• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الرسالة.. بين الامام والنصير

هدى المفرجي / الثلاثاء 23 آب 2022 / ثقافة / 1365
شارك الموضوع :

إن الخالق (سبحانه وتعالى) جعل الصفات الحميدة شيئا يدركه الإنسان بالفطرة ولا يحتاج إلى برهان ولا عمل ليثبته

سواد قاتم يرسم وشاحا على بصيرة أسياد قومهم فيجعل عاليهم أسفل مايكون ويتسلل الخوف عله مقربة من بقية الرعية يمد أيديه على أقدامهم ثم يدقها بمسامير البشاعة حتى لا تعبر أسوار الجُبن وتبقى على ميسرة النار بينما لا تبعد عنهم الجنة سوى خطوات فيصلها جملة: (لبيك ياحسين)، نفحة من الله تكونت على هيئة سلام في النفس البشرية ترشد إلى سبل الهداية بواسطة بيانات داخلية منذ نشأتهم، حيث تكونت بالفطرة وتوجه الإنسان نحو الصلاح، فمنهم من يوظف تلك الفطرة، ومنهم من يقضي عليها شيئا فشيئا.

الرسالة في بصيرة النصير

إن الخالق (سبحانه وتعالى) جعل الصفات الحميدة شيئا يدركه الإنسان بالفطرة ولا يحتاج إلى برهان ولا عمل ليثبته، مثال ذلك النصرة، فهي تولد مع الإنسان وتلازمه وهو المسؤول الأول عنها وعن وجهتها التي تتجه إليها، فإما أن تنصر الحق أو تنصر الباطل، وقد تتوسع مصاديق النصرة وأشكالها فمرة تكون بالكلمة، ومرة باليد والنفس، وأخرى بالأموال أو بإحياء القيم، وأشرف وأجل صور النصرة هي تلك التي تكون بالنفس، إذ بها يتحقق معنى النصر الحقيقي، وهذا ما شهدناه جليا في واقعة كربلاء من الذين نصروا أئمتهم بأنفسهم وأرواحهم، أولئك الذين اصطفاهم الله وحباهم واختارهم ليكونوا موالين محبين لمحمد وآله فتسجل أسمائهم بحبر مخلد يفصل بين الثرى والثريا، أناس أشبه بالملائكة ربانيون من عباد الله يتميزون بأنهم لا يمارسون نشاطا، إلا ابتغاء مرضاته فيتقبل الله قرابينهم ويسجل كل خطوة ودعاء لهم شفاعة تحمي حاملها يوم الورود، فما إن اشتد القتال حمل كل منهم روحه بين كفيه في سبيل احياء الدين لتكون معركة كرامة وحياة، تفيض بالعطاء وتتجلى فيها المواقف الإنسانية على مدى التاريخ جسدت ملحمة الحق وانتصار الخير على الشر.

فلم تكن واقعة كربلاء مجرد معركة بين فئتين محددة بزمان ومكان معينين بل هي مدرسة متجددة في كل زمان ومكان بما قدمته من نماذج إنسانية عالية، من هذه النماذج الرائعة الحر بن يزيد الرياحي الذي جسد الضمير الإنساني الحي والإرادة الحرة الواعية بانتقاله من خندق الظلام إلى النور وخروجه من العبودية إلى طريق الأحرار، ليصبح رمزاً من الرموز الإنسانية الخالدة ومثالا يُحتذى به في سلوك الإنسان وتمسكه بالقيم العليا والمبادئ المثلى، حتى تمثلت أبرز مواقفه حين وصل جيش عبيد الله بن زياد إلى كربلاء بقيادة عمر بن سعد، لم يكن الحر يتوقع أن الأمور ستؤدي إلى القتال لذلك راح يسأل عمر قائد الجيش: أمقاتل أنت هذا الرجل؟

فأجابه عمر: إي والله قتالاً أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي.

فسأله ثانية: فما رأيك فيما عرضه عليك من الخصال؟ في إشارة منه إلى ما بينه الإمام الحسين (عليه السلام) من قرابته من رسول الله ومكانته ومنزلته.

فأتى الجواب: مصرحا ابن سعد بكفره بالله تعالى، في سبيل ملك الري في أبياته التي يقول فيها:

أأتـرك مـلك الري والري منيتي      أم أصبحُ مأثوماً بقتل حسـيـن

حسينُ ابن عمي والحوادثُ جُمة     ولكن لي في الري قرة عـيـنِ

يـقـولـون: إن الله خـالـق جــنــةٍ      ونـارٍ وتـعـذيـبٍ وغـل يـديـنِ

فـإن صـدقـوا مـمـا يـقولونَ إنني      أتوبُ إلى الرحمنِ من سنتينِ

وإن كـذبـوا فُـزنـا بـدنـيا عظيمةٍ      ومـلـك عـقـيـم دائـم الـحجلينِ..

رجع الحر وهو يرتعد، لم يصدق أذنيه، هل وصلت بهم الوقاحة والجرأة لقتال ابن بنت رسول الله وسيد شباب أهل الجنة؟

سار نحو المشرعة وهو مُطرق برأسه، سأله المهاجر بن أوس: إن أمرك لمريب، والله لو قيل لي من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك فما هذا الذي أراه منك؟

فقال له الحر: إني أخير نفسي بين الجنة والنار، ثم قال وهو ينظر إلى معسكر الحسين (عليه السلام): والله لا أختار على الجنة شيئاً ولو اُحرقت، ثم توجه نحو الحسين (عليه السلام) مُنكساً رأسه حياء منه وقال:

إني تائب فهل ترى لي من توبة؟

فأجابه الإمام الحسين (عليه السلام): نعم يتوب الله عليك، لقد صدقت، وأصابت أمه حين سمته حراً، ولعلها كانت تتوسم في ابنها هذه الروح الحرة فكان كما قال الحسين (عليه السلام): (أنت حر في الدنيا وسعيد في الآخرة).

إن مسيرة الدفاع عن الرسالة تظهر في مواقف كل نصير لآل بيت النبوة، فالشخص الثاني حينما يذوب وينصهر في شخصية القائد ويدافع عنه، ويبالغ في احترامه، ونصرته، يضرب المثل الصالح للآخرين، ولما يجب أن يكونوا عليه تجاه القائد، وكيفية احترامه ونوعية الدفاع عنه، ففيما يتصل بهذا الجانب، تحتاج الأمة إلى قدوة عملية، وأرض كربلاء أورثتنا من القادة ما هم خير من نسير على خطاه علمونا أنما الدنيا زائلة وأن تكون واقفا على صراط يفصل بين أن تكون مؤمنا أو لا هنا يجب أن تكون عارفا ماذا تختار ونصيرا لمن، فالنصرة هي أن تفعل بقولك (لبيك ياحسين) وتلبيه في استمرار رسالة الحق على أفضل وجه وأحسن صورة فلا تكون متأرجحا بين أن تكون ممن يطمع بملك الري أو أن تكون حرا فتسير نحو الحق دونما خوف.

الامام الحسين
الشيعة
عاشوراء
كربلاء
التاريخ
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    السيدة أم البنين والجهاد الاعلامي بعد عاشوراء

    النشر : الثلاثاء 19 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أنا أعرف ماضي زوجتك

    النشر : الأربعاء 22 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    صراعات خلف الأبواب المغلقة.. في العراق أكثر من 90 حالة عنف أسري يومياً في البلاد

    النشر : الأثنين 05 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    تعرف على أهم فوائد الفطر

    النشر : الأربعاء 27 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    آلاف الآباء يعطون أبناءهم حبوباً منومة!

    النشر : الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    التشافي بالتدوين

    النشر : الثلاثاء 30 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1220 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 447 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 441 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 430 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 406 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 400 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1593 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1317 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1220 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1177 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1110 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 762 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة