لم نعد نعرف في مجتمعاتنا العربية أن نعيش ببساطة، لقد أصبحنا نملك الكثير من المقتنيات المادية والكثير من الخيارات ونواجه الكثير من الإغراءات والرغبات من الأطعمة، لقد أصبحنا مبذرين ومخربين نستخدم أغطية وأفلاما وقداحات وأجهزة تصوير ذات استخدام وحيد يمكن رميها بعد الإستخدام وهذا ما يفسد الطبيعة.
علينا أن نكف من اليوم عن هذا التبذير قبل أن يأتي يوم نصبح فيه مجبرين عليه، لا يمكن لمفاهيم جديدة أن تحتل مكانها الأبعد أن نلغي القديمة ليصبح للوظائف الأساسية مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام وليس المقصود هنا بلوغ الكمال، ولكن بلوغ حياة أغنى فالرخاء لا يجلب لنا الرضى ولا والأناقة، إنه يفسد الروح ويسممها، إن البساطة حل لكثير من الصعوبات. توقفي سيدتي عن امتلاك المزيد لتتمتعي بمزيد من الوقت تخصصينه لجسدك وعندما تشعرين براحة مع جسدك ستتمكنين من نسيانه لتهمتي بروحك ولتبلغي حياة ذات معنى.
أي إنك ستصبحين أكثر سعادة، تعني البساطة اقتفاء القليل لترك المجال فسيحاً لما هو أساسي وجوهري ومن ثم البساطة جميلة بما تخبئ من روائع، عبء المقتنيات بكل ما تعني الكلمة حقيقة ومجازاً الحاجة للتكديس لقد كانوا يقتنون صناديق وصناديق من اشياء بانتظار يوم قد يحتاجون فيه إليها، يمضي معظمنا حياته ومعه حقيبة مهمة وأحيانا الكثير من الحقائب على نحو مبالغ فيه أما آن الأوان لنبدأ في التفكير والتساؤل لماذا نحن شديدو التعلق بالأشياء؟
يعكس الغنى المادي لكثير من الناس حياتهم ودليلاً على وجودهم فهم يربطون بوعي منهم أو بلا وعي بين هويتهم ونظرتهم إلى أنفسهم التي يقيمها حجم ما يمتلكون فكلما زادت مقتنياتهم زاد اطمئنانهم ونعموا بالراحة فهم يطعمون في كل شيء المقتنيات المادية والمشروعات الناجحة والتحف الفنية والمعلومات والأفكار والأصدقاء والمحبين والرحلات والآلة وحتى الأنا.
يستهلك الناس ويقتنون ويكدسون ويجمعون لديهم أصدقاء ويقيمون علاقات ويحصلون على شهادات وألقاب ومناصب وأوسمة إنهم يجرون عبء مقتنياتهم وينسون أو لا يدركون أن طمعهم وشهواتهم قد حولتهم إلى كائنات بلا حياة لأنهم أصبحوا عبيدا لرغباتهم التي لا تنتهي أبداً.
فنحن نقتني الكثير من الأشياء التي تزيد عن حاجتنا ولكننا لا ندرك ذلك إلا عندما نحرم منها فنحن نستخدمها لأننا نمتلكها وليس لأنها ضرورية لنا فكم من الأشياء نشتريها لا لحاجتنا لها بل لأننا رأيناها عند الآخرين بينما يكتفي الياباني بخمس دقائق ليجهز نفسه لرحلة طويلة فحاجاته قليلة وقدرته على العيش دون قيود وأثاث وبقليل من الملابس تجعله يتميز في هذا الكفاح المستمر الذي تمثله الحياة.
إذن عليك سيدتي أن تكتفي بالقليل ولا تعيري أهمية لكل ما هو مادي واكتفي بما يؤمن لك شيئا من الراحة وبقطعتي أثاث وإن رفضك لاقتناء الكثير جعلك أقدر على تقدير ما يجلب لك السعادة الروحية والعاطفية والفكرية .
ارمِ كل ما لا فائدة منه ولا تبالي (أوضعيه أمام منزلك في الشارع مع بطاقة كتب عليها هدية لمن يرغب اقتتناءه).
هبي ما يمكن الإستفادة منه (من كتب وملابس وأوان) للمستشفيات ودور المسنين إنك بهذا العمل لا تخسرين شيئا بل على العكس ستكسبين الكثير من الرضى والسعادة .
ممكن المشاركة في البازارات وقومي ببيع الأشياء التي لم تعد عليك بالفائدة وبعد أن تفرغي منزلك تذوقي نعمة عدم امتلاك أي شيء يمكنك أن تقدمية للسارقين أو العث أو الحساد، إن امتلاك ما يزيد عما هو ضروري جدا يعني أن تتحمل عبء بؤس جديد ومن ثم كلنا يعرف أنه لا ينجو من الغرق من هو مكبل بكثرة الحقائب.
اضافةتعليق
التعليقات