يشهد الأشخاص الذين يعانون من سوء نظافة الفم تقلصًا أكبر في الحُصين hippocampus (وهو جزء من الدماغ مرتبط بمرض الزهايمر). وقال الدكتور ساتوشي ياماغوتشي، من جامعة توهوكو في سينداي: "إن فقدان الأسنان وأمراض اللثة شائعان جدًا، لذا فإن تقييم وجود صلة محتملة بالخرف أمر مهم للغاية، ووجدت دراستنا أن هذه الحالات قد تلعب دورًا في صحة منطقة الدماغ التي تتحكم في التفكير والذاكرة ."
ويعاني نحو 900 ألف بريطاني من الخرف، ويتوقع الخبراء أن يرتفع العدد إلى 1.6 مليون بحلول عام 2040. ويعد مرض الزهايمر الشكل الأكثر شيوعا للحالة، ويعتقد أنه ناتج عن تراكم البروتينات في الدماغ، بما في ذلك بروتين تاو وبروتين الأميلويد.
يعاني معظم البريطانيين من شكل من أشكال أمراض اللثة؛ إذ إن التهاب اللثة هو النوع الأكثر شيوعًا، حيث يؤثر على حوالي 55 في المئة من البالغين. وهو ناتج عن التهاب الأنسجة حول الأسنان التي يمكن أن تسبب انكماش اللثة وتَرْقق الأسنان. كما أظهرت الأبحاث السابقة أن التهابات اللثة والأسنان يمكن أن تسبب التهابًا في الدماغ، مما قد يؤدي إلى الخرف. وتُظهر الأبحاث أنه يتسبب أيضًا في زيادة خطر حدوث مضاعفات مرتبطة بأمراض القلب مثل الذبحة الصدرية أو قصور القلب أو النوبات القلبية.
نظرت الدراسة الأخيرة التي نُشرت في مجلة Neurology، في كيفية تأثير أمراض اللثة على حجم أجزاء العضو المرتبطة بالمرض. حيث تتبع الباحثون 172 شخصًا بمتوسط عمر 67 عامًا لم تكن لديهم مشاكل في الذاكرة في البداية. خضع المشاركون لفحوصات الأسنان واختبارات الذاكرة ومسح الدماغ في البداية ومرة أخرى بعد أربع سنوات لمعرفة كيف أثرت نظافة الفم على خطر الإصابة بالخرف. ووجدوا أن الأشخاص المصابين بأمراض اللثة أو الأسنان المفقودة شهدوا تقلصًا أسرع في أدمغتهم مقارنة بأولئك الذين لديهم لثة صحية.
كانت مشاكل تقلص الدماغ في الأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة الخفيفة والذين لديهم سن واحد أقل معادلاً لما يقرب من عام واحد من شيخوخة الدماغ. بينما كانت تقلصات الدماغ لدى الأشخاص المصابين بأمراض اللثة الشديدة والذين فقدوا أسنانهم تعادل 1.3 سنة من شيخوخة الدماغ.
وقال الدكتور ياماغوتشي: "هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على صحة الأسنان وليس مجرد الحفاظ على الأسنان حيث تشير النتائج إلى أن الاحتفاظ بالأسنان المصابة بأمراض اللثة الشديدة يرتبط أيضا بضمور الدماغ." تشير النتائج الى أهمية التحكم في تطور أمراض اللثة من خلال زيارات الأسنان المنتظمة، كما يلزم خلع الأسنان المصابة بأمراض اللثة الشديدة أو استبدالها.
اضافةتعليق
التعليقات