على الرغم من حصولها على معدل مرتفع يؤهلها لدراسة الطب، إلا أن《هالة》أصرت على دراسة الرياضيات، وسط ذهول من الأهل والأقرباء على تضييعها مثل هذه الفرصة.
.. الآن أكملت سنتين من الدراسة، وتشعر بالرضى وتحلم بإكمال دراساتها العليا في هذا المجال.
أما على عكسها فقد أجبر أهل《إسراء》ابنتهم على دراسة الهندسة، رغماً عنها وكانت ترغب بدراسة الكيمياء.
والدة الطالبة《بيان》 ترفض مثل هذه التدخلات قائلة:《أرفض تدخل الأهل في إختيار التخصص الجامعي لأبنائهم، ويكفي إعطاء النصيحة والتوجيه، حيث الطالب هو أدرى بقدراته من غيره".
شاركتنا الرأي المرشدة التربوية، نضال عبد الرضا، قائلة: "تدخل الأهل في إختيار تخصص أبنائهم للدراسة الجامعية أو حتى نوع الدراسة في مرحلة الإعدادية سواء كانت العلمي بفرعيه (التطبيقي والإحيائي) أو الفرع الأدبي مشكلة كبيرة يعاني منها كثير من الأبناء.. تجعل من الأبناء محبطين غير راغبين بالدراسة وفي بعض الأحيان يؤدي تدخل الأهل إلى الفشل وعدم الوصول إلى النجاح وقد يسبب عدم إحترام رأي الأبناء في إختيار نوع الدراسة المحبب لهم إلى مشاكل نفسية وسلوكية.. وإن استطاعوا النجاح ودخول أختصاص مميز تجدينهم بعد التخرج أشخاص غير راغبين في العمل والإبداع".
رأي علم النفس
المستشارة الأسرية والتربوية، الدكتورة رولا الصيداوي تقول:
"تعد رغبة الأبناء في تحقيق طموحهم بعد وصولهم لمرحلة هامة بالنسبة وهي المرحلة الجامعية مرحلة تحقيق الأهداف وإثبات الذات".
وترى الصيداوي تدخل بعض الأباء بالشكل السلبي وفرض آرائهم على أبنائهم وفرض التخصص الذي يريدونه دون النظر إلى ميول وطموح الأبناء ودون النظر إلى كفاءاتهم وقدراتهم العلمية والجسمية والفكرية.
والجدير بالذكر هنا إلى أن هذا التدخل بمصير الأبناء دون النظر إلى ميولهم ودون الأخذ برأيهم
يؤدي إلى مشاكل نفسية عديدة إذ يعتبر ذلك دليل على عدم ثقتهم بأبنائهم مما يؤدي بالأبناء إلى النفور من تحكم وسلطة الأهل وإلى التنمر وقد يصل بهم الأمر إلى الاكتئاب وغيره وإلى سلوكيات خاطئة يمارسها الأبناء، إذ يقتل الرغبة عند الأبناء في الإنجاز وفي تحقيق أهدافهم وقد يؤدي إلى تعثرهم في التحصيل الأكاديمي وقد يتطور الأمر ويسبب لهم ردة فعل سلبية ويلجؤوا إلى ترك الجامعة وضياع مستقبلهم.
وتنصح الصيداوي:
"يجب على الآباء أن يعتمدوا أسلوب الحوار والنقاش الهادف وإلى الأخذ بعين الاعتبار شأنيتهم وتفكيرهم وضرورة إثبات هويتهم فعلى الأبناء الإختيار وعلى الأباء تقديم النصح والإرشاد والتوجيه الصحيح والمساعدة بالشكل المتوازن والمطلوب لمساعدتهم على حسن الإختيار لإيصالهم إلى مكانة مرموقة اجتماعياً ينموا بها ذواتهم ويقدموا الخير والفائدة لمجتمعاتهم".
وأخيراً تقول الصيداوي:
"أبناؤنا قيمة علمية مضافة وجوهرة ثمينة أودعها الله تعالى بين أيدينا فلنحافظ عليهم ولنستثمرهم طاقاتهم بالشكل الايجابي ولنطورهم وليرتقي مجتمعنا بهم".
اضافةتعليق
التعليقات