أقامت جمعية المودة الازدهار دورة تخصصية بعنوان (مهارات الإدارة الفعالة) قدمتها الأستاذة أم محسن معاش أثر خبرة عملية في هذا المجال لأكثر من 20 سنة، والفئة المستهدفة هن (أصحاب المشاريع، مدراء المؤسسات، الموظفات، الأمهات) وغيرهن من الفئات كون مهارة الإدارة الناجحة هي البذرة الأولى لحياة ناجحة ومستقرة بعيدة عن المشاكل، كانت الدورة لمدة يومين غير متتاليين، المحاضرة الأولى في يوم الأربعاء 22/1/2025 الموافق 21 رجب 1445هـ ولقد تضمنت محاور الدورة على:
بدأت الأستاذة محاضرتها الأولى بقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (أدل الشيء على غزارة العقل حسن التدبير) والدورة كانت عملية وليست علمية وذكرت عدة أقوال لشخصيات مختصة في هذا المجال واحد منها هو قول هنري فايلور: يقصد بالإدارة التنبؤ والتخطيط والتنظيم والتنسيق و اصدار الأوامر الرقابة، ثم بينت سؤال مهم وهو (هل الادراة تحتاج إلى تخصص وتعلم؟) فالامام علي (عليه السلام) ينظر إلى الادارة بنظرة إنسانية، فالذي يتحرّك في أُفق الادارة هو الإنسان وليس الآلة، وهنا نتبين أنها أخلاقيات ومهارات وفنيات لابد للإنسان من تعلمها أثر الخبرة والتجربة علماً أن تاج الإدارة الأول هو التقوى والخوف من الله تعالى والابتعاد عن عدة أشياء وهي (اللامبالاة، تضييع الوقت والمماطلة في العمل، الغش والتلاعب، عدم اكمال العمل وعدم اتقانه، عدم الالتزام بالمهام والمسؤوليات) أما تاج الادارة الثاني هو التعامل الانساني أي عدم الانانية والظلم وسلب حقوق الآخرين.
وذكرت الأستاذة قوانين الادارة الناجحة وهي (أن يرى النتائج "لماذا"،عملي وفي حالة بحث مستمر، أن يحل المشاكل والعقد، تعلم تكنيك الكتابة والتخطيط، التمرين اليومي والمستمر للمهارة، التقييم اليومي للذات) ثم وضحت نموذج التقييم الذاتي كتمرين عملي وأكدت بأن أهم وظيفة للمدير هو توجيه الفريق نحو الهدف.
ثم بينت سلسلة من المهارات الادارية:
المهارة 1 كن منظماً لعدة أسباب (تحقيق الفاعلية والانتاجية، الحد من التوتر والضغوط، تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعملية، تعزيز الانضباط، الحد من الهدر).
المهارة 2 كن دائم التعلم لأن العلم هو أصل كل خير وقيمة كل امرئ ما يعلم.
المهارة 3 وضع الأهداف الواضحة والمحددة غير الكثيرة، والمقصود هنا الأهداف الشخصية والعملية وأهمية وجود رؤية للمستقبل.
المهارة 4 التخطيط فهو الربط بين الآن والمستقبل أي الهدف وذكرت قانون مهم للتخطيط وهو كل 10 دقائق من التخطيط يؤدي إلى ساعتين من الاقتصاد في الوقت، وتم تبسيط أسلوب التخطيط من خلال جدول عملي تم تطبيقه، والتركيز على أهمية المتابعة وفق جدول زمني.
وتخللت مجموعة من التمارين والأمثلة بهدف توضيح المهارات وجعلها قريبة من الواقع، وأكدت الأستاذة على أهمية التخطيط اليومي عبر كتابة برنامج يومي وتحديد السقف الزمني، تقسيم الأوليات وتفويض المهام، وفي ختام المحاضرة الأولى تطرقت لقانون الـ 15 دقيقة وبينت أهميته وتأثيره على المدى البعيد.
وكانت المحاضرة الثانية الأربعاء 29/1/2025 الموافق 28 رجب 1445هـ، حيث أكملت الاستاذة المهارات الأساسية للادارة الفعالة وكانت المهارات المذكورة:
المهارة 5 تشكيل فريق العمل المناسب والمتوافق مع الهدف وأهمية التعامل بشفافية مهنية بين المدير وفريق العمل، فالمدراء هم من يعطون الثقة والاطمئنان لفريقهم والثقة هي عملية متبادلة، إضافة لأهمية المشورة حيث قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (من شاور الرجال شاركها في عقولها).
ثم ذكر الآليات والأساليب للتعامل بين المدير وفريق العمل وهي:
أولاً: التفويض والهدف منه هو تمكين الأفراد مما يجعلهم يتشاركون ويتفاعلون أكثر ويدققون أكثر في أعمالهم ووظائفهم وهذا يعطيهم الاحساس بالتعلق وليس فقط أداة للعمل وانهاء المهام، كما أن التفويض يجعل الفريق يتطور وينمو ويبدع كما يقلل الضغط على المدير أو القائد، ثم بينت الأستاذة أهم مراحل التفويض بشكل تفصيلي.
كما إن الاعمال التي يمكن تفويضها تشمل (الأعمال الجزئية، تجميع المعلومات، الأعمال الروتينية المكررة، الأعمال التي تستطيع تفويضها إلى مندوب أو وكيل) والأعمال التي لا يجب تفويضها (الأهداف والرؤى، التشجيع، النحفيز، العقاب، المشورة، الشرائط الحساسة، الوظائف الشخصية) وهنا تأتي ملاحظة مهمة وهي عندما يفوض المدير أمراً تكون المسؤولية معه وليس مع من فوض له الأمر.
ثانياً: تطوير فريق العمل، إن قوة المدير تكون عند جذب فريق العمل والحفاظ عليهم وتطويرهم (قوة الأخلاق) لأن فريق العمل هم رأس مالنا وعلينا أن نعمل على تطوير رأس مالنا وتنميته، وعدد قليل من المدراء الذين يهتمون بنمو موظفيهم وتدريبهم ومراقبتهم باستمرار ومعرفة ما هي نقطة ضعفهم.
إن أهم الطرق العملية للتطوير هي (تهيئة البيئة المساعدة للتطوير، إعطاء فرصة للخطأ وتصحيحه من خلال التوجيه وليس التوبيخ، قضاء وقت كافي للتعرف على الفريق، مشاركتهم بحل المشكلات، جعل باب الغرفة دائما مفتوحا)
ثالثاً: تحفيز فريق العمل، تعلم التحفيز: يفقد 80% من الأفراد دوافعهم القوية بسبب أخطاء مدراءهم، لابد من معرفة تكوين الدوافع وعدم تدميرها، وتأتي أهمية التحفيز عندما تكون (الانتاجية منخفظة، كثرة الأخطاء، الروتين الممل) ومن علامات المحيط المحفز للعمل هي (قلة الاشاعات، عدم ترك فريق العمل لوحده دون موجه، الابداع في حل المشكلات، التعاون، السعي وراء الجودة) وإن أكثر أساليب التحفيز تأثيراً هي (النظرة الايجابية للأمور، المرح، الابتعاد عن الافراد السلبين، الافتخار بما يؤديه الموظفين، الأخذ بزمام ادارة الوقت، التحلي ببرودة الاعصاب).
المهارة 6 النظام المؤسساتي وليس الفردي، يجب على المدير النظر إلى الأمور بطريقة جماعية وليست فردية، وفي المشكلات لا تبحث عن المقصر إنما ابحث عن الحل، وعدم حل المشكلة بطريقة ترقيعية وإنا بطريقة جذرية، وهذا النوع من التفكير يعطي قدرة للمدير أن يبتعد قليلاً ليرى الأمور بشكل أوسع.
وختاماً مهارات إضافية لابد للمدير الناجح التحلي بها وهي (التواصل الفعال، الادارة المالية، الاستحقاق الضروري، وضع المعايير والمقايييس، التعريف على الموانع والمحدوديات، تبسيط العمل والمسؤوليات، التغذية الراجعة، التوظيف).
والجدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تسعى لدعم وتمكين المرأة والأم إدارياً وثقافياً، وبناءها من خلال إقامة الدورات والندوات والنوادي الثقافية على مختلف الأصعدة.
اضافةتعليق
التعليقات