مؤسسة الأمام الشيرازي سواء كانت في خارج العراق او في داخله.. حريصة على تواصلها مع المواطن وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر فيها البلاد، فترة المظاهرات التي ثارت شعلتها في محافظة البصرة ثم تبعتها، بقية محافظات الوسط والجنوب وبعض محافظات شمال العراق، بسبب انقطاع الكهرباء وشحة المياه وتفشي البطالة.
إن المتظاهرين خرجوا بمطالب شرعية موحدة، حيث دعوا رئيس الحكومة حيدر العبادي للاستماع لهم والاستجابة لمطالبهم، بمكافحة الفساد وإقالة ومحاسبة رموز الفساد الذين تسببوا بإهدار المال العام.
وكان لمؤسسة الأمام الشيرازي.. دور فعال في تثقيف المواطن وتوجيهه بصورة صحيحة للمطالبة بحقوقه المشروعة دون المساس بوحدة البلد، وتأييدها للمظاهرات السلمية لأنها الطريق الأمثل لتحقيق مطالب المتظاهرين دون التعرض للممتلكات العامة او التصادم المباشر مع قوى الأمن خوفاً من المتربصين والمندسين.
حتى لا تنحرف المظاهرات الى منحى آخر كون البلاد خرجت للتو من حرب داعش الارهابي التكفيري، وكذلك دعتْ القوات الامنية ان تكون حريصة على حفظ ارواح المواطنين كونهم نسيج واحد وهم أبناء الوطن ولكن الظروف هي التي اجبرتهم للخروج والمطالبة بحقوقهم المشروعة، وعدم استخدام القوة ومناشدة الحكومة تلبية مطالب المتظاهرين وأيجاد الحلول لها، والأسراع في تشكيل الحكومة.
وكان هذا ما أكدته (مؤسسة الأمام الشيرازي العالمية في واشنطن) من خلال بيان أصدرته بعد المظاهرات التي طالت البلد في شهر تموز.. جاء فيه:
لقد نص الدُّستور العراقي على حق المواطنين في التَّظاهر للتعبير عن حرية الرأي.
وان ما تشهده بعض مناطق البلاد من تظاهرات شعبية مطلبية هي حق دستوري وانساني للتعبير عن حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون جرَّاء إنعدام أبسط اسباب ومقومات الحياة الحرة الكريمة وذلك بسبب الفشل الذي مني به السياسيون كنتيجة طبيعية للفساد المالي والاداري المستشري في البلاد ولانشغالهم بأنفسهم وترك الشعب يتضور ألماً بسبب انعدام الكهرباء والماء الصالح للشرب وسوء الصحة والتعليم وانعدام فُرص العمل وغير ذلك.
إن مؤسسة الامام الشيرازي العالمية اذ تقف الى جانب المطاليب الدستورية التي يرفعها المتظاهرون تهيب بهم ألى أن لا يتعرضوا بأي شكل من الاشكال للأملاك العامة والخاصة وان لا يحتكوا بالقوات الأَمنيَّة التي من المفترض ان تبذل كل جهدها من اجل حماية الامن العام والسلم الأهلي ومؤسسات الدَّولة.
من جانب اخر تدعو المؤسسة هذه القوات الى عدم استخدام العُنف ضد المُتظاهرين السلميِّين فهم ابناءهم واخوانهم يعيشون المعاناة اليومية جرَّاء النقص الحاد في اسباب الحياة الطبيعيَّة.
كما تدعو المؤسسة الحكومة الى تلبية الحد الأدنى من المطاليب الدستورية المشروعة للمتظاهرين الى حين تشكيل الحكومة الجديدة كاملة الصلاحية وباسرع وقت ممكن لتعمل جاهدة على تحقيق كل هذه المطاليب من اجل ان تحظى بثقة الشعب مرة اخرى.
اننا نعتقد بأن إسراع الحكومة في تحقيق ذلك سيغلق الباب بوجه المندسين والمتصيدين بالماء العكر ممن ينتظرون اي انفلات أمني لإيذاء العراق بالطرق المعهودة منهم ومنها العُنف والارهاب.
ان استخدام العُنف وإراقة الدماء من اي من الطرفين [القوات الأَمنيَّة أوالمتظاهرين] يجر الى العُنف والدم ولا يرى عاقل ابداً بان البلاد ينقصها المزيد من الدَّم! خاصة وأَنَّها خرجت للتو منتصرة من الحرب على الارهاب والتي استشهد فيها الآلاف من خيرة أبناء هذا البلد المعطاء المعروف عنه احتضانه لأئمة اهل البيت عليهم السلام في حياتهم وبعد استشهادهم.
نسال الله تعالى ان يجنب العراق العزيز المزيد من المعاناة بحكمة وعقلانية.
من أفكار الأمام الشيرازي:
-إن القادة الذين يخافون يوم الحساب، فإن نظام الحياة بأسره سيسير على طريق الخير والرشد والصلاح، فلا مكان فيه للفساد ولا مجال للإفساد حتى أن الخبثاء والأشرار يمكنهم الرجوع إلى حصن الدين وإصلاح سيرتهم وسريرتهم وبذلك تنمو الحسنات وتمحق السيئات ويكثر فعل الخير وينحسر فعل الشر في المجتمع.
- إذا كان زمام الأمور بيد أناس لا يؤمنون بالله ولا يخافون يوم الحساب، أناس انغمسوا في الشهوات واتبعوا الشيطان، فإن نظام الحياة لا محالة سائر على البغي والعدوان والفحشاء والمنكر، فيدب الفساد والإفساد في كافة أنحاء المجتمع، وتعم الفوضى وتنتشر الأفكار الهدامة والنظريات الباطلة، وتكثر المفاسد الأخلاقية والاجتماعية، وبذلك تعشعش السيئات وتمحق الحسنات ويزداد فعل الشر ويقل فعل الخير).(بحث في فكر الامام الشيرازي).
- يجب على القائد الديني إن يكون متوكلاً على الله مستعيناً به مرتبطاً إليه كما في الآية الكريمة ((ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ امره قد جعل الله لكل شئ قدراً)).
اضافةتعليق
التعليقات