لا شيء يتماشى مع مزاجي حتى هدوء صوتي، احيانا كثيرة اشعر انه مزيج من عدة اصوات منها الكئيبة والحزينة ومنها مكتنزة كأنف رضيع!.
قد استطيع فهم سبب انزعاجي لكن بماذا اعلل تبحلق عينياي في الفراغ حتى يحتضن الدمع مآقيها.. فكل الجروح النابتة في صدري اكٌن لها كل الاحترام واعاملها بلطافة علّني اجد من الراحة نصيب، لكن وداع الروح في اللاشيء يثير حنكة حنجرتي حتى تتفتق قريحتها بكل ما فيها من وجع مخفي كان محرم خروجه خارج حدود الجسد المثقل بالهم والتعب..
وهذا ما لايمكن لأي روح اخرى ان ترى او تعلم بما اخفي خلف بشاشة وجهي وضحكتي الفارغة من كل شيء إلا المجاملة!.
ليس شرطا ان تكون للخسارة يدا فيما انا عليه ربما الوحدة في عالم واسع مليء بالبشر هي اهم سبب تجعلني اختنق من ضيق صدري رغم عددهم الهائل حولي..
كنت اعلم جيدا لا بل جيد جدا ان العيش في بيئة لا تعير اهتماما للتقدم والتطور ستولد أناسا فارغي الرأس كل همهم قتل الوقت لينتهي يوم ويبدأون بآخر غير آبهين بكيفية إدارته لخدمتهم.
اما انا رغم معرفتي المتكاملة عن هذه البيئة إلا انني لا اشعر بالانتماء إليها كما اشعر بالانتماء لحريتي المحبوسة في قبو مرصع بالشوك!
لذا قررت الانتفاضة على ضيق عقولهم واخبارهم بحقيقة التعقيد الفكري وحصار الذات لكن قبل ان اخترق الحقيقة امامهم واخبرهم بمكنونها المخفي تفاجأت ان ثمة ريب مرسوم على الوجوه!
والنظرات كانت واهية مصفرة كأنها تُعطي اشارة ان هنالك ما سيحمل الروح الى سجون الجزع..
ففكرت في قرارة نفسي، كنت انوي لحقيقة وردية رُبما سأحتاج للكثير من الوقت لإثباتها بجدارة لكن الآن ماذا.. ماذا عن وجوم الوجوه وتوتر غرف العقول، انني في مأزق مخيف يدفعني لأعيد ترتيب الافكار في كل رأسي، ماذا لو حدث ما اخافني في كل لحظات عمري؟!
فهم لا يحبذون من يخرج عن نطاقهم المحدود بالقدرات والخبرات حتى إنهم لا يرحمون الفكرة التي تحمل داخلها النشاط التوعوي لأنها بيئة محدودة عاشت ضمن نطاق قديم زال منذ مئة سنة واكثر مما يجعلني اتيقن أن الطريق للخروج من هذا الانطواء البيئي صعب جدا وأنه ضرب من ضروب الجنون والمجازفة.
الآن حان الوقت لثورتي بمفردي على جموع من الاهل والاقارب، ستكون الثورة بعنون "قائد بلا جنود"، انا انسان اعزل اميل للتقرب الى الله والى التوسع في المدارك الفكرية والثقافية والاجتماعية وكل شيء اخر له علاقة باثبات الهدف الذي خلق من اجله البشر ولكي اصيب الهدف عليَّ بتدريب مهارتي في تسديد ضربة صحيحة، ولا بأس لو انني فعلتها بعد سبعين محاولة فاشلة فلا شيء يأتي بسهولة لتحاوطه راحة كفيك الناعمة..
لكن قبل كل شيء يجب ان يفهم كل القادة العُزل ان المطبات التي سيتعثرون بها وتقع بهم ارضا هي لذة الانتصار مستقبلا حتى لو بعد دهر من الزمن، وإن تغذية القوة يجب ان لاتنقطع ولا يصيبها رائحة اليأس المرة وحين يجد القائد أن نفسه اصبحت لا تقوى على خوض المعارك الهادفة لإثبات اهمية خلق الانسان، عليه ان يناجي الله ليعيد ترميم بناء قوته التي صعقتها الهجمات والويلات ثم يعاود نشاطه لتدوين التغيير لبيئته عبر افعال متسلسلة يكمل بعضها الاخر دون ان تؤثر سلبا على ارادة التطوير الرصينة.
اضافةتعليق
التعليقات