يتم تقييم الخزعات الكبدية نسجياً بشكل أفضل بالمناقشة بين الطبيب السريري والمشرح المرضي ورغم أن المظاهر التشريحية المرضية للمرض الكبدي تكون عادة مختلفة ومتباينة حيث تحدث مظاهر متعددة مع بعضها البعض، رغم ذلك يمكن تقسيم الاضطرابات الكبدية نسجياً إلى الكبد الشحمي التنكس الدهني والتهاب الكبد والتشمع، يساعد استخدام تلوينات نسجية خاصة أحياناً في تحديد أسبابا لاضطرابات الكبدية، إن المظاهر السريرية والإنذار الخاصين بهذه التبدلات يعتمدان على العامل المسبب المستبطن.
- التنكس الدهني:
ينجم التنكس الدهني الكبدي ، التشحم الكبدي عن تراكم الشحوم ضمن الخلايا الكبدية، يعتمد نوع الشحم المتراكم على السبب المرضي المستبطن، فعلى سبيل المثال يترافق التشحم الكبدي الكحولي مع زيادة تراكيز تراي أسيل الغليسرول الخلوية. إن التشحم الكبدي الخفيف الذي يشمل أقل من 10% من الخلايا الكبدية أمر طبيعي بينما يشاهد التشحم الأكثر شدة في سياق العديد من الاضطرابات.
قد يكون التشحم حويصلياً كبرياً حيث توجد كرية شحمية واحدة تملأ الخلية الكبدية وتدفع النواة إلى المحيط، أو يكون حويصلياً صغرياً حيث توجدحويصلات شحمية صغيرة تعطي الخلية الكبدية منظراً رغوياً وتبقى النواة مركزية عند بعض المرضى.
يحدث التشحم الكبدي الحويصلي الكبري مترافقاً مع ارتشاح بالعدلات وموت الخلية الكبدية وفي حالات نادرة يترافق مع هيالين مالوري. هذا التبدل النسجي يسمى بالتهاب الكبد الشحمي.
- التهاب الكبد:
في هذه الحالة يوجد التهاب كبدي يؤدي لتأذي الخلايا الكبدية وموتها لاحقاً، تتلقى الأذية الحادة بالشفاء الكامل عادة. ولكن الالتهاب المديد قد يترافق مع التليف وحدوث التشمع ولقد لخصنا في أشهر أسباب التهاب الكبد تصنف الصورة النسجية في التهاب الكبد عادة إلى حادة ومزمنة ولكنهما ليستا منفصلتين كلياً حيث يشاهد بعض التراكب بينهما أحياناً .
3 التهاب الكبد الحاد:
تعتمد إمراضية التهاب الكبد الحاد على سبب الأذية، إن الآفات الناجمة عن التهاب الكبد الحموي الحاد ومعظم تلك الناجمة عن الأذية الدوائية الحادة متشابهة تحدث الأذية الخلوية بشكل منتشر في الكبد ولاسيما في المناطق الفصيصية المركزية رغم اختلاف شدتها من فصيص لآخر، تكون الخلايا الكبدية المتأذية متورمة وحبيبية، بينما تغدو الخلايا الميتة منكمشة وتصطبغ بشدة بأجسام محبة للحمض. تشاهد هذه التغيرات عادة عند المصاب بالحمى الصفراء (أجسام كونسيلمان)، وهي دليل قوي على وجود التهاب كبد حاد. قد ترتشح الفصيصات بخلايا وحيدة النوى التهاب فصيص.
إن كثرة الكريات البيض المتعددة أشكال نوى المترافقة مع التبدل الشحمي الكبدي مظهران لالتهاب الكبد الكحولي أو للانسمام الكبدي بالأميودارون، تكون المسافات البابية متضخمة وتحوي رشاحة مكونة بشكل أساسي من الخلايا وحيدة النوى التهاب المثلث.
تترافق الأذية الأكثر شدة مع تخرب هيكلة النسيج الشبكي ولاسيما ذاك الممتد بين الأوردة المركزية والمسافات البابية التي تغدو مشدودة الواحدة إلى الأخرى تعرف هذه الظاهرة باسم التنخر الكبدي تحت الحاد أو الجسري. يمكن للأذية الشديدة جداً أن تخرب كامل الفصيصات تنخر كتلي، وهي غالباً ما تشكل الآفة المستبطنة للقصور الكبدي الحاد، أحياناً تكون الركودة الصفراوية هي المسيطرة.
التهاب الكبد المزمن يتظاهر التهاب الكبد المزمن بارتشاح المسافات البابية بخلايا التهابية وحيدة النوى، وعندما يقتصر هذا الارتشاح على المسافة البابية (الحالة التي كانت تعرف سابقاً بالتهاب الكبد المزمن المستمر ويترافق مع بنية فصيصية طبيعية في هذه الحالة نصنف الالتهاب المزمن على أنه خفيف ومن غير الشائع عندئذ أن يتطور إلى التشمع ولكن عندما تغزو الخلايا الالتهابية المتن حول البابي ويفقد وضوح السطح البيني البابي - حول البابي (الصفيحة المحددة وتتأذى الخلايا الكبدية حول البابية) وتتشكل (زهيرات) من الخلايا الكبدية، عندئذ تسمى الحالة بالتهاب الكبد البيني كانت تسمى سابقاً (بالتهاب الكبد المزمن الفعال)، يترافق التهاب الكبد البيني غالباً مع أذية متنية مترقية وتليف يؤديان إلى التشمع. يمكن لتلوين الخزعات الكبدية بالصبغات النسجية أو المناعية النسجية الكيماوية أن يساعد في كشف السبب الحقيقي لالتهاب الكبد المزمن مثل التهاب الكبد بالحمة .
- التشمع
لخصنا في الأسباب الشائعة للتشمع الكبدي. إن التبدلات المشاهدة في سياق التشمع تصيب كل الكبد ولكن ليس بالضرورة أن تشمل كل الفصيصات تشمل هذه التغيرات موت الخلايا الكبدية المترقي والواسع الانتشار المترافق مع الالتهاب والتليف، مما يؤدي لفقد البنية الفصيصية الكبدية الطبيعية، الأمر الذي يؤدي لتشوه السرير الكبدي الوعائي الطبيعي مع تطور مسارب وعائية بابية - جهازية، مع تشكلعقيدات عوضاً عن الفصيصات نتيجة تكاثر الخلايا الكبدية الناجية، إن تطور التشمع تدريجي ومترق، ولاحقاً تصبح مناظر الأكباد المتشمعة مختلفة جداً فيما بينها مما يؤدي للحد من فائدة التصنيفات التشريحية. يشمل التصنيف الحالي التشمع الصغير العقيدات الذي يتظاهر بوجود حواجز منتظمة من النسيج الضام وبوجود العقيدات التجددية التي يقارب قياس الواحدة منها قياس الفصيصات الأصلية (قطرها 1 ملم).
وباشتمال الأذية لكل فصيص كبدي الصنف الثاني من التشمع هو التشمع الكبير العقيدات الذي يتميز بأن حواجز النسيج الضام تختلف في ثخانتها، وتظهر العقيدات اختلافات ملحوظة في قياساتها حيث تحوي الكبيرة منها فصيصات طبيعية من الناحية النسجية، يميل التشمع الصغير العقيدات لأن يتطور تدريجياً إلى الشكل الكبير العقيدات، وتشاهد عادة أشكال مختلطة متوسطة، يتباين التشمع الكبدي نسجياً بين تليف كبدي خلقي وتحول عقيدي جزئي في الحالة الأولى يحدث تليف واسع بغياب أذية الخلايا الكبدية والتجدد العقيدي، أما في الحالة الثانية فإن التجدد العقيدي يحدث دون تليف كبدي مرافق.
أسباب التشمع:
أي سبب يحدث التهاباً كبدياً مزمناً .
الكحول.
التهاب الأقنية الصفراوية البدئى المصلب.
التشمع الصفراوي البدئي.
التشمع الصفراوي الثانوي (حصيات تضيقات).
داء الصباغ الدموى.
داء ويلسون
التليف الكيسي.
اضافةتعليق
التعليقات