أقامت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية موكبا ثقافياً بمناسبة أربعين الامام الحسين، وذلك في ١٥ اكتوبر ولأربعة أيام متتالية مقابل نفق الإمام العباس في كربلاء المقدسة.
حيث تكون الموكب من عدة برامج منها ركن للطفل حيث يتم سرد قصص تحاكي عقليته تحمل بين طياتها فكرا عقائديا تربويا يوجه الأطفال نحو التمسك بمبادئ الدين الإسلامي الأصيل.
اهتمت بهذه الفقرة فاطمة مرتضى معاش (اختصاص علم نفس) وبعضا من المتطوعات في هذا الشأن حيث قالت معاش: عملت لمدة ثمان سنوات في مجال الاطفال وغرس تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) في نفوسهم، وفي حديث عن الامام الصادق (عليه السلام) افضل أعمال أمتي انتظار الفرج وهذه ركيزة من ركائز مذهبنا، وانتظار الفرج لا يعني أن نبقى بلا حراك بل لابد من العمل، وفي اطار العمل للانتظار يمكن أن نغرس فيها وجود الإمام والاحتياج اليه، في الموكب قمنا بغرس ذلك من خلال سرد القصص كونها الأقرب للوصول إلى عقل وقلب الطفل معا ويتلقاها بسلاسة ليخزنها في صفحته البيضاء التي نكون نحن المسؤولون عنها، وهذه تعتبر الفرصة الأنسب لاستثمار اجتماع الأطفال وأعمارهم الصالحة لتقبل المعلومة، فاستعنا بالاخوات اللواتي لديهن خبرة في المجال القصصي.
واضافت: إن الهدف من استخدام هذه الطريقة الخروج من النمطية في التوجيه اللفظي واستخدام عالم الحيوان المنمق بالخيال الفكري للطفل.
وأشارت: إن طريقة إيصال الأفكار للاطفال ليست سهلة وانما تحتاج الى التصاغر معهم صوتا وأداء خصوصا مع تعدد الأصوات والضوضاء الا أنهم تفاعلوا مع القصص بسبب عطش الأطفال لهذه المعرفة المفقودة، من خلال الحديث عن الإمام لمسنا بريقا لامعا في عيونهم وتفاعلهم القلبي بالرغم من كمية التشتت حولهم، وما لفت انتباهي أن الأمهات أيضا كانوا يقفون لينصتوا إلى القصص، ويخبرون بإصرار أطفالهم ليعودوا ويسمعوا قصصا جديدة، وبعد القصص كنا نعطي بعض الهدايا فقسم من الأطفال كانوا يعودون ولا يأخذونها يقولون فقط نريد أن نستمع للقصص، وهذا يعتبر موقفا مؤثرا إذ ان الأطفال الان يفتقدون لمن يستمع لهم ويجيب عن تساؤلاتهم. وهذا مالمسناه عن قرب وهذه رسالة واضحة الى عوائلهم ليستثمروا فضول الطفل في هذا العمر ويزودوه بالمعرفة لنحصل على مجتمع مثقف يستطيع أن ينهض بنفسه وشعبه.
وفي ركن آخر كانت هناك مجموعة من الصور التي تؤدي رسالة خاصة في توجيه المارة للتأسي بنساء استطعن أن يضعن بصمة خاصة في نصرة امام زمانهن وتحدثت لموقعنا منسقة هذه الفقرة فهيمة رضا قائلة: في زمن ما كان ثمن الزيارة الأيدي والأرجل ولكن الناس كانوا يشدون الرحال محبة لسيد الشهداء والصورة تحكي عن شخص وهو في طريق المشاية ولكن لا يملك الرجل كي نتذكر إننا لم نصل إلى هنا بسهولة هناك من ضحى بحياته كي نستطيع ان نقيم هذه الشعيرة بأمان.
واضافت رضا: إن واقعة الطف عِبرة وعَبرة لذلك ونحن نمشي في هذا الطريق نتعلم كيف نأخذ العبر من تلك الواقعة العظيمة.
فموقف ليلى ام علي الاكب عندما كانت في أشد حالات الخوف ولم تعرف كيف يكون حال ولدها امرها الامام بالدعاء، فاستجابت، لترسل لنا رسالة احتياج الدعاء في كل لحظة من لحظات حياتنا وكيف يغير حال الانسان وينور دربه لذلك علينا ان نتمسك بالدعاء حتى في اشد الظروف.
وموقف أم وهب الام المثالية التي استطاعت ان تتخذ قرارا سليما وصحيحا وهي في مفترق الطرق بين النصرانية والإسلام، فعندما نصادف في حياتنا مفترقا للطريق يتوجب علينا أن نحسن خياراتنا.
وموقف السيدة رقية (سلام الله عليها) كان انتظارها حقيقيا لدرجة أنها كانت تمسك بسجادة صلاته يوميا مؤمنة بأنه سيعود اليها، لنتعلم من هذه السيدة الصغيرة ثقافة الانتظار الحقة لامام زماننا.
وختمت: كل هذه المواقف تحكي عن قصة حب قوي مع أناس كانت غايتهم نصرة امام زمانهم ياترى أين نحن الان من روائع عصر الظهور.
نتعلم من واقعة الطف إن الخلود سيكون مع اهل البيت (عليهم السلام) ولا نستطيع ان نتخلص من الآلام الا بظهور الحجة عجل الله فرجه الشريف لذلك ندعو لفرجه كي يقضي على الظلم ويملأ الأرض قسطا وعدلا
ويعم البلاد الأمن والأمان. وأفضل مكان للدعاء تحت راية سيد الشهداء كي يعجل الله في فرج مهدي هذه الامة ويملأ الأرض حباً وجمالاً.
والركن الثالث كان لنشر ثقافة القراءة بين فئات المجتمع كانت هناك فقرة قراءة كتاب لمدة عشر دقائق والحصول عليه مجانا حيث أشاد العديد من الأشخاص بهذه الفقرة وهناك من جلس لساعات متواصلة للقراءة.
قال حازم المتروك أحد الزوار القادمين من محافظة الناصرية: أجمل الهدايا التي حصلتُ عليها في هذه الزيارة هي هذه الكتب، من الجميل أن هناك مواكب تسعى لتطوير فكر الزائر وتطوير مهارته القرائية والتنوع في القراءة وترغيب المجتمع بالتوجه نحو عالم المطالعة المفقود، نرجو أن نرى هكذا نشاطات متكررة على مدى الطريق إلى أبي الأحرار فإنه عِبرة وعَبرة.
وفيما قال مازن اللامي: اثني على هذه الجهود المبذولة من خيرة النساء المتمثلات بالسيدة زينب (عليها السلام) ففي الحقيقة ما أراه اليوم هنا هو شيء نادر وخصوصا في زيارة الأربعين فأن لنشاطاتكم الرائعة والمنقطعة المثيل هي أعظم فكرة وأعظم خدمة للحسين عليها السلام هو فكر وهذه خير وسيلة وطريقة للتواصل مع زائرات الامام الحسين (عليها السلام) ومع النساء بصورة عامة فمن الجميل أن نرى نساء مكلفات بتوجيه النساء توجيه أخلاقي وعقائدي، لأن النساء يفتقرن إلى من يقوم بنصيحتهن وتوجيههن ومن الجميل أن يتم توجيه المجتمع بهذه الصورة ونود أن نرى في السنوات القادمة الموكب بحلة جديدة وافكار متميزة.
فضلا عن فقرة لوحة للاجابة عن سؤال ماذا تعلمت من الحسين عليه السلام؟
فكانت هناك عدة اجابات منها: تعلمت من الحسين (عليه السلام) أن الصبر على البلايا والوقوف أمامها بإيمان صادق هو المنجاة للانسان، وكما أن الحب الحب الخالص يقود إلى التضحية وهذا ما فعله الحسين في سبيل حب الله ونصره دينه.
وفي ورقة أخرى كُتبَ: مهما كان الجواب فهو لا يعبر عن كل شيء لكن يكفي أن أقول تعلمت من الحسين عليه السلام أن اتبنى الاخلاق كثقافة عامة فهي رسالة جده وهو متممها.
والجدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار تسعى لتطوير المجتمع بصورة عامة والمرأة بصورة خاصة، وتمكينها معنويا لأنها اللبنة الأساسية التي يستند عليها المجتمع، ويستمد طاقته الثقافية.
اضافةتعليق
التعليقات