عيّن علماء الأحياء (البيولوجيون)، في كامل أنحاء العالم الطبيعي - آلافاً من استراتيجيات العلاقات المتبادلة المصمَّمة للحفاظ على السلام. يمكن اختصار هذه الاستراتيجيات بكلمتين التواصل التعاوني ما نأخذه، ما نتشارك به، وحجم ما من أجل البقاء، لا بدّ من وجود توازن بين حجم وحجم نعطيه للآخرين الذين لا يستطيعون إعالة أنفسهم.
ولكن السؤال هنا هل أن جميع الكائنات الحية تتواصل وتتعاون؟ ليس البشر وحيدين في التواصل التعاوني بعضهم مع بعض على هذا الكوكب. وفقاً للبيولوجي جويل ساتشز، في جامعة كاليفورنيا، فإنّ التعاون "يعمّ كلّ مستويات المنظمة البيولوجية".
فحتى البكتيرية الأكثر بدائية تُظهر سلوكاً اجتماعياً مدهشاً تحكمه أشكال محدّدة من التواصل الكيميائي. والواقع أنّ بإمكان النباتات أن تتواصل بعضها مع بعض بطرق تشبه تلك للبشر على نحو لافت. تتواصل أشجار الحور، والبندورة، وفاصوليا ليما في ما بينها - عبر الهواء وعبر جذورها - ويمكنها حتى أن تتواصل مع أنواع مختلفة من النباتات والحيوانات، والكائنات المجهرية. مثل البشر، تستخدم النباتات استراتيجيات التواصل خاصتها لتتعاون بعضها مع بعض ولحماية نفسها من الأعداء.
على سبيل المثال، يمكن فعلياً لبعض النباتات أن "تصرخ طالبة النجدة" عندما يتم أكلها من قبل حيوان عاشب، ويمكن لصيحاتها أن تجذب حيوانات لاحمة. ويبدو حتى أنّ بعض النباتات تملك القدرة على "الاستماع"، بينما تبدو نباتات أخرى صماء. لا تستخدم النباتات الكلمات، ولكنها تملك بالفعل مُستقبلات إشارية وممرات مشابهة لشبكات التواصل الحادثة في الدماغ البشري.
للنباتات أيضاً شكلها الخاص من الكلام الداخلي. على سبيل المثال، يمكن لبعض النباتات استعمال شبكاتها الوعائية لإرسال إشارات هرمونية لأجزاء أخرى من النبتة. يطلق علماء الأحياء على هذه العملية اسم "تواصل" النبات البيني (أو الضمني)"، ولكن بالنسبة إلينا، فإنّ هذه العملية تذكرنا بأنّ التواصل يحدث عبر مستويات عديدة غير لفظية؛ ليس فقط في النباتات، بل أيضاً في البشر.
اقترح جيمس لافلوك في كتابه، غايا Gaia، أن الأرض بأكملها تمثل كائناً حياً بنظام تواصل خاص يعمل لإحداث كائن حي تكاملي تعاوني في جميع أنحاء الآخرين. الأرض. ومع ذلك، وخلافاً للنباتات ومعظم الكائنات الحية الأخرى على الأرض، بإمكاننا نحن فقط، كبشر، أن نختار بوعي زيادة مستوياتنا من التواصل بتغيير الطريقة التي نتواصل بها مع التعاون البشري والتجاوب (الرنين) العصبي باختصاره إلى أساسياته، يشتمل التواصل على النقل الدقيق للمعلومات من دماغ إلى آخر. نحن نقوم بهذا من خلال عملية التجاوب العصبي، ويحدث التعاون كلّما استطعنا أن نحاكي أكثر النشاط العصبي في دماغ الشخص الآخر.
اضافةتعليق
التعليقات