الكثير من الأمهات أو الآباء أو من يقع عليهم مهمة التدريس والتحضير قبل الامتحانات يبذلون الكثير والكثير من المجهود الذي يأخذ أغلب وقت يومهم ويجعل العائلة تمر في حالة إنذار بقوانين صارمة أحيانا.. كمنع إستخدام الأجهزة الالكترونية أو ممارسة الألعاب أو الخروج من المنزل وتأجيل كل ما يمكن تأجيله إلى ما بعد هذه الفترة الحاسمة..
وبعد كل هذا الجهد الجهيد، والاستعداد المكثف والسيطرة قدر الامكان على المادة، يأتي اليوم الموعود وإذا بنا ننصدم بجودة أداء الطالب، وتطير الدرجات مرةً بإرتباكة هنا ومرة بتردد هناك، ومرة أخرى برهاب الوقت المحدد للامتحان، فيظل الطالب طوال الوقت يؤدي الامتحان ولكن باله مشغول بالوقت فيتشتت وتذهب عنه أغلب المعلومات التي يعرفها ويكون في الغالب قد قام بحلها بأفضل وجه عند المراجعه في المنزل..
وهنا تكمن المشكلة.. نحن ندرّس أبناءنا بطريقة وكأن الأمتحان سيكون داخل البيت وليس في المدرسة..
من الطبيعي سيدرس بكل أمان وأريحية في المنزل، ولكن ما إن يؤدي امتحانه في المدرسة سيلاحظ أن هناك حلقة مفقودة، نعم معلوماته وقدراته نفسها، وهو ليس بالغبي الذي ينسى كل شيء دفعة واحدة في يوم بعد ما كان يعرفها بالأمس.
لكن هناك تلك الهالة التي ترافقه، هالة الخوف والرهبة من جو الامتحان أو من المثول أمام الاستاذ، أو ضغط الدرجة التي ينبغي أن يحصل عليها والتي يجب ان لا تقل عن درجة صديقه أو ابن خالته الفلاني.. أو هل سترضى أو يرضى من درّسه على هذه الدرجة؟.
كل هذه وأكثر من الهالات التي نحيط بها أبنائنا عن قصد ربما أو عن غير قصد، أو ربما يحيط الطالب بها نفسه نتيجة محيطه أو طبيعه شخصيته وتأقلمه..
لذلك قبل أن نتعب أنفسنا ونبذل ما نبذل من وقت التدريس والذي ربما سيضيع أغلبه أو كله مع وجود تلك المخاوف بنفس الطالب..
لذلك قبل التدريس وجب معرفة أولا المخاوف، وحتى إن لم يكن هناك ففي الحالتين العمل على تدريب الطالب على تجاوزها والتخلص منها وذلك بأخباره بها، كأن تجعله يعيش أجواء الامتحان وجعله يطمئن بأن كل شيء سيكون سهلا وبأنه درس جيدا ويعرف كل الاسئلة، وتدريبه على آليات معينة في حال شعر بالتوتر والخوف كأن يغمض عينيه ويأخذ نفسا عميقا ويسترخي قليلا قبل أن يبدأ، وأن يبدأ بحل الأشياء التي يعرفها أولا كي يأخذ وقته بالتفكير في حل بقية الأسئلة.
وغيرها من التمارين المفيدة جدا، وبنتائج جيدة، كل تمرين حسب نوع الاختبار فمثلا إذا كان الاختبار شفهي، فالمعضلة تكمن في الجلوس أمام الأستاذ ورهبة الموقف حينها يمكن تدريب الطالب على التنفس بعمق وتصور جلوس شخصيته التي يحبها بجانب الأستاذ أو تخيل أنه يضع نظارة أرنب أو قبعة زهور أو غيرها من الخيالات المحببة لنفس التلميذ التي تجعله يبتسم عندما يتذكرها ويطمئن.
والأهم من ذلك ينبغي إشعاره بأن جهوده مقدرة مادام أنه بذل ما بوسعه، بغض النظر عن الدرجة التي سيأخذها، وأنه من يأخذ درجة أعلى منه من الزملاء أو المعارف ليس بأفضل منه أو أذكى..
يجب إشعار الطالب بقيمته وتعزيز ثقته بنفسه ليستطيع تجاوز وكسر كل تلك الهالات من المخاوف..
اضافةتعليق
التعليقات