عندما تهاجر من بلدك إلى دولة اجنبية طلبا للجوء، سيكون هناك الكثير من التحديات، والمصاعب التي ترهُقك فى البداية وقد يصاب الكثير بخيبة الأمل لفشله وعدم قدرته على مواجهتها والتأقلم معها..
سيكون من الواجب عليك أن تدير شؤونك المالية بنفسك، ترتب شؤون الإقامة بنفسك، تخطط لمستوى الوجبات الغذائية وتحضيرها بنفسك.. وغيرها من الأمور التى تبني بداخلك معاني الاعتماد على النفس بشكل مُطلق، والتي ستستمر معك طوال حياتك.
فالهجرة لها آثار سلبية وأخرى جانبية، الباحثة العراقية اماني لم تتخذ من صعوبات بلاد المهجر والظروف الصعبة التي مرت بها منذ هجرتها عائقاً امام طموحها العلمي وبالرغم من الحياة في وطن آخر، بعيداً عن عائلتك وأصدقاءك والبيئة التي نشأت فيها، على الرغم من صعوبتها في البداية.. إلا أنها الوسيلة المثالية لتقوية شخصيتك وتطوّرها سريعاً وتأهيلها لتحمل المسؤولية التعليمية والشخصية بشكل مُباشر وعملي والخطوة الاولى لتكوين شخصية مُستقلة..
أماني وظفت كل تلك المصاعب وجعلت لنفسها حيزاً خاصا بها ومنطلقا للتقدم العلمي وفي مجال الأبحاث وهي تتأمل نجاح تلك البحوث والتجارب على بعض الحيوانات لتجد العلاج المناسب للقضاء على بعض الأمراض الفتاكة ومنها الاورام والايدز وغيرها والتي لم يتوصل العلم حتى هذه اللحظة الى اكتشاف علاج فعال واكيد لتلك الأمراض.
وأول محنة واجهت آماني في دراستها وابحاثها هي تعلم لغة الدولة المضيفة السويد، فقد ساعدتها والدتها في تلك المحنة ومعلمتها التي اخذت تعطيها كل يوم عشر كلمات لتحفظها كي تتمكن من حفظ اللغة السويدية، وقد عملت آماني ليل نهار في بحثها ودراستها.. وكان نتيجة هذه الأبحاث المستمرة تفوقها من بين أقرانها، حيث تميزت في اكتشاف علمي مذهل لعلاج أحد الأمراض المستعصية على أساطين الطب والعلم في العالم، فاستحقت التكريم وهي بعد لم تبلغ الـ 20 عاما من عمرها.
هاجرت اماني مع أسرتها العراقية إلى السويد منذ عام 2008، تفوقت في دراستها هناك وهي لم تنهي تعليمها الثانوي لكنها قدمت بحثا علميا سيغير مفاهيم علاج مرض نقص المناعة “الإيدز” من خلال تطعيم الخلايا المصابة، ومرض "الإيدز" من الأمراض التي تصيب الجهاز المناعي وتسبب نقص المناعة البشرية بشكل تدريجى ليصبح المريض أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية.
وينتقل المرض بعدة طرق منها نقل الدم من المصاب لشخص آخر، أو عن طريق الاتصال الجنسى غير الآمن أو استخدام حقن ملوثة بهذا المرض، لتظهر بعد ذلك أعراض الإصابة في الأسابيع الأولى من انتقال العدوى، وهو مرض فتاك ولم يكتشف علاج شاف ومتكامل له حتى هذه اللحظة، وهو ما دعا ملك السويد (كارل غوستاف) السادس عشر لتوجيه دعوة شخصية للعراقية المغتربة؛ للاحتفاء بها بعد أن أصبحت حديث وسائل الإعلام السويدية، وكذلك حازت على تكريم من قبل السفارة العراقية في السويد.
العراقية أماني قالت في تصريحات لها نقلتا وسائل إعلام عراقية، الأحد 10 شباط / فبراير 2019، إنه أثناء قيامها بالبحث، أخذت عينات من دماء وخلايا القردة المصابة بالإيدز، واستخدمت عدة طرق لتطعيم الخلايا، وأثبتتت إحدى هذه الطرق فاعليتها، مؤكدة أن البحوث والتجارب لازالت قائمة على قدم وساق لمتابعة إمكانية تطبيق هذه الطريقة على الإنسان.
حصلت أماني، التي لا تزال تكمل دراستها الثانوية على علامة الامتياز، بدرجة 98.5 %، على بحثها المميز، مما لفت انتباه وسائل الإعلام السويدية، والعالمية، وتأمل أماني، التي تتقن اللغة السويدية، دخول كلية الطب هذا العام بعد إنهاء الدراسة الثانوية، كما تطمح بالاستمرار في الأبحاث والتعمق بدراسة الأمراض المستعصية وطرق علاجها.
وقد حظيت اماني بمقعد في كلية الطب وكان هذا جانبا محفزا لها لتواصل البحث والدراسة، ليس غريبأ أن تتميز فتاة عراقية على أقرانها فهي سليلة وطن لطالما تميز أبناءه بالابداع والتفوق والعطاء.
اضافةتعليق
التعليقات