاتف الذكي، وغيرها... قد تقتلُ زهرة جميلة وأنت تصورها بسبب عدم مراعاة اتجاه الضوء، أو قد تجعل نبتة عادية تبدو مبهرة بسبب زاوية الالتقاط.

يرى البعض أن التصوير مخادع، فكيف تنقلُ نسخة مدهشة لشيء عادي جداً! ببساطة لأنك تستخرج تلك الصورة من منظار جماليّ غير الذي اعتاد عليه بصرك، وهو أداة التصوير. إنها التغيير الذي يحصل في طريقة نظرتك للشيء، بدل أن تغيره بصرياً فقط، وتبدأ التمعن فيما ترى، فإنك تستخدم آلة إضافية لوسيلة البصر التي تملك، المختلف في الأمر هو إن هذه الآلة تستطيع أن تُجمّد اللقطة التي تروقها، وتحتفظ بها بشكل ملموس وليس ذهنياً فحسب.

يرتبط التصوير بجوانب كثيرة من حياتنا، فهو يحتضن طفولتنا ويوثق ذكرياتنا، الصور تشهدُ على أصحابها، تذكرهم بما قد يتظاهرون بتناسيه، وتُنعش ذاكرتهم التي أتلفها الزمن، الصور تُؤنس وتُدفء، تعانق وتُربت، تُتأمل وتحكي، تقضي ليالٍ طوال تحت وسادة طفل، أو في مذكرة عاشق، تختبئ في جيبِ جُنديّ وتعرّف هوية آخر مقتول لم تُبقي الجراح من ملامحه شيء.

الصور دليلٌ دوليّ يتوجب وجوده في إثباتنا الرسمي، وهي التي تتوقف عليها أمور مصيرية، إنها تنصفُ مظلوماً وتُدين مجرماً، تمتّعُ مسافراً وتُبكي أماً، تشهدُ سعاداتنا وأتراحنا، هي ببساطة كل شيء، إن لم يكن التصوير شغفاً فينا، فإنه المسيّر لحياتنا، هو الذي يكوّن المواقع، البرامج، التطبيقات الهاتفية، التلفاز، الإعلانات، الكتب، المجلات، واجهات المتاجر وغيرها الكثير، فلا يمكن تخيّل حياة دون تصوير، ونحن قد بدأ خلقنا في الأرحام به.

الانسان
الحياة
التفكير
الجمال
الشخصية
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    كيف نتعامل مع الشائعات في ظل الأزمات؟

    النشر : الأحد 15 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الزموا حبل الجماعة.. من أفكار سلطان المؤلفين السيد محمد الشيرازي

    النشر : الأحد 06 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    شجرة زقوم

    النشر : الأحد 14 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام

    النشر : الخميس 04 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    نور العقل

    النشر : الأثنين 02 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    النشر : الأربعاء 17 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 494 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 381 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 359 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 327 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1207 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1112 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1090 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 9 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 9 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 9 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة