ضحكات متعالية، حركات متمايلة، خضوع ولين، تماكسه على ألف دينار!
ماكس البائعَ: أي أخذ و ردّ في الكلام لإنزال السعر، وهي عملية تنضوي على الكثير من التشعبات، فبعض الأحاديث حثت على المماكسة كي لا يكون المشتري مغبوناً، فالمغبون لا محمود ولا مأجور، ونهت عن هذا الفعل في موارد عدة منها شراء الكفن وجهاز الحج ..
ومن الإشكالات المطروحة أن المماكسة قد تودي بصاحبها لغصب حق البائع، فما أُخذ حياءً أخذ غصباً، فقد يضطر لبيع بضاعته على مضض، متنازلاً عن حقه (فالقليل خير من اللا شيء).
وفي طريق تعامل المرأة مع الرجل، حشّد ابليس خيله ورجاله ونصب أشراكه وفخاخه، فكم من الذنوب التي أمكن تجنبها لو التزم البائع بربح معقول مراعياً الله سبحانه وتعالى في عباده، فلم يزد أسعاره طمعاً بربح وفير وسريع، وكم من البركات تنزل في طريق القناعة والرضا، وفي الآن ذاته لابد للمرأة من تقدير السلع فقد يطرح الله عزوجل البركة في دفع المال في موضعه فلكل شيء ثمن بمقدار قيمته.
ونقف هنا عند قصة مولاتنا الزهراء عليها السلام التي تصدقت بعقدها لأعرابي، فاشتراه عمار عليه السلام منه بعشرين دينار و مائتي درهم، وبردة يمانية، وراحلة، وشبعة من خبز البر واللحم، حتى تعجب الأعرابي وقال: ما أسخاك بالمال أيها الرجل !!
ثم أعطى عمار العقد لعبد ليرجعه لفاطمة الزهراء عليها السلام، فأعتقته سلام الله عليها، فقال: أضحكني عظم بركة هذا العقد، أشبع جائعاً، و كسى عرياناً، و أغنى فقيراً، و أعتق عبداً، و رجع إلى صاحبه.
إذاً فالبركة كلُ البركة في القرب من صاحب البركة وصدق النية وعدم بخس حقوق الآخرين، فليس من الشطارة أن أشتري بأبخس الأثمان، ولنلحق بركب المباركين في تعاملاتنا وأخلاقنا، فكان من خلقهم عليهم السلام أن يقولوا عند الشراء : "اللهم إني اشتريته ألتمس فيه من رزقك فاجعل لي فيه رزقاً، اللهم إني اشتريته التمس فيه فضلك فاجعل لي فيه فضلاً، اللهم إني التمس فيه من خيرك و بركتك و سعة رزقك فاجعل لي فيه رزقاً واسعاً و ربحاً طيباً هنيئاً مريئاً"..
فطوبى لمن أعطي كل ذي حق حقه، و زلفى لمن اتجر مع الله فكان من الرابحين في الدنيا و الآخرة.
اضافةتعليق
التعليقات