تندرج المعطيات التكوينيّة في قوالب تنخرط فيها كلّ القوانين الطبيعيّة التي تنتج في تراكيبها القوى الفعليّة والأهداف التي تسعى نحوها المصاديق البشريّة بمختلف تكتّلاتها وتنوّعاتها.
قد تبدو في الوهلة الأولى أنّ الأمور تسير بخير نحو التكامل ولا تظهر الخفايا من وراء الكواليس، إلا بعد الحصول على نتائج غير مرضية تُذهب في كثير من الأحيان الجهود هباء، لذا كان لابدّ من أجل إحداث التغيير في أيّ مشروع مادّي أو معنوي إحداث خطّة تعالج فيها التفاصيل من أجل الوصول إلى الصيغة المرجوّة .
النظام الكوني يسير وفق نظام دقيق لا يحيد عنه قيد أنملة، وخير إشارة لذلك أننا نسقي حدائقنا بالمياه الصافية، إذا حدث وسَقَيت شجرة منزِلك بمياه مالحة تكون قد قضيت عليها في الحال.
هل يا ترى تسير حياتنا بهذه الدقّة وهل يؤدّي خلل صغير إلى تحوّلات قد تكون مدمّرة أحياناً؟!
تُناقش المفاهيم التربويّة في التشريع الإسلامي بصورة كليّة كما في حديث المولى أمير المؤمنين (ع): {الله الله في نظم أمركم} .
لو أردنا إيجاد موازنة في كلّ شيء لابدّ من تطبيق هذه الكلّيّة على الجزئيّات، عندها فقط سنحصل على نتائج باهرة في وقت قصير.
مثلا لو تناولنا مسألة رعاية نظام صحّي وطبّقنا عليه هذا المفهوم الروائيّ البليغ سنُحدِث تغييراً يرتفع بمنسوب الصحّة البدنيّة للفرد والمجتمع، ولو طبّقناه في العمل لاستطعنا إنجاز أكبر عدد من الأعمال في أقلّ وقت ممكن .
ولو طبّقناه على الحياة المادّيّة واليوميّة لكسبنا مزيداً من الإنتاج مع أقلّ مقدار ممكن من الخسائر.
تأثير الحداثة
إيجاد التحوّل يحتاج إلى مواكبة المستجدّات العصريّة التي تلائم تكوينة الحداثة ومتغيّراتها، ويتّضح ذلك عندما نتصوّر أستاذاً مازال يحاول إيصال المعلومة دون اللجوء إلى مملكة الصورة وحركة الفيلم، غير آخذ بالاعتبار أنّ برمجة الإدراك قد اختلفت لدى الطالب الذي عاصر هذا التحديث وبالتالي يؤدّي هذا التحليل إلى استنتاج دقيق، وهو أنّ التغيير يحتاج إلى شيء من الفطنة والملاحظة الدقيقة لما يحيط بالإنسان من أمور يعكسها الواقع المعاش ويلتقطها الذهن الّلماح.
اضافةتعليق
التعليقات