واقعة الغدير واقعة لا ينكرها عاقل فهي مذكورة في كتب الشيعة والسنة بأسانيد صحيحة ومتواترة حيث قال الرسول صلى الله عليه وآله: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قالوا بلى يا رسول الله قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه.
نلاحظ الآن فئة من الناس تقول ما لنا وواقعة الغدير وأحقية الخلافة، تلك أمة قد خلت فلماذا نختلف نحن على هذه القضية إلى الآن؟.
إن هذه القضية هي قضية تحديد مصدر للدين حيث تُبيَّن لنا من مشى على خط رسول الله صلى الله عليه وآله ويجوز أخذ الدين منه ومن لم يَمْشِ على ذلك، حيث نتج عن هذا الاختلاف قضايا كثيرة تكلم عنها السيد محمد رضا الشيرازي في إحدى محاضراته منها:
الإختلاف في الوضوء وبما أن الصلاة هي عمود الدين ولا تقبل صلاة من غير وضوء إلا اننا نختلف في الوضوء.
الاختلاف في الصلاة من حيث تكتيف اليد أم جعلها مسبولة.
الإختلاف في الحج، المعاملات، قوانين الأحوال الشخصية، وجميع الأمور الفقهية.
الإختلاف في العقيدة والتي تعتبر البنية التحتية التي تبنى عليها جميع البنى الفوقية.
كل هذه الإختلافات تنشأ من نقطة واحدة وهي نقطة الغدير، إذن يوم الغدير يُمثل المفتاح الرئيسي لحل جميع الإختلافات القائمة بين المسلمين، فَلَو حكم العالم بمنهج الغدير لكفل للبشرية سعادتها في دنياها وأخراها.
وأيضاً البعض يتوهم أن الإمام علي عليه السلام رضي بذلك وسكت عن حقه، وهذا غير صحيح فهو روحي فداه قد طالب بحقه في أكثر من موقع وموقف فخطبته الشقشقية المذكورة في كتاب نهج البلاغة بينت لنا مدى الظلم الذي لاقاه الإمام حيث قال: أَمَا وَاللّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبي قحافة، وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى.
ولأن الإمام لم يأخذ حقه بالقوة هذا لا يعني سكوته عن الإمامة فهو جزء من أجزاء حقه لكنها اقتضاء للمصلحة الدينية، أما الإمامة الإلهية ليست جزء يمكن التنازل عنه فهذا منصب الهي.
صدق من قال:
قـاسُـوكَ أبـا حسـنٍ بـِسِــواك
وهـلْ بـالطَّـوْدِ يُقـاسُ الـذَّرْ
أَنَّــى سـاوَوْكَ بِـمَـن نــاوَوْكَ
وهـل سـاوَوْا نَعـلَيْ قَـنْـبَر.
اضافةتعليق
التعليقات
Kuwait2018-08-29
هذا النوع من المقالات يستحق الوقوف اكبارا واحتراما لما احتواه من مضامين قرآنية وأختام نبوية ، يتعلم منها المسلم كيف يكون ليناً في ايصال الحقائق وحازم بالتمسك بالمبادئ .
أسعد الله أيامكم بذكرى عيد الغدير الأغر الأكبر و وفقكم الله لإذلال العقبات أمام اظهار الحق .
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم وإلعن أعداءهم.