تميز الإمام الشيرازي بفكره المعطاء، الغني، المختمر بالتجارب، والمفعم بالنضج والنظرة الواقعية إلى الأمور، والأصيل المستلهم من الكتاب الكريم والسنة المطهرة والذي يعالج شتى القضايا الحيوية ومشاكل العصر، فإنه يؤمن بضرورة تحكيم الأخوة الإسلامية، وإعادة الأمة الإسلامية الواحدة، وتوفير الحريات الإسلامية، ويدعو إلى الحوار الحر والمؤتمرات والتعددية السياسية، وشورى المراجع واللاعنف.
وقد اسهب في الحديث عن هذه الأفكار بشتى أبعادها وحدودها والسبل التي تكفل تحققها في العديد من مؤلفاته، لذلك تميزت كتاباته بأنها تخاطب شتى مستويات المجتمع، فهناك الكتب المعدة خصيصاً للعلماء والمجتهدين، وهنالك الكتب الموجهة للشباب الجامعي، وهنالك ما كتب للجيل الناشئ كما قال تعالى: بلسان قومه وفي الحديث الشريف: إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم.
تحدث الكاتب السعودي حسن آل حمادة حول موضوع الكتاب في فكر الإمام السيد محمد الشيرازي (رحمه الله) في حديث استمر لمدة ساعة في صفحته على الأنستقرام بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الشيرازي.
تطرق آل حمادة في بداية حديثه لقصة تأليفه لكتابه: "الكتاب في فكر الإمام الشيرازي"، وذكر من جملة الأسباب أنه قرأ كتابًا للراحل بعنوان: "الكتاب من لوازم الحياة"، فتولدت لديه فكرة كتابة مقالة عن الكتاب وأثناء الكتابة فكّر بتحويلها لبحث قصير ثم عزم أن تكون كتابًا تقديرًا لجهود السيد العظيمة نظير ما قدمه من خدمة للفكر الإسلامي والإنساني عمومًا.
وأشار آل حمادة لتأثره بفكر الإمام الشيرازي في وقت مبكر من حياته حين قرأ كتاب "الفضيلة الإسلامية"، الذي شجعه على المزيد من القراءة وفتح له بابًا لكي يجرًب الكتابة وهو ينسج سطوره مقتفيًا أسلوب الشيرازي.
وفي لفتة مؤثرة أوضح آل حمادة أنه يعيش حالة من الفرح لأن الإمام الشيرازي قرأ كتابه قبل أن يرحل وقد أخبره بذلك الراحل الفقيه آية الله السيد محمد رضا الشيرازي حين التقاه في الكويت.
ولقد تفاعل المستمعين مع آل حمادة وهو يسرد قصة شاب نيجيري ابراهيم المعظم أخبره أنه قرأ كتابه عن الإمام الشيرازي وببركته انفتح على الفكر الشيعي وتشيّع وأسس مكتبة باسم مكتبة الإمام الشيرازي في شمال نيجيريا.
حديث آل حمادة انطلق من الإشادة بتجربة الإمام الشيرازي بتشجيع القراءة والكتابة وتأسيس المكتبات ودور النشر لتكون دافعًا لأبناء المجتمع على السير على خطاه لأن المجتمعات لا يمكنها النهوض إلا حين تنطلق وهي تتعكز على مفردة اقرأ التي من شأنها أن تنهض بالأمم.
ولم يغفل آل حمادة من توجيه المستمعين للاقتداء بالإمام الشيرازي الذي كان منفتحًا على مختلف المدارس الفقهية والفكرية والأدبية حتى وصل لما وصل إليه.
قصة كتاب الحسين في فكر المسيحي
قد أشار المؤلف إلى هدفه لتأليف الكتاب كما قال «كنت في زيارة للمرجع الديني محمد الشيرازي فسألني يوماً: «هل تعرف شيئا عن ملحمة كربلاء؟» فأجبته أن معرفتي من خلال ما قرأته في المدرسة والتاريخ ولكن ليس بطريقة متعمقة، فأهداني بعض الكتب عنها، فأخذتها وقرأتها وقمت بوضع هوامش وملاحظات عليها، وكنت كلما زرته سألني عما سجلته من ملاحظات، ولما انتهيت منها قال: «لماذا لا تكتب عن كربلاء؟» وقال: «متى بدأت ستجد كل شيء ميسّرا بإذن الله تعالى وببركة سيدنا الحسين (ع)» فبهذا بدأ المؤلف بالكتابة.
وعاب آل حمادة الانغلاق الفكري وعده خلافًا لمسلك الشيرازي الذي عُرف بالانفتاح الرشيد، وعدد آل حمادة مساهمات وأنشطة الإمام الشيرازي المختلفة في تأسيس المكتبات ودور النشر وتشجيع أبناء المجتمع على التأليف، والوصايا العشر للامام الشيرازي وتوجيهاته من أجل اطلاق القنوات الفضائيات في وقت مبكر، قبل رحيله ثم تكاثرها بفضل توجيهاته.
يذكر أن لآل حمادة العديد من المقالات والدراسات حول فكر الإمام الشيرازي ونشر العديد منها في مجلة النبأ وموقعها الإلكتروني وصدر له أيضًا كتاب بعنوان: "هكذا ربانا الإمام الشيرازي".
اضافةتعليق
التعليقات