كثيراً ما يمر على الإنسان في فترة من فترات حياته وخاصة مرحلة الطفولة أسئلة وخيالات كثيرة عن هو الله سبحانه، كيف هو شكله، متى ينام، وهل يأكل ويشرب مثلنا؟
كل هذه التساؤلات لابد من أن تكون الإجابة عنها سلسلة مفهومة وتناسب مستوى الفرد الفكري والعقلي حتى لا يقع ضحية للإشكالات الدارجة عند فئة من الناس.
وهذا ما حدث معي بالضبط أثناء مراحل دراستي الأولى قامت مناهج التربية الإسلامية بزرع أفكار عقائدية باعتقادهم أنها صحيحة في التلاميذ، ومنها أن الإنسان المؤمن بعد دخوله للجنة سيكون له شرف رؤية الإله المعبود، فترسخ هذا الإعتقاد في ذهني إلى أن كبرت وأنا في كل مرة أحاول أن أتخيل كيف هو شكله سبحانه.
ولكن بعد دخولي للحوزة ومن خلال دراستي لمادة العقائد وفصل صفاته تعالى بدأت الأمور تتوضح لدي أكثر وأكثر، فعرفت أنه توجد فئات كثيرة وكل فئة منهم تصف الملك الجبار حسب عقيدتهم، ومن هذه الفئات المجسمة وهم الذين ينسبون لله تعالى العين والوجه واليد الخ..
وهذا يعتبر تقصير في مقام الباري جلّ وعلا.
ولله الحمد أنني أنتمي إلى فئة الإمامية، وحسب عقيدتنا فإن صفاته تعالى هي عين ذاته ليست زائدة عليه، وليس وجودها إلا وجود الذات، فهو قادر من حيث هو حي، وحي من حيث هو قادر لا إثنينية في صفاته ووجودها.
وعندما قال موسى عليه السلام: "رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ.. قَالَ لَن تَرَاني".
فكلمة لن هنا تفيد النهي الأبدي، أي لم ولن يوجد مخلوق سيحظى من رؤية الباري عز وجل.
لذلك علينا أن ننتبه لكل تساؤل يخص الله سبحانه كي يتم تنزيهه أفضل تنزيه، ونشر الدلائل عن انه تعالى لا يمكن وصفه بوصف، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: ((وَكَمالُ الاِخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفاتِ عَنْهُ لِشَهادَةِ كُلِّ صِفَة أَنَّها غَيْرُ الْمَوْصُوفِ وَشَهادَةِ كُلِّ مَوْصُوف أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ، فَمَنْ وَصَفَ اللّه سُبْحانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنّاهُ وَمَنْ ثَنّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشارَ إِلَيْهِ وَمَنْ أَشارَ إِلَيْهِ فَقَدْ عَدَّهُ)).
اضافةتعليق
التعليقات