إذا كان من المفترض أن نكون غديريين، يجب أن نتمتع بخصال متعددة ويكون لدينا معرفة وعلما لنبذل جهدنا في هذا الطریق المبارك والصراط المستقيم ولاية أمير المومنين علي عليه السلام.
يقال من يصاحب الأخيار سوف يتأثر بسيرتهم العطرة ومن يقرأ عنهم سوف يتعطر بشذاهم ويقتدي بهم ويخطو بثبات كما فعل السابقون من الأخيار لذلك سوف نتصفح صفحات التاريخ لنقرأ عن الأخيار اللذين نالوا شرف الطاعة والخضوع أمام صاحب الولاية ووفقوا لنصرته عليه السلام والتبليغ عن هذه الواقعة المباركة حيث اختار الله وصي نبيه عليهم أفضل الصلاة والسلام وأصبحوا هؤلاء الثلة الطيبة ممن دعا لهم النبي صلى الله عليه وآله: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله..
سوف نغوص في محيط الاخلاص والولاية لنذكر في كل يوم منجز مختصر عن هذه الشخصيات العظيمة أصحاب الغدير عليهم آلاف التحية والسلام لنتعلم منهم كيف نكون غديرين بحق ونخدم هذه السلالة بأفضل ما يمكن، ففي يومنا هذا خدمة وارث الغدير سوف تعتبر نصرة لصاحب الغدير.. وخطبة النبي صلى الله عليه وآله لازالت تُردد: فليبلغ الحاضر الغائب..
صاحب بن عباد
صاحب بن عباد من الشخصيات البارزة والفاخرة، أدیب وشاعرٌ مبدع، وفي زمانه کان من المتميزين في السیاسة وادارة المجتمع، هذا الرجل العظيم کان يعيش في زمن حكومة آل بويه في محافظة اصفهان.
هو ووالده کانا وزیران وكان من المدافعين لولاية أمير المومنين وكانت أقوی قصائدهُ في واقعة غدیر..
العلامه الأمیني یذکر قصائدهُ في کتاب الغدير
منها:
لا یقبل توبة من تائب إلّا بحب ابن أبي طالب
ومنها:
أبا حسن! إن کانَ حبُّك مدخلُ النار فالفوز عند جحیمها..
وکذلك لديهِ قصائد في البراءة، يتبرأ من معاوية والذين غصبوا حق مولانا أمیر المؤمنین ونقضوا عهدهم في الغدير، وجمع الدنيا مع الآخرة..
صاحب ابن عباد في هذهِ الدنیا كان لدیهِ مقام رفيع ورفاه في المعيشة، مع ذلك كان من المؤمنين والمتقين، دافع عن أمير المؤمنين وواقعة الغدير، ونصر التشيع في السياسة بلسانه وقصائدهِ.
توفي في اصفهان وقبره هناك ونال شرف الدفاع عن هذه القضية المباركة بأمواله ولسانه وما يملك.
زيد بن صوحان
من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام. يقال أن زيد بن صوهان هو أحد أضلاع مثلث الأخوة والضلعان الآخران هما صعصعة بن صوهان وسیمان بن صوهان.
هذا المقال عن زيد بن صوهان الذي استشهد في معركة جمل وهو كوفي الأصل. كان شجاعاً وخطيباً عظيماً، وكان يعتبر من صحابة الإمام علي (عليه السلام). كان معارضا بشدة لعثمان بن عفان وكان لديه مشاكل كثيرة معه ومع من يعارض أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وكان عثمان بن عفان يعاني من زيد بن صوهان لدرجة ورد أنه تم ترحيله وشقيقه ثلاث مرات، مرة إلى الشام، ومرة إلى الكوفة ومرة إلى حمص.
عندما استشهد زيد بن صوهان وانتقل إلى رحمة الله في الدقائق الأخيرة من حياته كان أمير المؤمنين _ و هو امام عصره _ حاضرا بجانبه وقال جملته الشهيرة: ((رحمك الله یا زید کنت خفیف العون کثیر المعونة)).
أيُ بشر أنت یا زید والامام قال هكذا في حقك وهو فوق رأسك ويهوّن عليك سكرات الموت!.
ثم حدق زيد في عيني إمام عصره في تلك اللحظة وقال: ("يا أمير المؤمنين، لم أتبعك بالجهل والعمى، بل اتبعتك بالعلم والوعي) عندما رأيت وسمعت أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من کنت مولاه فهذا علي مولاه.. وأمر بمساعدتك واتباعك والنهي عن مخالفتك، حاولت أن أكون ناصرك ومعينا لك..
زيد بن صوهان من أشرف الغدیرین الفاضلین حيث سمع كلام نبيه الكريم صلى الله عليه وآله دون معارضة وكان عوناً لوصيه.
قال رسولنا الكريم في خطبته الغراء في يوم الغدير:
مَعاشِرَ النّاسِ، إِنِّى أَدَعُها إِمامَةً وَ وِراثَةً (في عَقِبي إِلى یَوْمِ الْقِیامَةِ)، وَقَدْ بَلَّغْتُ ما أُمِرتُ بِتَبْلیغِهِ حُجَّةً عَلى کُلِّ حاضِرٍ وَغائبٍ وَعَلى کُلِّ أَحَدٍ مِمَّنْ شَهِدَ أَوْلَمْ یَشْهَدْ، وُلِدَ أَوْلَمْ یُولَدْ، فَلْیُبَلِّغِ الْحاضِرُ الْغائِبَ وَالْوالِدُ الْوَلَدَ إِلى یَوْمِ الْقِیامَةِ...
اضافةتعليق
التعليقات