• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الثانوية اول طريق لها نحو الهاوية..

هدى المفرجي / الأثنين 03 نيسان 2017 / منوعات / 2536
شارك الموضوع :

لماذا عليّ ان اعتذر عن كوني الوحش الذي أصبحت عليه الآن، في حين انهم لا يعتذرون عن جعلي هكذا..كل يوم وأنا أرى انظار تلك الحقودة ترمقني مع ابتسا

لماذا عليّ ان اعتذر عن كوني الوحش الذي أصبحت عليه الآن، في حين انهم لا يعتذرون عن جعلي هكذا..

كل يوم وأنا أرى انظار تلك الحقودة ترمقني مع ابتسامة ثغرها الجانبية وهمساتها لمن حولها، مازالت على هذا النحو منذ اسبوع، لاتفارق مسامعي اشاعاتها، ولا نظراتها لقد حطمتني وابعدت عني كل من حولي..

كل يوم أعود للمنزل محطمة واقرر عدم الذهاب والبقاء مع ذاتي المنكسرة؛ كانت الثانوية اول طريق لي نحو الهاوية..

كان هذا أولَ ردٍ لها حين سألتها عن سبب عزلتها، حين تكونين طبيبة نفسية وتستمعين لكثير من الحكايات يومياً، وربما الاكثر منها يكون ممن هم كبيرون في السن، لكن حين تكون الحكايات لفتيات بعمر الزهور فهذا اكثر ما يثير الانتباه، وهذه الفتاة جعلتني ارنو اليها وهي تحاول انتزاع قناع الالم الذي يسيطر عليها، ثم ذهبت وخطواتها متثاقلة وهي تحمل حقيبتها بشكل مبعثر كأنها لا تريد الحياة، هي قليلة الكلام لكن مجرد ردها علي هو انجاز بحد ذاته، بتُ افكر كثيراً، كيف سأخرجها من عُزلتها هذه، كيف لها ان تسرد قصتها كي اساعدها لانتزاع  قناع الألم؟

مرت عليها جلستين ولم تأتِ انها الجلسة الثالثة الساعة العاشرة والنصف إنه موعدها، هل ياترى ستأتي؟؟ طُرق الباب، انها المساعدة تُخبرني بزيارة مريض آخر.

- تفضلي

- دكتورة انها ندى سلمان..

دعيها تتفضل، لم أُصدق انها أتت، كدت أفقد الامل بعودتها.. ها هي قد أتت بخطواتها المتثاقلة وشكلها شبه المبعثر وروحها المنكسرة، إنها ندى، وأي ندى، ندى الحزن..

أشرت لها بالجلوس على السرير، فهي من أول زيارة لفتت انتباهي وبتُ اعلم انها شبه تتكلم…

- كيف حالك ياندى؟

-  أجبروني على المجيء، وانا لا أحبذ هذا فأنا لستُ مجنونة، بل تفكيركم هو المجنون..

- اهدئي يا ندى وعدِّيني صديقة لك

-  الاصدقاء بالنسبة لي؛ مسمى يقودنا نحو الهاوية..

- اممم، اذاً لأكون اخت لك

- لكن الاخت كذلك تركتني بين ايديهم ولم تدافع قط عني، تركتني لأكون ضحية تفكيرهم وأسيرة خطيئتي…

- اذاً لأكون أي شيء، اعتبريني دفتر لمذكراتك فالكلام حقاً يريح..

 - ومن قال انا لا اتكلم! داخلي براكين من الكلام، كل يوم أتكلم مع ذاك الشبح الذي يراودني يومياً وانا أجلس وحيدة..

- أي شبح يا ندى وهل ترين اشباح!! 

- أنا لست مجنونة، وأنا فعلاً أرى شبح تلك الطفلة التي قتلتها ألسن الناس والثقة المطلقة، تلك الفتاة البريئة التي طالما نادت علي وصرخت بألّا اتبع تلك الفتيات..

- نعم ندى اكملي أي فتيات..

 - أي فتيات من قال فتيات، انا سأذهب مع السلامة…

لم امنعها، فعلاً قد انتهى وقتها، لكن حتى الآن لم تكمل الاطروحة لدي، كيف سأعالجها وهي باتت ترى نفسها قبيل الخطيئة، وماهي تلك الخطيئة؛ هل يا ترى… لا اعلم، آمل ان تأتي مرة ثانية…

غادرتني كما غادرتني أول مرة، آه من تلك المتثاقلة، لاتزال صغيرة على أن تكون بهذا البرود لاتزال بعمر الزهور...

عدتُ للبيت بعد يوم طويل من التعب، وضجيج المرضى، وضعتُ رأسي على الوسادة علّني أغفو قليلاً، إنها ندى أراها تنادي علي، وتصرخ: ساعديني، بصوتها المبحوح، هي تبعدني بحفرة عميقة، كيف سأصل لها، صرخاتها تكاد تفقدني السيطرة، صحوتُ على رنين الهاتف، إنهن الصديقات لا ارغب بالذهاب لأي مكان، فالحلم بات يكون وسواس عندي!! ما قصتها أريد ان اراها، اتصلت بالمساعدة وطلبت عنوان ندى سلمان، غيرتُ ملابسي ما إن وصلني العنوان ذهبتُ على فوري، انها قرابة الثامنة مساءاً، وصلت وطرقت الباب، خرجت والدتها تفاجئت من قدومي رحبت بي على اكمل وجه و دخلت، طلبت منها رؤية ندى قالت لي: تفضلي سأناديها، طلبتُ أن اذهب انا اليها، أخذتني وأنا اسير وراءها الى الاعلى في نهاية الممر، انه مظلم شيء ما.

قالت: نعتذر ف ندى لا تحب الانوار الكثيرة.

اشعر بطاقة سلبية هنا راودني الخوف لشيء ما، طرقت الباب، وذهبت امها لكن لم تجب ندى، فتحته قليلاً، كانت تجلس منحنية تضع رأسها بين قدميها، رفعته واذا بوجهها الشاحب وعينيها ذات البريق الغامق كأنها حكاية مات صاحبها… نظرت يمينها، هناك رضيع، نظرت لي بنظرة حزينة جداً ونظرت للطفل ثم سالت دموعها كأنها شلال يتدفق وسط نور خافت، تقطع وتيني هل هي متزوجة؟ هل هي ام؟ من هذا الطفل؟ في خاطري اسئلة كثيرة يمنعني التسرع من السؤال فهي ليست مفرطة في الحديث…

ثم بادرت بالحديث قائلة:

انه السجن، هذا الطفل هو سجني الذي يمنعني من المغادرة نحو السماء، اخشى تركه للحياة دون أم بعد ان تركني اباه بسماع احاديث تلك الحقودة التي تسمى بالصديقة فهي لم تكتفِ بطردي من المدرسة بل طردتني من كل حياتي..

ثم اجهشت بالبكاء، اسرعت نحوها احتضنتها، شهقاتها تسحب بوتيني الى الخارج اكاد ابكي وانظر للطفل كأنه ملاك من السماء، قلت لها: تحدثي ياندى لتستريحي، باتت كلماتها تخرج من حنجرة ممزقة واصوات لا أميزها ما بين شهيق الألم والزفير، كأن روحها تخرج من جسدها قائلة: كل روايتي بدأت من اتصال هاتفي، وكلمة احبك، تطورت للقاء ثم الى الهاوية، خشيت الاستمرار فما عدت احتمل تصرفاتهن البعيدة عن الاخلاق لكن بتنَ يُهدّدْنني ثم نشرن عني الاحاديث، فلم احتمل كثيراً حتى تشاجرت ثم طردوني من شباك عائلتي الى زنزانة الزوج ومن ثم الى واقع مرير انتهى بكلام قاس وكلمة (طالق)، بعدها علمت انها لم تكتفِ بخروجي من الدراسة بل سلبت حياتي، ندمت لأني لم استمع لتلك التي تتحدث داخلي، ندمت حقاً ثم شهقت بقوة: انا اكره الجميع، وصمتت..

عم السكون، لا اسمع نفسها، ما بها، حقاً بتُ اخشى ان اتحدث، دموعي حرقت وجنتاي، بصعوبة رفعت يدي لأرى وجهها والطفل بدأ يصرخ بشكل لايصدق كأنه يعلم ان هناك شيء حدث، رفعت رأسها، حدثتها، صفعتها، لكنها لم تجب، صرخت لكن الحقيقة انها رحلت نحو السماء، وكانت ضحية رفاق السوء، رحلت تاركة ملاكاً..

 واجهت قسوة الناس، وكانت تفوح منها البراءة الملطخة بالحزن.. هي حقاً من بين مرضاي، كانت استثناء جعلتني اعتزل ذاتي لفترة..

 رفقاً بهن يا بلدي لاتجعلوهن وئد الحياة ولاتكبلوهن في زنزانات مازلن عليها صغيرات.. 

الكآبة
الظلم
المرأة
قصة
صحة نفسية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    أبو كوثر الحمداني
    كربلاء2017-04-29
    احسنتم النشر. قصه أكثر من رائعة.

    آخر الاضافات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟

    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    آخر القراءات

    تعرف على أهم فوائد الفطر

    النشر : الأربعاء 27 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    شخصيات الطف.. واقع مفعل أم تاريخ يردد؟

    النشر : الأربعاء 08 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    قلل الاختلافات

    النشر : الأحد 26 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    نصف سكان الأرض لا يتناولون ما يكفي من 7 عناصر غذائية هامة

    النشر : الثلاثاء 01 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    النشر : الأثنين 16 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل لا يرتبط بالإعاقة الذهنية عند الأطفال

    النشر : الخميس 20 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 885 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 767 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 450 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 374 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 348 مشاهدات

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    • 330 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1355 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1342 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1215 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1143 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1066 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1063 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت
    • منذ 2 ساعة
    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح
    • منذ 2 ساعة
    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟
    • منذ 2 ساعة
    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة