أمست جائحة الوباء المستجد حديث الساعة بين جميع مستويات المجتمع من عامة الناس ومثقفيه, حيث تصدر الأحاديث المتداولة بأن كورونا ماهي إلا كذبة لتسوية نزاعات سياسية واقتصادية, وعلى الرغم من انتشار الفيروس عالميا، وتسببه في موت أكثر من 6000 شخص حول العالم, ما زال الكثير متزمت برأيه من عدم وجوده..
ووسط زخم تساؤلات وأسباب شك بعض المواطنين من صحة ما تتداوله منصات الشارع الكربلائي أجرت (بشرى حياة) هذا الاستطلاع:
فيروس سياسي
بدايتنا كانت مع الاعلامي خالد الثرواني حدثنا قائلا: الكثير من المواطنين استخفوا بجائحة كورونا لعدة أسباب أبرزها تصريح عضو خلية الأزمة النيابية الذي وصف الفيروس بأنه كذبة وفيروس سياسي، كذلك يجد المواطنون أن الأرقام المعلنة للإصابات غير حقيقية ومبالغ بها بسبب فقدان الثقة بين الشعب والجهات الحكومية وذلك لاستشراء الفساد في جميع مفاصل الدولة ومنها الجانب الصحي.
كما لوسائل التواصل الاجتماعي دور في زيادة عدم اليقين بموضوع كورونا، فتسريب بعض المخاطبات الرسمية وفبركة المعلومات حولها زاد من حدة عدم التصديق بأن كورونا جائحة عالمية أودت بإصابة أكثر من ستة ملايين انسان.
وللوعي الشعبي والثقافة العامة والاطلاع الواسع دور في حياة الإنسان ونمط عيشه، وبسبب فقدان ذلك بنسب معينة في العراق انعكس هذا على وجود أسواق شعبية مزدحمة وحفلات أعراس ومآتم وغيرها دون الالتفات إلى التوصيات والاحترازات، وللجانب الاقتصادي دور في ذلك أيضا.
فيما قالت المهندسة زينب ابراهيم: من أهم الأسباب خلف تهاون الناس وعدم التصديق بالوباء أولها عدم توفر أجهزة الفحص مما أدى إلى الشك والتكذيب.
فمنذ دخول أول اصابة للعراق كان الوقت حينها مهم وعلى خلية الأزمة أن تستغله لكون خوف الناس وقتها أكبر والتزامهم أكثر.
ولكن لعدم وجود أجهزة فحص كافية ووجود جهاز واحد في العاصمة بغداد تُرسل له عينات فحص معدودة من كل العراق حيث تصل ( ٢٠٠٠ عينة) والعراق يسكنه تقريبا ٤٠ مليون نسمة.
مما سبب زعزعة في ثقة الناس حين الإدلاء بالموقف الوبائي لكون أعداد الاصابات المعلنة تختلف حسب عدد عينات الفحص وحسب الطوارئ وهذا خطأ فادح لا يحمد عقباه..
لهذا كان يتوجب مع أول اصابة توزع عدد من الأجهزة بكل المدن ويطبق العزل المنطقي والفحص من أجل انتشال الاصابات المعدودة قبل انتشارها.
وسبب هذا جزع المواطنين وبالذات الكسبة وأصحاب الدخل المحدود حيث أدى إلى كسر الحظر في العديد من مناطق بغداد وغيرها من المدن لتتزايد عدد الاصابات في الوقت الراهن.
وأضافت: كما أن ضعف معرفة البعض بالفايروس ونسبة انتشاره فالكثير من الناس يودون مشاهدة حالة مصابة أمامهم ليتحول شكهم إلى يقين, أو اصابة شخص من معارفهم أو حتى ذويهم للتصديق بوجود الوباء.
والقضية هنا أن الفايروس ينتشر ويتزايد مثل النظام الهرمي إذ إن كل ( ١٠٠ ألف يصاب منها ١٤) والمشكلة المريبة كيف نكتشف من هم المصابين حولنا.
لهذا يتوجب علينا أن نقوم بدور الوقاية والحذر ومعاملة كل من نقابله على أنه مصاب من أجل أن لا تتزايد النسب للحرص على القضاء معا على هذه الجائحة التي باتت تمزق العالم وتفصل بين المدن والناس.
ولا يخفى علينا الدور الصحي المهم جدا باعتباره العمود الأساسي لتخطي هذه الأزمة, فبعض الكوادر الصحية ببعض المستشفيات لا يرتدون الكمامات ولا القفازات حتى في العيادات الخاصة, فإذا كان من يعمل في المجال الطبي متهاون بهذا الشكل كيف للمواطن البسيط أن يصدق بوجود الوباء ويخشى من الاصابة به؟!.
من منصتكم أناشد الكوادر الصحية غير الملتزمين بالالتزام والترشيد كما على المسؤولين في المستشفيات الحكومية والأهلية وفي كل مكان أن يكونوا أكثر مسؤولية وحذر في توجيه كوادرهم, رسالتي لكل أبناء بلدي بطوائفهم أن يلتزمون بيوتهم ولا يخرجوا منها إلا للضرورة القصوى مع أخذ الحيطة بالوقاية قدر المستطاع من أجل أن تعود الحياة لنا من جديد.
خط الصد الأول
من جانب آخر شاركتنا سلوى تركي نجم (ممرضة) قائلة: لكوني أعمل ضمن الكوادر الصحية كممرضة أستطيع أن أنقل لكم صورة عن كثب عما واجهته في الشهور الماضية.
إذ وجدت صعوبة كبيرة باستجابة المراجعين بالنصح والارشاد, كما أتمنى من وزارة الصحة توفير الكمامات للمراجعين والمواطنين عامة وتزويد المذاخر وبيعها بأسعار مناسبة ليتنسى للجميع شراءها ومحاسبة المخالفين.
والأخذ بعين الاعتبار ببرامج الوقاية منها التباعد الاجتماعي والتجمعات والزحام والتواجد في الأماكن المغلقة وتناول أغذية صحية تقوي من الجهاز المناعي لمقاومة الفايروس.
كما هناك من يدعي بأننا متثاقلين في عملنا دون النظر إلى ما نواجه من أثر نفسي في تواجدنا في بؤرة الوباء حيث نرتدي بزة واقية واحدة لأسبوع كامل لعدم توفرها وهي من المفترض أن تستبدل كل يوم.
كما أني في أغلب الأحيان ابتاع القفازات والكمامات والمعقمات من حسابي الشخصي, كل هذا ومازال البعض ينعتوننا بالمقصرين متناسين أاننا خط الصد الأول.
والأدهى من هذا مازال الكثير يتنكر للوباء بأنه كذبة سياسية مفتعلة غير مدركين المحنة المميتة التي نمر بها, ليس مطلوب منكم أحبتنا سوى الوقاية والنظافة الشخصية فهما صمام الأمان للخروج من هذه الأزمة, وليحفظ الله الجميع.
كذبة صدقتها
وفي جولة ميدانية سألنا سائق (تك تك) عن رأيه فيما يقال، أجابنا ممتعضا من نفسه قائلا: إنها كذبة بعدم وجود وباء، فكورونا موجود ولكني صدقت هذه الكذبة لأشعر بالاطمئنان وأخرج لكسب رزقي ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
وأضاف: هذه العجلة مصدر رزقي الوحيد الذي أوفر من مكسبها قوت عيالي كما أني حرصت على الابتعاد عن التجمعات والعناية بالنظافة واستخدام المطهرات, أما الكمامة غير متوفرة كما بات سعرها باهضا ولا يسعني شراؤها.
حقيقة مؤلمة جعلتنا نكتفي بهذا القدر فلربما الكثير من الكسبة على نفس الشاكلة وهم الذين صدقوا الكذبة.
وعلى الرغم من حرص وزارة الصحة على الادلاء بالموقف الوبائي يوميا وذلك لجعل المواطنين بالصورة لأخذ الأمر بعين الاعتبار إلا أن الكثير ما زال يغض النظر والسمع عن الحقيقة التي يظنها البعض كذبة العالم لعام ألفين وعشرين.
وفي الختام لا يسعنا سوى التمني السلامة للجميع.
اضافةتعليق
التعليقات