تُعتبر القراءة من أهم المهارات المكتسبة التي تؤدي إلى تحقيق النجاح والمتعة لكل شخص خلال حياته، فالقراءة جزء مُكمل لحياتنا الشخصية، والعملية، وهي مفتاح لأبواب العلوم، والمعارف المختلفة، وقد دعا إليها ديننا الحنيف، فهي أول ما أُمر به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأول ما أُنزل عليه من القرآن الكريم، قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق: 1-5].
وهذه بعض النصائح التي قد تساعدكم على تسريع العملية أو إضافة المزيد من المتعة للقراء الجدد:
ابحث عن بداية مناسبة:
اطلب ممن تعرفهم قراءً جيدين أن يقترحوا عليكَ بعض الكتب لتبدأ بها، وكن صريحاً معهم بأنكَ لا تبحث عن كتابٍ عميق أو جيد، بقدر ما تبحث عن كتب تسرع عجلة القراءة لديك. يمكنكَ الحصول على اقتراحات كتب عبر بعض شبكات التواصل الاجتماعي، ولكنها غالباً لا تكون دقيقة ما لم تكن قد قيمت الكثير من الكتب، وستقدم لك بكل بساطة الكتب الأكثر قراءةً من قبل... الجميع! لذلك من المهم في البداية ألا تبحث بنفسك أو تبدأ مباشرة بقراءة العناوين التي اعتدت سماعها، فتلك غالباً لا تكون مناسبة للبدء بها، أو تكون ممتعة جداً بحيث يحبذ أن لا تهدرها على تمارين القراءة الأولى.
ليس هناك كتاب "تجب" قراءته:
غالباً ما يصوّر المتذمرون القراءة كواجب أخلاقي، ما قد يقودك إلى قراءة كتبٍ "مهمة"، لا تكون ممتعة بالنسبة لك بالضرورة، كقراءاتٍ أولى على الأقل. ستمر بالكثير من الكتب التي تنفرك من القراءة بدلاً من أن تقربك منها، لذلك لا تكمل كتاباً ما لم تشعر تماماً بالرغبة في إكماله، أو تشعر بأنك مدفوع للانشغال به كلياً، لا تتردد في التخلي عن قراءة كتاب، حتى وإن أكملت نصفه، أو حتى الفصل ما قبل الأخير فيه. تخلّى عن فكرة "الاستفادة" من قراءة الكتب، وعامله كوسيلة ترفيهية أخرى تشبه التلفزيون والسينما والموسيقا، أو نشاط تختاره لتمضية الوقت، بالنسبة لكثيرين، قراءة كتابٍ من خمسمئة صفحة أمتع وأقل إرهاقاً من مشاهدة فيلم من ساعتين، وقد يكون الأمر كذلك بالنسبة لك، لكنك لن تعرف ذلك ما لم تجرب.
دع الذكاء الصناعي يساعدك:
الانضمام لأحد شبكات التواصل الاجتماعي المخصصة للكتب يكون مفيداً أحياناً. هناك موقعان يمكنك الاتجاه إليهما بشكل رئيسي؛ أولهما غودريدز Good Reads، والذي يحوي قاعدة بيانات واسعة من الكتب، خصوصاً إن كنت لا تمانع القراءة بالإنجليزية أو الفرنسية أو لغاتٍ أخرى، إضافة لميزة "تحدي القراءة Reading Challenge" الذي تحدد فيه عدد الكتب التي ترغب بقراءتها لهذا العام، ويذكرك دائماً بموقعك من هذا العدد، تساعدك هذه الميزة من خلال إعطائك الدافع المعنوي، أو فلنقل أنها "تجعل الأمر شخصياً". ثانيهما أبجد، والذي يميزه عن الأول احتواءه الطبعات العربية –إن وجدت– من الكتب بشكلٍ أساسي، وبالتالي يجنبك الحصول على مقترحات لكتب غير مترجمة إلى العربية، كما أن تصنيف الكتب أكثر دقة من غودريدز ويساعدك في البحث عما تريد بطريقة أسرع.
تحدث عن الكتب التي قرأتها:
الجرأة في الحدوتة والنكتة والأمثال الشعبية… من وراءها؟، من الـ"بيك" والـ"باشا" إلى ملك "اللايكات"... هكذا تغيرت صورة المثقف العربي.
يقول الفيلسوف برتراند راسل "هناك حافزان لقراءة كتاب؛ الأول أن تستمتع به والثاني أن تتباهى به"، لا تخجل من مشاركةِ الاقتباسات والآراء بخصوص الكتب التي قرأتها، حتى وإن لم يعرف عنك أنك قارئ كثيف، إذ يمنحك الحديث بخصوص الكتب مع من قرؤوها زوايا جديدة للتفكير فيها، وينبهك لتفاصيل ومفارقاتٍ تجعلها أكثر متعةً، وتساعدك على التقاط السحر بسرعة أكبر في الكتب التالية، كما يساعدك على معرفة من يشاركونك ذات الميول في القراءة، وبالتالي الأقدر على اقتراح كتبٍ جديدة لتقرأها.
لا تبدأ من حيث بدأ الآخرون:
والمقصود هنا المؤلفين أو أنواع الكتب، من السائد مثلاً أن قراءة أعمال فرانز كافكا تبدأ بـ"المسخ" (أو "التحول" في ترجمات أخرى)، وقراءة أعمال نيكوس كازنتزاكيس تبدأ من زوربا، ولكن على المستوى الفردي قد يجعلك ذلك تنفر من الكاتب، وتبتعد بالتالي عن قراءة كتبه الأخرى بسبب انطباعك من الكتاب الأول. لذلك اِسع دائماً للبدء من الكتب التي تتماشى مع اهتماماتك أو ما تفضلينه، ومن السهل نسبياً معرفة ذلك، من خلال قراءة مراجعات الكتاب في الصحافة، أو مراجعات المستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي، أو ببساطة من خلال سؤال من قرؤوه.
ابحث عن نفسك في الكتب:
دائماً ابحث عما يخاطب أفكارك ومشاعرك وخواطرك أنت في ما تقرأ، ولا تكترث لاحتمال أن تفهم الكتاب خلاف أو عكس ما قُصد به، فالفنون جميعها مفتوحة للقراءة، وتعني شيئاً مختلفاً لكل إنسانٍ، اترك سطوراً أو علاماتٍ (bookmarks) عند المقاطع التي تعجبك أو تعبر ببلاغة عما برأسك، لتستطيع العودة إليها لاحقاً. جرب أن تستعير كتباً مستعملة لتقرأ العلامات التي تركها من قبلك على ما لامسه من الكتاب، لا تعامل الرواية بوصفك مراقباً محايداً لقصة عن أشخاصٍ غرباء لا يجمعك بهم شيء، بل دع مشاعرك وتحيزك – لشخصيات دون سواها – تضيف بعض الألفة للحكاية.
اشترِ كتاباً:
لا تختر – في البداية على الأقل – الكتب الموجودة في المنزل، والتي تعود غالباً لأحد أفراد العائلة وتناسب ذائقتهم؛ اختر كتاباً دون أن تقيد نفسكَ بالحدود الضيقة للمكتبة المنزلية. إن كان هناك كتاب تشعر بالحماسة لقراءته، اشترِ نسخة ورقية منه، إن كان ذلك ممكناً، فأن يكون لديك كتابك الخاص، يعني أنك بدأت بتجميع الكتب في مكتبتك الخاصة، والتي تنمو تدريجياً مع – وليس بالتساوي بالضرورة – مع مكتبة قراءاتك. يمكنك لتوسيع هذه المكتبة بسرعة أكبر أن تطلب كتاباً كهدية لعيد ميلادك من الآخرين، سواء من اختيارك أم اختيارهم، والكتب المجانية لها متعتها، خصوصاً حين يقفز عدد الكتب في مكتبك خمسة كتبٍ دفعة واحدة في يومٍ واحد مثلاً.
استمتع بالرحلة:
يقول جورج ر. ر. مارتن في روايته "رقصة مع التنانين" أن "القارئ يحيا ألف حياة قبل أن يموت... الرجل الذي لا يقرأ أبداً يحيا واحدة فقط". تفسح القراءة لكَ مجالاً لتخيل عوالم أخرى، والانشغال بها عن الحياة الواقعية، استراحة من الروتين الذي يحيط بكَ والحدود الضيقة للعالم – المادي والاجتماعي – الذي تعرفه، وعلى عكس "أليس" التي أتيحت لها الفرصة مرتين فقط، ستتمكن كلمت شعرتَ بالملل أن تزور بلداً من بلاد العجائب.
وبعد ان شعرت بالمتعة في القراءة ستحتاج أن تنظم وقتك لذلك:
-ليكن أول ما تفعله في يومك هو القراءة، أو آخر ما تفعله قبل أن تنام.
- لا تترك البيت دون شيء تقرئه.
-أحسن استغلال مشاويرك.
-ابدأ بالبسيط.
- اعثر على الكتب المثيرة لاهتمامك.
-حدد اهدافك.
أبدئ نادياً للقراءة أو انضم إلى نادٍ.
-دعك من البرامج التلفزيونية.
-اقتطع من جدولك وقتاً للقراءة.
-ذكر نفسك.
اضافةتعليق
التعليقات