في الوقت المعاصر أصبح من الصعب ان تجد امرأة متكاملة في صفاتها كما كانت من قبل، وليس هذا انتقاص من المرأة ولكن قد يكون الزمن الذي تعاصره يتطلب منها او البيئة التي ولدت فيها، او حتى تكون هي من جعلت نفسها آلة تتحكم فيها رغبات نفسها الملمة بالسوء، فتصبح اسيرة للهوى تميل معها حيثما مالت، من دون اي وعي او معرفة بمكانتها التي خصها الاسلام بها، فبعدما كانت تباع في اسواق العبيد عتقها وجعلها سيدة البيت وبعدما كانت توأد تحت التراب، فجاءها الاسلام ونفض تراب الجاهلية عنها، وحرّم قتلها او تعنيفها او حتى عرضها في اسواق النخاسين، احتراما وتقديسا لها.
ومنذ ظهور فجر الاسلام وإلى يومنا مازالت المرأة في عين المشرع الاسلامي هي ريحانة وجوهرة تصان، حتى انها ذكرت في كتاب الله عزوجل كما ذكر الله الرجل، وضرب الله مثلا في القرآن الكريم عن بعض النسوة التي جعلهن الله في منزلة سيدة نساء عصرها كالسيدة مريم سلام الله عليها واسيا ومن السنة جعل الله خديجة الكبرى، وعلى العالمين جميعا جعل الله الصديقة الزهراء مثال للمرأة في كل زمان ومكان لذلك قال عنها سيدة نساء العالمين، لم يحدد الزمان فلم يقل سيدة زمانها او عصرها، بل قال العالمين، وهذا خير دليل على مكانة المرأة المثالية التي تعد من أهم المكاسب التي يستفيد منها المجتمع الاسلامي.
واليوم ومع هذه التطورات تفتقد المرأة روح المثالية والقدوة في حياتها فتراها تتخذ من الغرب من تقتدي بها، كعارضة ازياء او ممثلة او كاتبة فتسير على نصائحها وتقدس شخصيتها، فتربي اولادها وتعيش حياتها، ومع مرور الوقت نجدها قد فشلت في زواجها او تربية ابنائها، لأنها لم تختر الشخصية المثالية الصحيحة في حياتها، فالزوجة عندما تختار القدوة والاسوة التي ذكرها الله وذكرها القرآن الكريم حاملة الصّفات الحسنة والأخلاق الكريمة فهنا تكون صائبة الاختيار وستكون لزوجها سندا له في الحياة، من غير ان تنظر الى غيرها من النساء، تعين زوجها على العبادات وتحثّه على الخير وتنهاه عن الفحشاء والمنكر.
ولأنّنا نعيش في عالم الفيس بوك والانستغرام كثرت علينا المشاكل الاجتماعية وكثر الطلاق، وعندما نسأل الزوج يقول لم تكن المرأة المثالية التي كنت احلم بها، وترد المرأة لم يكن الرجل المناسب.
وهناك الكثير من مشاهد العنف في الحياة الزوجية التي ترفع كل دقيقة في المحاكم الشرعية مطالبة بالتفريق، وهذا مما يجعلنا نقف عند هذه المشاهد لنعرف ان الرجل ارادها ان تكون كفاطمة وهي ارادت ان يكون كعلي، وكلاهما لم يفعلا ما فعلته الزهراء سلام الله عليها لعلي وما فعله علي لزهراء سلام الله عليها، فليس من السهل ان نقول كن كعلي، كوني كالزهراء عليهما السلام مالم نقرأ سيرة حياتهما ونسير على خطى السيدة الزهراء في حياتها الزوجية وكيف كانت حياتها مثالا مع بساطة البيت وقلة الزاد فلم تكن تلك الامكانيات المتوفرة اليوم في دارها سلام الله عليها ولكن كانت امكانيات روحية وعاطفية بينها وبين الامام علي (عليها السلام) فكانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) تعمل في دارها كحال اي امرأة وتربي اولادها وتخيط الثياب، وكان زوجها حاكم في المدينة وابيها سيد القوم وهي تفوق جميع نساء العالم من الأولين والآخرين، فهل هناك امرأة في منزلتها وتعمل كما عملت سلام الله عليها، في الحديث القدسي عن الله عزوجل "لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما".
وفي رواية ان في دار فاطمة كان كالتالي؛ شيء من العطر والثياب، فراشان حشو احدهما من الليف والاخر من الصوف، أربع متكئات، حصير، رحى لطحن الحبوب، قربة لشرب الماء، قدر كبير لغسل الثياب، بساط من الجلد، فرش حجرة النوم كان من التراب الناعم..
أي امرأة اليوم تعيش في هذا الدار من دون ان تكلف زوجها مالم يطيق عليه بحاجاتها وبقائمة طلباتها التي تبدأ ولا تنتهي مما يجعل حياتها في نكد وغم دائم، ولكنها سلام الله عليها كانت تعيش في دارها بكل حب ورضا وتقوم بواجباتها العبادية والاسرية، فقد كانت تقف في محرابها حتى تتورم قدماها، وكانت حريصة على القيام بخدمة المنزل، وتبذل جهدها لتوفير الراحة لبعلها حتى قال عنها زوجها أمير المؤمنين (عليه السلام):
(أنها استقت بالقربة حتى أثّر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر شديد).
هذه بعض القطرات من بحر السيدة الزهراء ستكون الزوجة مثالية إذا توفرت بها هذه الصفات الكمالية فلماذا نساء اليوم لا يقتدين بها؟ ان كثرة المغريات جعلت المرأة المسلمة في دوامة من الطلبات واصبحت لا تكتفي بما هو متوفر وانما ترغب في المزيد وان كان على حساب راحة زوجها وسعادة اسرتها، لذا كثرت المشكلات الاجتماعية.
خطوات للمرأة المثالية من خطى الزهراء عليها السلام
1-المحافظة على زوجها واولادها في غيابه وحضوره.
3- ان تكون حسنة المظهر ألا يشم منها إلا الطيب.
2- ان تبتسم في وجه زوجها حتى تهون عليه المصائب والهموم.
4- عدم الخروج من دون اذنه وعمل ما لا يرضيه .
5- ترطب مسامعه بالعبارات الجميلة التي تعبر عن حبها وسعادتها بوجوده.
6-لا ترفع صوتها عليه عند الحديث معه، حتى وإن غضب.
7-عدم مقارنته مع ازواج الاخرين والصبر عليه.
8- أن تحتفظ بأسرار زوجها، وأسرار بيتها، ولا تخبر بها أحداً.
10-أن لاتذكر زوجها بسوء .
قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم: (خير النساء التي إذا أُعطيت شكرت، وإذا حرمت صبرت، تسرك إذا نظرت، وتطيعك إذا أمرت) وفي حديث اخر: (الدّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدّنْيَا المَرْأَةُ الصّالِحَةُ).
اضافةتعليق
التعليقات