عندما يهل الشهر المبارك بكل قدسيته وبهاء أيامه يتجلى لنا قول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبته عند استقبال شهر رمضان .. شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله ومن أكرم من الله حين يدعو عبده إلى ضيافته بل ويغدق عليه بأنواع الهدايا من العفو والمغفرة والرضوان وقبول الأعمال.
وناهيك عن حديث باب الريان الذي جاء على لسان النبي (صلى الله عليه وآله)... إن في الجنة باب يسمى الريان لا يدخل منه إلا الصائمون فالشهر الكريم هو شهر الله وعلينا أن نكون على أتم الاستعداد في هذا الشهر المبارك فأبواب النيران مغلقة وأبواب الجنان مفتوحة والشياطين مغلولة وإن الشقي من حرم غفران الذنوب في هذا الشهر الكريم..
شهر تتجلى فيه القيم الاسلامية بأبهى صورها من صلة الأرحام.. التحنن على الأيتام .. الورع عن محارم الله سبحانه وتعالى وكثير من أعمال البر التي أشار اليها النبي (صلى الله عليه وآله) في خطبته فالحسنات مضاعفة والأعمال مقبولة.
فلنسارع جميعا إلى هذه الدعوة الالهية التي لا نظير لها وما احوجنا ان ننتهل من هذا المعين الصافي وهو شهر رمضان المبارك فدعواتنا معلقة برحمة الله تطرق بابا لا يرد سائله ولا يخيب نائله شهر مبارك ورب كريم ومجتمعنا بأمس الحاجة الى زرع هكذا قيم في ظل هذه الهجمة الثقافية والفكرية التي يتعرض لها المجتمع والتي بدأت تضرب في اعماق الاسرة ومن ثم كامل المجتمع.
ولذا فان الثقافة الرمضانية بمنهاجها العبادي المتمثل بالصلوات والادعية والمناجاة كفيلة بمعالجة الكثير من السلبيات التي تطال الحياة الاجتماعية وترفع من رصيد الانسان المسلم من خلال سلوكه وسيره نحو خالقه جل وعلا، وهذه المحطة المتميزة والمتمثلة بهذا الشهر الكريم شهر يزخر بالنفحات الايمانية والعبادية التي يمكن استغلالها لترسيخ الكثير من القيم والاخلاق التي دعا اليها الشرع المقدس ابتداءً بالفرد وانتهاءً بالمجتمع عبر الكثير من العمل الجاد والمخلص.
فلابد لنا ان نكون على قدر المسؤولية من الثقة بالنفس كي نمكن انفسنا من الانطلاق نحو تحقيق هذه الأهداف السامية.. (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الانسان هو رأس المال الرابح في هذه الحياة الدنيا وقد جعل الله سبحانه خلال مسيرة الانسان نحوه محطات يتزود منها العروج والوصول الى مرضاته ومن اهم هذه المحطات شهر رمضان المبارك شهر توفرت فيه كل مقومات الكمال والانطلاق نحو تحقيق ارقى مراحل العبودية فالصلاة والدعاء والتقرب الى الله خطوات واثقة نحو نيل القرب الالهي والفوز بالجائزة الكبرى وهي العتق من النار.
انها الفرصة الامثل لاستغلال هذه الضيافة والفوز بالجنة والرضوان في دار السلام وجوار النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، اللهم دعوتنا فاستجبنا لك فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا انك انت الغفور الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
اضافةتعليق
التعليقات