تحتاج الأسرة عقلياً الى قائد وحاكم ينفذ القوانين ويحمي مصالحها ويفرض سيطرته عليها. ولا يصلح لهذه المهمة سوى الأب، فالرجل سيد أهله والمرأة سيدة بيتها.
فالأب هو أفضل ملاذ للطفل وهو الذي يتخذ القرارات ويقوم بالتوجيه والبناء والتنفيذ، أنه ملجأ لأفراد أسرته والمسؤول عن الإنفاق والمشرف على التزامها والعقل المفكر للأسرة وقوتها واقتدارها، وهو الذي يوفر لها الأمن.
ينظر الأطفال الى الأب نظرة لا شعورية أنه يمثل القانون وأنه سبب اقتدارهم، وذلك دون ان يتدخل الآخرون في تحقيق هذه النظرة، كما وينظرون اليه ايضاً على انه المرشد والحامي والمراقب، وانه مصدر الخوف والغضب، والأمن والحب في نفس الوقت، انه رب الأسرة ومديرها الذي يعرب عن رأيه بشكل مستقل ويتخذ القرارات المناسبة.
وثمة وظائف أساسية ينبغي على القائد الأب والاهتمام بها وأداؤها علماً أن هذه الوظائف تختلف باختلاف طبقات المجتمع الواحد والمجتمعات الأخرى:
١-البناء الفكري: فالأب هو العنصر الذي يضع أسس البناء الفكري للأسرة ويحدد نظام القيم الذي يتحكم بالأفراد، وقد يكون للأم رأي في هذا المجال ايضاً وعندها لا بدّ من الدمج بين الرأيين.
٢-تنظيم الوظائف وتقسيمها: يتبنى الأب في محيط أسرته عملية تنظيم مختلف الأمور، فهو يحدد برنامج النوم واليقظة، وتناول الطعام واللعب والسفر والاستجمام، وهو الذي يرسم مسؤوليات أفراد الأسرة في البيت والمسؤول عن المشتريات، والذي يجلب الطعام، ويعتني بأساس المنزل وزهور الحديقة وغير ذلك.
٣-تنظيم العلاقات: يقوم الأب بعملية تنظيم للعلاقات وتحديدها فهو ينظم علاقة الأخ بأخته والكبير بالصغير وعلاقات الأسرة بالأصدقاء والأقرباء.
٤-رسم برنامج الحياة: تحتاج كل اسرة الى برنامج خاص من اجل ثباتها واستقرارها بشرط أن يلتزم جميع الأعضاء به. ولا بدّ أن يكون هذا البرنامج بنّاء وهادف لتحقيق مصالح الأسرة الحالية والمستقبلية.
٥-تنظيم الوقت: الهدف من ترتيب الحياة المعيشية للأسرة وبنائها، مما يحتاج الى سياسة خاصة لكيلا يستثمر الطفل مثلاً جلّ وقته في اللعب واللهو ويترك دراسته، أو ان يتفرغ بشكل كامل لعملية الدراسة والمطالعة ويترك بناءه الجسمي والنفسي والعاطفي.
٦-المراقبة والاهتمام: ان دور الأب هو مراقبة الأسرة والاهتمام بها، ويجب عليه ان يدفع عنها الاخطار الجسمية والأخلاقية والمعنوية، وهذه مسؤولية كبيرة ومهمة في نفس الوقت وتحتاج الى جهود عظيمة، لا يستطيع تحقيقها إلاّ الأب ورغم صعوبتها.
٧-المحافظة على الانضباط: الاب هو المسؤول عن التزام الأسرة وانضباطها، ويجب عليه ان يعلم ولده إطاعة القوانين والالتزام بها.
فالأب هو سيد الأسرة ولكن لا يعني أن يمارس رئاسته فقط، أو أن يستغل ذلك لتفريغ عقده، أنه رب الأسرة وسيدها بشرط أن يوجه الأطفال نحو الرشد والبناء الأخلاقي والعاطفي والإنساني، فهو المسؤول عن تحقيق الثقة بين افراد اسرته ووقايتهم والاهتمام بهم حتى لا ينحرفوا، وتوفير المناخ الملائم للشعور بالاستقلال والحرية ودرء الأخطار عنهم.
اضافةتعليق
التعليقات