حقيقة الرعب الذي يهز كيان الأسر عند تثقيف المرأة وزيادة وعيها وادراكها في حقوقها المقرة، هنا أين دور المجتمع في تثقيف الرجل؟!
" المرأة هي الجزء العصبي من المجموع الانساني ، والرجل هو الجزء العضلي منه".
لم يكلف مجتمعنا العربي نفسه عناء المحاولة في تحليل التفكك الأُسري في المجتمعات العربية عامة كما أنه لم يحلل الوضع الراهن الذي أدى إلى زيادة حالات الطلاق الناتج عنها التفكك الأُسري لعصرنا الحديث .
مرت السنين السابقة في موجات توعوية أدت إلى التغيرات السلوكية وكانت كلها لصالح المرأة إذ إن المرأة العربية اليوم تختلف فكريًا عن نظائرها في الفترات الزمنية التي تتراوح منذ عام 1960-1987 بسبب موجات التغير الفكري الهادف نحو توعية المرأة وإدراكها لحقوقها وترسيخ حق التعلم والعمل.
أصبحت المرأة في يومنا هذا ترفض و تستنكر المعاملة السيئة و انتهاك الحقوق وتطالب في حقها الذي أتيح لها شرعًا قبل ان يكون قانونًا، إن زيادة وعي المرأة يؤدي الى مجتمع و جيل واعٍ إلا أن المشكلة في زيادة حالات الطلاق، لن تنطلق من وعي المرأة بل من انعدام تقديم الثقافة للرجل العربي الذي ترسخ في ذهنه منذ الصغر بأن يتبع اقرانه من الجيل السابق كوالد أو جد ، مشكلة مجتمعنا العربي اليوم بالإجماع قدم الوعي الثقافي الكافي للمرأة لكنه غفل عن تقديم الوعي الثقافي للرجل عن حقوق المرأة في ابداءها لرأيها ولحقها في التعلم واختيار المهنة والطريق الذي ترغب بسلكه ناهيك عن حقها بعدم تعنيفها وترك حرية القرار في توجيه حياتها كما تشاء ..
للأسف لا توجد حملات تلقي تلك الثقافة على مسامع الرجال فلو وجدت ترى أن أغلب الأُسر المكونة حديثًا لن ينتهي بها المطاف بالتفكك الأسري الذي يكون ضحيته الأطفال فقط ..
تربى الشاب العربي على المعنى السطحي لهذه الآية [الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء ] سورة النساء: 34
ولا أحد تكبد عناء تكملتها [بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ] النساء : 34
لم يتم شرح المعنى الحقيقي الذي ينطوي عليه حكم هذه وكذلك تكريم النبي محمد )صلى الله عليه وآله وسلم) للمرأة بقوله : (رفقًا بالقوارير) ، ناهيك عن قوله تعالى بسورة النساء 1 :
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ] .
وإني لا أرى سوى حل واحد لهذه الفوضى المجتمعية والتفكك الأُسري وهي الضرورة الملحة في تثقيف الرجل حول حقوق المرأة وحريتها في سلك الطريق الذي ترغب وإرواء الظمأ الثقافي الذكوري الذي أدى في يومنا هذا إلى ارتفاع حالات الطلاق والتفكك الأُسري الذي يولد أطفال بأنصاف ابوين !.
اضافةتعليق
التعليقات