السحر من الأعمال المحرمة والتي عدها الدين الإسلامي من الموبقات السبعة ومن اكبر الكبائر، لأنه خدعة شيطانية يضل بها البسطاء والفقراء والطماعين وتختلط بها البواعث والأهداف وتدفع الى الشرك بالله والضلالة، وهي ترويج للدجل والخرافة يديرها أناس يقومون بأعمال السحر ويتلاعبون بعقول المستضعفين الذين يعانون من مشاكل في حياتهم الشخصية والعملية وضعيفي الإيمان. ولربما المجتمعات غير المتعلمة والفقيرة هي أكثر عرضة لتلك السلبيات.
في الآونة الأخيرة نشطت هذه الأعمال وأصبحت لديهم صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي ولديهم متابعين ومعجبين ومشاركين بنسب عالية جدا لذا ارتأى موقع بشرى حياة معرفة الاسباب من خلال تساؤلات طرحت على مجموعة من المواطنين أولها: ماهو تاريخ السحر. ومن اين جاء. ثم ما الاسباب التي جعلت انتشاره بشكل اكبر تجاوز العقود الماضية. وهل عصر التكنولوجيا الرقمية ساهم في انتشاره؟
الاستاذ محمد خضر/ ماجستير تاريخ اوضح لنا تاريخ السحر كما ورد في الكتب قائلا: يرجع تاريخ السحر إلى زمن هاروت وماروت حيث قيل أنهما ملكان نزل عليهما السحر فتنة وامتحاناً، يعلمان السحر كأنذار من السحر وليس دعوة لتعلم السحر للناس، وذكر الله عز وجل في كتابه الكريم: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ) وتعليم المَلكين هاروت وماروت السحر كان لغرض جعل الناس تعرف ما يفعله السحرة من إيهامٍ وتمويه حتى يتَّقوا أثرَه. (عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - الشيخ الصدوق- ج 2 ص 242).
وفي عهد سليمان كان السحر متفشياً فلما نزل القرآن بذكر سليمان في الأنبياء، أنكرت اليهود ذلك، وقالوا إنما كان ساحراً، فنزل قوله تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) (سورة البقرة – الآية 102).
وفي زمن فرعون كان الناس يتبارون بالعلم والسحر والحيل، ولذلك بعث الله إليهم موسى عليه السلام بآياته (الآيات التسع: الجراد والقمل والضفادع والدم والطوفان والبحر والحجر والعصا واليد البيضاء).
والسحر مبغوض ومكروه عند جميع الأديان والبشرية كافة ولا يستخدمه ويلجأ اليه سوى ضعاف النفوس والطماعين.
وفاء كاظم/ مدرسة علوم إسلامية قالت: الجهل ليس معناه انه لا يعرف يقرأ ويكتب، في الحقيقة هذا يسمى (أمي) أما الجاهل فهو من جهل بأمور شتى منها الدين والحياة ولهذا يقال (الجاهل عدو نفسه) والذين يعتمدون على السحر اغلبهم من الجهلة وصغار العقول، أما السحر فهو موجود منذ بداية البشرية، ولكنه مكروه ومحرم في جميع الأديان. والسحر كان يستخدم مابين المرء وزوجه، ولكن الآن وبعد أن أصبح له ترويج كبير خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي مع صمت الحكومة عن مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية، أصبح الناس يستخدمونه في أي مشكلة تواجههم، وأتذكر صديقة لي تركت عملها بدون سبب واضح ومقنع على الرغم من أنها تعمل به منذ سنين وبعد فترة اكتشفت إن إحدى زميلاتها والتي كانت منافسة لها بالعمل قد عملت لها سحرا يسمى (الجزع) لكي تتخلص منها.
أما احد أقربائي كان مصاب بالعقم وبعد اليأس من الأطباء توجه الى الروحانيين فقال له فتاح الفال انه مسحور ونصحه أن يذهب الى (مغتسل الموتى) ليقوموا بتسبيحه بالصابونة التي يغسلون بها الموتى، وبعد تنفيذ العملية بأسابيع أصاب جلده مرضا خطيرا فلم يسلم على عافيته ولم يحصل على الذرية التي تمناها.
الحاجة ام محمد/ طالبة حوزة بدأت حديثها بآية قرانية: (أَسِحْرٌ هَٰذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ) ﴿٧٧ يونس﴾. ويقول عز من قائل: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ). هذا قول الله عز وجل يؤكد به فشل وخيبة السحرة ولكن البعض ممن هم قليلي الإيمان والصبر يتجاهلون الأوامر الربانية والسبيل الحقيقي للسلامة ويتركون رحمته وكرمه ويلجئون للدجل والخرافة لتغيير واقعهم، واصحاب النفوس الضعيفة هي من ساعدت على انتشاره، وعلى سبيل المثال الذين يعملون في المقابر(الدفان) فهم يقومون بدفن السحر مقابل مبالغ مالية معينة وقد ساهمت التكنولوجيا بشكلٍ كبير في انتشاره لسهولة التواصل مع من يقومون بهذا الدجل او عن طريق الدعاية التي يقوم بها السحرة على وسائل التواصل الاجتماعي ونشر ارقام هواتفهم.
أما الطالبة زهراء العبيدي/ كلية الادارة والاقتصاد فقالت: الحياة السريعة والوقت الذي يمضي بسرعة وكثرة المصاعب وتشتت الفكر الذي يعيشه بني البشر هذه الايام هو ما جعل البعض يبحث عن الحلول السريعة مهما كان فيها من خسائر مادية ويتحمل الذنوب في سبيل حل مشاكله واغلبنا ليس صبورا ويترك همومه بيد مجيب نداء المتضرعين حتى يتدبرها.
وكان لنا وقفة مع الحقوقي حسن محمود حيث قال: في ظل ضعف رقابة الحكومة تزايدت الممارسات القذرة والإجرامية كالسحر والشعوذة وهم يمارسون أعمالهم بدون خوف بسبب سكوت الجهات الأمنية وتغاضيها عنهم أما عن القانون الوحيد الرادع لهم فهي المادة (٤٥٦) الخاصة بجرائم النصب والاحتيال والذي لم يطبق بشكلٍ واسع وصحيح.
اضافةتعليق
التعليقات
Ahwaz2019-02-27