غمست فرشاتها بألوان الحب لتمررها بلمسات من الألق مع رشفة ممزوجة من روح شغفها فتنثر بهذه التوليفة الجمال على قطع الأواني والزجاج لتطل بنا على ثنايا الحضارة العراقية في مجمل أعمالها الفنية والتي كانت بصمتها الخاصة التي تميزت بها، إنها الفنانة نور الحمداني.
هوايتي المفضلة
أنهت الحمداني دراستها في معهد الفنون الجميلة/ قسم التصميم غير أنها اختارت لنفسها جانب ثابت وهو الرسم على الزجاج والأواني وبالتحديد الرسوم والنقوش الحضارية إذ كانت تتوهج موهبتها يوما بعد يوم لتصل في عملها حد الاحتراف، حدثتنا قائلة: أحببت الرسم منذ طفولتي إذ كان حلمي أن أمسك الفرشاة وأحول أي قطعة خالية من الجمال إلى لوحة فنية تجذب المتذوقين وها أنا اليوم حصدت ما حلمت به وقد مضى على ولوجي في عالم الفن سبع سنوات فقد كنت أمارس هوايتي المفضلة (الرسم) قبل التحاقي بالمعهد وقد كنت ألبيه للمتعة أما اليوم أصبح العمل المفضل لديّ.
حرفة يدوية
تلقت نور تشجيعا واسعا من الاهل والاصدقاء اذ كانت اعمالها محط اعجاب الكثير حيث تتلقى طلبات خاصة للعمل وهنا اعتمدت على مواقع التواصل كوسيلة للتسويق والنشر، بهذا الجانب استرسلت بقولها:
بعد ان اصبح لي زبائن افتتحت مشروعي الخاص وتواردت الافكار لدي وتطوير مهاراتي بالرسم والتنوع والتي كانت خاصة بي دون الاستعانة بشخص مختص، وقد كان اغلب الزبائن هم المغتربين حيث كانوا يفضلون ابتياع اواني او لوحات زجاجية رسمت بحرفة يدوية وليست طباعة ليحملوها في حقائب سفرهم كهدايا تكون ذات معنى عميق لكونها تحمل صوراً لحضارة بلادنا العريق.
وحول الالوان التي تستخدمها في عملها تابعت :
الالوان التي استخدمها من ماركة فرنسية مصرحة من وزارة الصحة ذات جودة عالية لكون رسوماتي اغلبها على الاواني كالأطباق والاكواب لذا يجب ان تكون الالوان غير مضرة بصحة المستهلك.
طائر العقاب
وعن اكثر رسمة اتسمت بها اعمالها الحضارية قالت:
اقرب التصاميم الى قلبي واقربها هو المرسوم الجمهوري فانا من ابتكر رسمة طائر العقاب على الزجاج بطريقة مميزة اذ اصبحت بصمتي الخاصة حتى حينما يرغب اي زبون برسمها يرسل زملائي الزبون إليّ وذلك لاتقاني لها بحرفة ودقة، كما تثير شغفي الاثار العراقية والحضارات حيث مزجت الاثار بالعمل الفني.
ومن التحديات التي واجهتها نور في بداية عملها كانت عدم قدرتها على ضبط الرسم واتقانه بالصورة المطلوبة حيث لم يكن هناك دورات تعليمية مثل اليوم للتعلم عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي فأتقنت العمل بمجهودها الذاتي وبعد عدة محاولات تمكنت من النجاح، كما واجهت عائقا بعدم الموازنة بين العمل والدراسة لكن جهودها تكللت بنجاح، مؤكدة ان هناك اعمالا تستغرق منها ساعات قليلة وبعضها يأخذ منها عدة اسابيع بحسب نوع وحجم العمل الذي يكون احيانا على عدة مراحل.
كما سعت الحمداني للمشاركة مع عدد من المبدعات بالحرف اليدوية وصناعة المجسمات والمشاركة بها في بازارات ومعارض محلية ودولية فقد كانت لها مشاركات عديدة انفردت بأعمالها ولاقت اقبالا واسعا من قبل المتذوقين لفنها.
وحول ان كانت تسعى الى تطوير مشروعها قالت: نعم ارغب في ذلك من خلال إقامة ورش فنية لتدريب النساء الرسم على الزجاج والاواني وتبني المواهب الجديدة وتطويرها ومساعدتهن على اطلاق مشاريعهن الخاصة، وقد اقمت دورات الكترونية شاركت بها العديد من النسوة المغتربات اضافة الى المقيمات داخل العراق.
مسك الختام
ارتبطت اغلب رسوم نور الحمداني بتاريخ العراق ورموزه الشاخصة وذلك لحبها الشديد له ومن خلال اعمالها ارادت ان توصل جمال حضاراته الى العالم اجمع ختمت حديثها متمنية، ان تزهر اماني الجميع ليكون الغد اجمل.
اضافةتعليق
التعليقات