تطلعت عبر تلك النافذة إلى الأفق الغربي، السماء زرقاء صافية توحي بالسلام والأمل العذب، وسعف النخيل وأوراق الأشجار الخضراء تبدو أروع ما تكون، فكانت تلك العيون تبحث عن أمنية بعيدة طال غيابها، وقلبها يخفق في عنف، كأنما يريد أن يثب من مكانه بين الضلوع، وينطلق متخطياً الزمان والمكان، باحثاً عن الأمنية الغالية من خلال تلك النافذة، كانت مندمجة في الجو الأصيل الذهبي ومناظر الخضرة والصفاء والنسائم الرطبة، تسيطر على ذهنها أحلام شجية وذكريات، آه.. لشد ما تشوقت إليه، منذ شهور طويلة مريرة لم تره، إنها من أجمل لحظات عمرها، حينما نظرت إلى تلك القبة الصفراء ذهبية اللون.
غلبني حزني وهرولت دموعي بكاءً منهمرا على وجناتي الورديتين، وعيناي تتألم لمنظر في غاية الجمال والطهارة وقدسية المكان، كانت أمنيتها أن تكون ثانية بجانبه، لكن القدر خذلها وتذكرت تلك اللحظات حينما بعثرت أوراقها خريف عمرها فانتظرت، فما هي إلا لحظات وثواني يزداد شوقي وحنيني ولهفتي كالبردان الذي بحاجة إلى الحضن الدافئ، ليكون لقاؤه مع حبيبه مزودا بالحب والعطاء، فوقفت بين ضريحين بين الوفاء والتضحية فقلت يا روحي انتظري خففي علي دقات قلبي تتسارع للملتقى وأقدامي تتسابق للقاء، فوصلت المكان، انثنت ركبتاي، ورحتُ أبعث السلام إلى صاحب الوفاء إلى راوي العطاشى، فاقتربت نحوه وقلن: سيدي أنا الظمآن للقائك
سيدي أنا المعذب بحبك
سيدي أنا الوفاء تعلمته منك
سيدي أنت الساقي وأنا العطشان
فهل لي من شربة عطف أو حنان
العيون لم تعد لي، فكان بكاؤها لا إراديا، لا أحس بدموعي، وبعدها خرجت لأمكث في ضريح التضحية والشهادة والعلم وذو الكرم والعطاء، فوصلت إليه وقلت:
مالي إليك لا ترد سلامي
إن أنا أخطأت فرجوتك أمامي
اعفُ عني فقد عذبني شوقي وحنيني
أنا العاشق الولهان من بين الملايين
أرجوك لا تبخل عليَّ بلقاءٍ قريبِ
أستودعك مولاي روحي هنا
وجسدي راحل الى البعيدِ
فخرجت والحزن يملأ قلبي لفراقه وعيناي تنظر إلى خلفي لا تريد العودة إلى وطني، فوالله لا أجد أحلى من وطني، عندها انتبهت إلى نفسي واقفة أمام النافذة وأفكاري وخيالي ذهبا بعيدا، فأغلقت نافذة أفكاري، وجلست أبكي ودموعي تنهمر، فما عساي أن أفعل.
فرفعت يديّ وقلت يا ربي هل لي لقاء؟ مع مولاي..
متى يأتي ذلك اليوم، شوقي أخذ يلتهب والفؤاد يحترق..
إلهي رجوتك بلقاء حبيبي ولو لحظات.. أمنيتي يا ربي اقبّل ذلك الشباك ولا أريد غيره
فهل يا رب ألتقيه؟
فأنا بالانتظار لتحقق أمنياتي .
اضافةتعليق
التعليقات