مع اول شهقة لكَ في هذه الحياة، تبدأ برهة عمرك بالبكاء، لتلمس من الحياة عناء السنين الآتية، ومجرد وجودك في هذه الحياة هي دلالة كافية على إختلاق الهم والمشاكل، فقط لو اعلم ان السلبية التي توزعها على الناس في هذا الصباح الجميل لمن يذهب ثوابها لكنت ارتحت!.
تنظر الى العالم وكأنك تفضلت على البشرية بوجودك بينهم!، عفواً منك، لم انتبه انك من الصنف الملائكي وفوق رأسك ريشة بيضاء!، تنظر الينا بوجهك العبوس، وتوزع النكد على الناس بشكل مجاني، لا يعجبك شيء، وتنهال على كل من حولك بالشكوى والأنين.. وكأنك الشخص الوحيد الذي يمر بظروف قاسية.
يا صديقي لا احد يعيش هانىء البال، فالحياة يومان، لا تستحق ان تعذب نفسك ومن حولك بظروف ومشاكل لاعلاقة للناس فيها، واعلم جيداً بأن الإنسان المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه، تنح عني انت وكبتك الذي بات يصنع مني نسخة تشبهك!.
وهنالك الكثير من صنف صديقي في هذا العالم، ما ان يجدوا شخص يسأل عن حالهم، حتى تجدهم ينهالون عليه بالنكد والشكوى.. ويشتكون من ادق التفاصيل التي تحصل في حياتهم، وينسون النعم التي وهبها الله اياهم، ولو فرشت لهم الأرض ذهباً لما عجبهم الأمر.
هذا الصنف البشري غالباً ما ينظر الى نصف الكأس الفارغ، ويتغاضى عن النصف المملوء، حاول أن توضح له النصف المملوء وتصبح له مرآة التفاؤل، واشرح له عن البهجة والحب بين الناس، (طبطب) على ظهره وحاول ان توضح له بإن الإسلام والقرآن يحثان على التفاؤل والبهجة، ويذمان النكد والحزن، واذا لم يجدِ الأمر نفعاً، اجعل بينك وبين هذا الإنسان مسافة كبيرة كي لا تنتقل عدوى النكد اليك.
وغالباً ما تدل هذه الحالة على الطبيعة البشرية السلبية، فتجد هذا النوع من البشر يفتقرون للإيجابية والحيوية، ويعيشون حالة صراع وعتب مع النفس، وهنالك احتمال كبير بأن تستمر هذه الحالة مع الإنسان مدى العمر، اذا ما سعى الإنسان في تغيير نفسه والحذو نحو السلوك الإيجابي، او تعود الى حالة أخرى الا وهي الإجهار بالحزن، فالبعض يجد من الحزن الوسيلة التي يكسب من خلالها عطف الآخرين، فنجدهم يستخدمون الحزن كموضة سنوية في لفت أنظار الناس، ولكنهم غافلين بأن الموضة في تغيير مستمر، وموديل الحزن الذي يلفت انتباه الناس اليوم، لن يثير إهتمام احد في الغد!.
وغافلين بأن الإنسان في طبعه ينفر من الإنسان السلبي، وغالباً ما يتجه نحو الناس البشوشين، الذين يوزعون الإبتسامة على الناس بلا ثمن ولا مصلحة، ويتركون الحزن في قلوبهم، لأنهم مؤمنين بأن الألم لا يؤلم سوى من به الألم، والإبتسامة بوجه الناس صدقة.
اضافةتعليق
التعليقات