في أجواءٍ احتفالية تنسج خيوطها الكلمة والمعرفة، وضمن فعاليات اليوم العالمي للكتاب، نظّمت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية في كربلاء المقدسة ورشة ثقافية بعنوان "عالم يُفتح بكتاب"، وذلك يوم الإثنين الموافق 21 نيسان 2025، بالتزامن مع جلسة نادي "أصدقاء الكتاب" الشهرية الذي ترعاه الجمعية بهدف نشر ثقافة القراءة وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية المطالعة.
الورشة التي أقيمت في مقر الجمعية، شكّلت مساحة تفاعلية جمعت بين محبي الكتاب والكلمة، واحتضنت أربعة وجوه نسوية ملهمة، كان لهنّ تجارب بارزة ومؤثرة في عالم الأدب والثقافة.
الكاتبة أمل الموسوي افتتحت الورشة بكلمة حملت بين سطورها تجربتها الشخصية والإبداعية، تزامناً مع إصدارها الروائي الجديد "أزاهير الخوف". وتطرّقت الموسوي إلى التحديات التي واجهتها خلال مسيرتها، مركّزة على دور الأدب في التخفيف من الأوجاع الإنسانية، وكيف تتحوّل الكتابة إلى ملاذ يُترجم الآمال والآلام على حد سواء.
بعد ذلك، انتقل الحضور افتراضياً إلى لقاء إلكتروني مع الكاتبة تسنيم الحبيب من الكويت، التي قدّمت ورقة نقدية معمقة حول رواية "قارئ الألواح" للكاتبة البحرينية مريم المدحوب، كما تناولت في حديثها مسارات الأدب الولائي المعاصر، مشيدةً بتطوّر السرد النسوي في هذا النوع الأدبي وما يحمله من دلالات روحية وفكرية.
ومن التجارب التربوية المؤثرة، كانت مشاركة خطيبة المنبر الحسيني الأستاذة أم مريم، التي تحدثت عن ابنتها وكيف غرست فيها حب القراءة منذ سن مبكرة. وأكدت في حديثها أن غرس حب الكتاب في نفوس الأطفال لا يتطلب أدوات معقدة بقدر ما يحتاج إلى قدوة حقيقية ومحيطٍ يحتفي بالقراءة كعادة يومية.
أما مريم محمد، فقدمت تجربة ملهمة مع القراءة والمنافسات الثقافية، حيث تحدّثت عن مشاركتها في مبادرة تحدي القراءة العربي بدبي، إذ حصدت المرتبة التاسعة في الموسم السابع لعام 2023 من بين 16 فائزاً، ثم عادت في الموسم الثامن عام 2024 لتحقق المرتبة السادسة. وأكدت أنها قرأت أكثر من 300 كتاب خلال ثلاث سنوات، ما جعلها نموذجاً يُحتذى به في المثابرة والولع بالمعرفة.
الورشة لم تكن مجرد احتفاء بالكتاب، بل كانت منصة حوارية جمعت أجيالاً وتجارب مختلفة، حيث تفاعل الحضور مع الضيفات بأسئلتهم ومداخلاتهم، مما أضفى على الجلسة طابعاً تفاعلياً حيوياً.
ومن الجدير بالذكر أن نادي أصدقاء الكتاب، الذي أطلقته الجمعية منذ عدة سنوات، يسعى إلى بناء مجتمع قارئ وواعٍ عبر برامج شهرية تشمل مناقشات كتب، لقاءات مع كتاب، وورش تطوير مهارات القراءة والفهم، ويستهدف مختلف الأعمار والشرائح المجتمعية.
تأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة أنشطة ثقافية وتربوية تنفذها الجمعية، في مسعى لترسيخ مكانة الكتاب كمفتاح للمعرفة وبوابة للارتقاء بالفرد والمجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات