يستخدم تعبير ذات الرئة المقيحة لوصف شكل من التكثف الناجم عن ذات الرئة والذي يحدث فيه تخرب للمتن الرئوي بفعل العملية الالتهابية، ورغم أن تشكل خراجات مجهرية يُعتبر مظهراً تشريحياً مرضياً مميزاً لذات الرئة المقيحة إلا أن تعبير خراجات رئوية يقتصر عادةً على الآفات التي يوجد فيها تجمع كبير نوعاً ما موضع للقيح أو على التكهف (التجويف) المبطن بنسيج التهابي مزمن، حيث يجد القيح منها مخرجاً عبر انبثاقها على القصبة.
ويمكن لكل من ذات الرئة المقيحة والخراجات الرئوية أن تنتجا عن خمج في النسيج الرئوي السليم سابقاً بالعنقوديات المذهبة أوالكليبسيلا الرئوية وهي بشكل فعلي ذوات رئة جرثومية بدئية مترافقة بتقيح رئوي، وتحدث ذات الرئة المقيحة والخراجة الرئوية بالشكل الأكبر بعد استنشاق مادة خمجة خلال العمليات المجراة على الأنف أو الفم أو الحلق تحت التخدير العام أو بسبب استنشاق القيء خلال التخدير أو السبات، وفي مثل هذه الظروف قد يكون الإنتان الفموي الكبير عاملاً مؤهباً، وتتضمن عوامل الخطر الإضافية لذات الرئة الاستنشاقية الشلل البصلي أو شلل الحبال الصوتية والأكالازيا أو القلس المريئي والكحولية، كما أن مستخدمي الأدوية الوريدية معرضون لخطر خاص لحدوث الخراجة الرئوية بالترافق غالباً مع التهاب الشغاف الذي يؤثر على الصمامين الرئوي ومثلث الشرف، ويمكن أن يسبب استنشاق المحتوى الحامضي للمعدة لداخل الرئة ذات رئة نزفية شديدة تختلط غالباً بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
المظاهر السريرية لذات الرئة المقيحة
الأعراض:
سعال منتج لكميات كبيرة من القشع والذى يكون أحياناً كريه الرائحة أو مدمى.
الألم الجنبي شائع.
يحدث التقشع المفاجئ لكميات غزيرة من القشع كريه الرائحة إذا انبثقت الخراجة إلى القصبات.
العلامات السريرية:
حمى مرتفعة متقطعة.
اضطراب جهازي عميق.
تبقرط أصابع قد يحدث بسرعة 10-14 يوم.
فحص الصدر عادةً يظهر علامات التكثف (التصلد) أما علامات التكهف فنادراً ما توجد.
الاحتكاك الجنبي شائع.
يمكن أن يحدث تدهور سريع في الصحة العامة مع فقد وزن واضح إذا لم يعالج المرض بشكل كاف.
يمكن للخمج الجرثومي المتراكب على احتشاء رئوي أو انخماص فصي أن يؤدي أيضاً لذات رئة مقيحة أو خراجة رئوية.
تتضمن المتعضية أو المتعضيات المعزولة من القشع العقديات الرئوية والعنقوديات المذهبة والعقديات المقيحة والمستدميات النزلية وفيبعض الحالات الجراثيم اللاهوائية، لكن في كثير من الحالات لا يمكن عزل عوامل ممرضة خصوصاً عندما تكون الصادات قدأعطيت.
المظاهر الشعاعية الصدرية:
تتواجد كثافة متجانسة فصية أو شدفية تنسجم مع التصلد أو الانخماص وإن وجود كثافة شديدة واسعة والتي قد تتكهف وتعطي لاحقاً مستوى سائلي يعتبر أمراً مميزاً عندما توجد خراجة رئوية صريحة، وقد تُخمج فقاعة ناجمة عن النفاخ الرئوي وموجودة مسبقاً وتبدو ككهف يحتوي مستوى سائلي هوائي.
التدبير:
إن المعالجة الفموية بالأموكسيسللين 500 مغ كل 6 ساعات فعالة في الكثير من المرضى، وعندما يشتبه بخمج جرثومي لاهوائي(مثلاً) من خلال نتانة القشع فيجب إضافة الميترونيدازول الفموي 400 ملغ كل 8 ساعات وعموماً ينبغي تعديل المعالجة المضادة للجراثيم تبعاً لنتائج الفحص الحيوي المجهري للقشع، وقد تكون هناك ضرورة للمعالجة المديدة لـ 4-6 أسابيع في بعض المرضى الذين لديهم خراجة رئوية، وإن استئصال أو معالجة أي آفة داخلية سادة للقصبة يعتبر أمراً أساسياً.
وعلى خلاف ذات الرئة المكتسبة بالمجتمع غير المختلطة، فإن المعالجة الفيزيائية قيمة جداً وخصوصاً عندما تتشكل كهوف خراجية كبيرة، وقد لا يكون من الممكن نزح (تصريف) كهوف الفصوص السفلية بدون إجراء سعال وضعي في وضعيات التصريف.
توجد استجابة جيدة للمعالجة في معظم المرضى ورغم أن التليف الباقي وتوسع القصبات تعتبر عقابيل شائعة إلا أنها قلما تحدث مراضة خطيرة، وإنّ الخراجات التي تخفق في الشفاء رغم المعالجة الطبية تتطلب مداخلة جراحية.
اضافةتعليق
التعليقات