• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الثانوية اول طريق لها نحو الهاوية..

هدى المفرجي / الأثنين 03 نيسان 2017 / منوعات / 2469
شارك الموضوع :

لماذا عليّ ان اعتذر عن كوني الوحش الذي أصبحت عليه الآن، في حين انهم لا يعتذرون عن جعلي هكذا..كل يوم وأنا أرى انظار تلك الحقودة ترمقني مع ابتسا

لماذا عليّ ان اعتذر عن كوني الوحش الذي أصبحت عليه الآن، في حين انهم لا يعتذرون عن جعلي هكذا..

كل يوم وأنا أرى انظار تلك الحقودة ترمقني مع ابتسامة ثغرها الجانبية وهمساتها لمن حولها، مازالت على هذا النحو منذ اسبوع، لاتفارق مسامعي اشاعاتها، ولا نظراتها لقد حطمتني وابعدت عني كل من حولي..

كل يوم أعود للمنزل محطمة واقرر عدم الذهاب والبقاء مع ذاتي المنكسرة؛ كانت الثانوية اول طريق لي نحو الهاوية..

كان هذا أولَ ردٍ لها حين سألتها عن سبب عزلتها، حين تكونين طبيبة نفسية وتستمعين لكثير من الحكايات يومياً، وربما الاكثر منها يكون ممن هم كبيرون في السن، لكن حين تكون الحكايات لفتيات بعمر الزهور فهذا اكثر ما يثير الانتباه، وهذه الفتاة جعلتني ارنو اليها وهي تحاول انتزاع قناع الالم الذي يسيطر عليها، ثم ذهبت وخطواتها متثاقلة وهي تحمل حقيبتها بشكل مبعثر كأنها لا تريد الحياة، هي قليلة الكلام لكن مجرد ردها علي هو انجاز بحد ذاته، بتُ افكر كثيراً، كيف سأخرجها من عُزلتها هذه، كيف لها ان تسرد قصتها كي اساعدها لانتزاع  قناع الألم؟

مرت عليها جلستين ولم تأتِ انها الجلسة الثالثة الساعة العاشرة والنصف إنه موعدها، هل ياترى ستأتي؟؟ طُرق الباب، انها المساعدة تُخبرني بزيارة مريض آخر.

- تفضلي

- دكتورة انها ندى سلمان..

دعيها تتفضل، لم أُصدق انها أتت، كدت أفقد الامل بعودتها.. ها هي قد أتت بخطواتها المتثاقلة وشكلها شبه المبعثر وروحها المنكسرة، إنها ندى، وأي ندى، ندى الحزن..

أشرت لها بالجلوس على السرير، فهي من أول زيارة لفتت انتباهي وبتُ اعلم انها شبه تتكلم…

- كيف حالك ياندى؟

-  أجبروني على المجيء، وانا لا أحبذ هذا فأنا لستُ مجنونة، بل تفكيركم هو المجنون..

- اهدئي يا ندى وعدِّيني صديقة لك

-  الاصدقاء بالنسبة لي؛ مسمى يقودنا نحو الهاوية..

- اممم، اذاً لأكون اخت لك

- لكن الاخت كذلك تركتني بين ايديهم ولم تدافع قط عني، تركتني لأكون ضحية تفكيرهم وأسيرة خطيئتي…

- اذاً لأكون أي شيء، اعتبريني دفتر لمذكراتك فالكلام حقاً يريح..

 - ومن قال انا لا اتكلم! داخلي براكين من الكلام، كل يوم أتكلم مع ذاك الشبح الذي يراودني يومياً وانا أجلس وحيدة..

- أي شبح يا ندى وهل ترين اشباح!! 

- أنا لست مجنونة، وأنا فعلاً أرى شبح تلك الطفلة التي قتلتها ألسن الناس والثقة المطلقة، تلك الفتاة البريئة التي طالما نادت علي وصرخت بألّا اتبع تلك الفتيات..

- نعم ندى اكملي أي فتيات..

 - أي فتيات من قال فتيات، انا سأذهب مع السلامة…

لم امنعها، فعلاً قد انتهى وقتها، لكن حتى الآن لم تكمل الاطروحة لدي، كيف سأعالجها وهي باتت ترى نفسها قبيل الخطيئة، وماهي تلك الخطيئة؛ هل يا ترى… لا اعلم، آمل ان تأتي مرة ثانية…

غادرتني كما غادرتني أول مرة، آه من تلك المتثاقلة، لاتزال صغيرة على أن تكون بهذا البرود لاتزال بعمر الزهور...

عدتُ للبيت بعد يوم طويل من التعب، وضجيج المرضى، وضعتُ رأسي على الوسادة علّني أغفو قليلاً، إنها ندى أراها تنادي علي، وتصرخ: ساعديني، بصوتها المبحوح، هي تبعدني بحفرة عميقة، كيف سأصل لها، صرخاتها تكاد تفقدني السيطرة، صحوتُ على رنين الهاتف، إنهن الصديقات لا ارغب بالذهاب لأي مكان، فالحلم بات يكون وسواس عندي!! ما قصتها أريد ان اراها، اتصلت بالمساعدة وطلبت عنوان ندى سلمان، غيرتُ ملابسي ما إن وصلني العنوان ذهبتُ على فوري، انها قرابة الثامنة مساءاً، وصلت وطرقت الباب، خرجت والدتها تفاجئت من قدومي رحبت بي على اكمل وجه و دخلت، طلبت منها رؤية ندى قالت لي: تفضلي سأناديها، طلبتُ أن اذهب انا اليها، أخذتني وأنا اسير وراءها الى الاعلى في نهاية الممر، انه مظلم شيء ما.

قالت: نعتذر ف ندى لا تحب الانوار الكثيرة.

اشعر بطاقة سلبية هنا راودني الخوف لشيء ما، طرقت الباب، وذهبت امها لكن لم تجب ندى، فتحته قليلاً، كانت تجلس منحنية تضع رأسها بين قدميها، رفعته واذا بوجهها الشاحب وعينيها ذات البريق الغامق كأنها حكاية مات صاحبها… نظرت يمينها، هناك رضيع، نظرت لي بنظرة حزينة جداً ونظرت للطفل ثم سالت دموعها كأنها شلال يتدفق وسط نور خافت، تقطع وتيني هل هي متزوجة؟ هل هي ام؟ من هذا الطفل؟ في خاطري اسئلة كثيرة يمنعني التسرع من السؤال فهي ليست مفرطة في الحديث…

ثم بادرت بالحديث قائلة:

انه السجن، هذا الطفل هو سجني الذي يمنعني من المغادرة نحو السماء، اخشى تركه للحياة دون أم بعد ان تركني اباه بسماع احاديث تلك الحقودة التي تسمى بالصديقة فهي لم تكتفِ بطردي من المدرسة بل طردتني من كل حياتي..

ثم اجهشت بالبكاء، اسرعت نحوها احتضنتها، شهقاتها تسحب بوتيني الى الخارج اكاد ابكي وانظر للطفل كأنه ملاك من السماء، قلت لها: تحدثي ياندى لتستريحي، باتت كلماتها تخرج من حنجرة ممزقة واصوات لا أميزها ما بين شهيق الألم والزفير، كأن روحها تخرج من جسدها قائلة: كل روايتي بدأت من اتصال هاتفي، وكلمة احبك، تطورت للقاء ثم الى الهاوية، خشيت الاستمرار فما عدت احتمل تصرفاتهن البعيدة عن الاخلاق لكن بتنَ يُهدّدْنني ثم نشرن عني الاحاديث، فلم احتمل كثيراً حتى تشاجرت ثم طردوني من شباك عائلتي الى زنزانة الزوج ومن ثم الى واقع مرير انتهى بكلام قاس وكلمة (طالق)، بعدها علمت انها لم تكتفِ بخروجي من الدراسة بل سلبت حياتي، ندمت لأني لم استمع لتلك التي تتحدث داخلي، ندمت حقاً ثم شهقت بقوة: انا اكره الجميع، وصمتت..

عم السكون، لا اسمع نفسها، ما بها، حقاً بتُ اخشى ان اتحدث، دموعي حرقت وجنتاي، بصعوبة رفعت يدي لأرى وجهها والطفل بدأ يصرخ بشكل لايصدق كأنه يعلم ان هناك شيء حدث، رفعت رأسها، حدثتها، صفعتها، لكنها لم تجب، صرخت لكن الحقيقة انها رحلت نحو السماء، وكانت ضحية رفاق السوء، رحلت تاركة ملاكاً..

 واجهت قسوة الناس، وكانت تفوح منها البراءة الملطخة بالحزن.. هي حقاً من بين مرضاي، كانت استثناء جعلتني اعتزل ذاتي لفترة..

 رفقاً بهن يا بلدي لاتجعلوهن وئد الحياة ولاتكبلوهن في زنزانات مازلن عليها صغيرات.. 

الكآبة
الظلم
المرأة
قصة
صحة نفسية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    أبو كوثر الحمداني
    كربلاء2017-04-29
    احسنتم النشر. قصه أكثر من رائعة.

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    مفاهيم مغلوطة حول إنقاص الوزن.. احذري منها

    النشر : الأحد 15 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    ماذا نورث أطفالنا؟

    النشر : الثلاثاء 15 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    عزيزتي حواء.. لا هلاك مع الاقتصاد

    النشر : الأثنين 18 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    وما أدراك ما علي!

    النشر : الثلاثاء 05 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    أي الأعياد هو عيد الله الأكبر؟

    النشر : الأحد 02 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    نهضة وطن

    النشر : الأحد 01 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 36 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1229 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 443 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 432 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 414 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 409 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 403 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1326 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1229 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1178 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 767 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 645 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة