سأضع في أذني سماعتي وأستمع ما يجعلني أبتسم، وسأرقص على نغمات تلك الأغنية وذلك المغني وذاك الشاعر، ولأغني معهم وأتمايل برأسي يميناً ويساراً، كي أعيش لحظة فرحي وسأنسى كل شيء، وسأرفع صوته بأذني فأنني أحب هذه الأغنية وتلك الأغنية الجميلة، سأكون مثل الطير الطائر يغرد بفرح و(وناسة) وأردد كلماتها الرائعة التي أذوب بسماعها.
وسوف أقضي الليلة في سماع الاغاني وأنا مستلقي في فراشي أتمتع بمشاهدتها، وهكذا أقضي وقتي لا يهمني أحد.. وسوف أستمتع بكل لحظة، وحين أسمعها ترتاح نفسي، وكما قالوا: الموسيقى تهدأ الروح والنفس، وهي تبعث لي بالسعادة والمرح في حياتي.
حياتنا اليوم وهذا الجيل الشبابي الذي يسير إعوجاً في مسيره، لا يبالي ولا يهتم، ولا يريد أن يتعلم ويعرف الخطأ والصحيح، يعيش حياته بسماع الاغاني التي تلوث روحه التي أعطاها الله له، ليس ليلوث فيها أذنيه بسماع تلك الأغنية التي تزيل الروحانية من نفسه وروحه.
فالشباب والتكنولوجيا يتحدون مع الاستخدام الخاطئ لها، فأجد شبابنا يجعل تلك الاغاني عالقة في سمعه وبصره ويرددها في كل مكان وحتى قام بحفظ مقاطع منها.
فحين أركب سيارة سواء كانت خاصة أو سيارة الأجرة أي (التاكسي) أرى صوت المذياع عالياً في كل سماعة وضعت في السيارة، وتبدأ الأجواء الصارخة والضوضاء والرقص والتمايل بهز الجسد.. حتى في شوارعنا ونجد الموسيقى في الزفاف، حيث يخرجون من تلك السيارات ويتراقصون فيما بينهم والصوت مرتفع جداً، ولم يكن هناك اهتمام للناس.
ذات مرة كنت ذاهبة عصراً لزيارة (خطوة للإمام علي، عليه السلام)، الموجودة في البصرة وحينما نزلت من سيارتي ووصلت لعبور الشارع ودخلت باب الخطوة، فاذا بي أسمع صوتا يأتي من بعيد، سيارات مسرعة وصوت المسجلات العالي، فنزل الشباب وقاموا برفع الصوت والرقص وكان ذلك أمام خطوة.
أهذا ما تعلمناه من إمامنا علي عليه السلام؟، لا والله ليس بهذا أبدا، بل إننا ندعي حبه وعشقه والسير في طريقه ومنهجه، كلا ليس نحن ولا ذرة منه كيف نفعل هذا إذاً! فالشباب اليوم يظنون أنهم يفعلون الصحيح بفعلهم هذا، وهذا ما يسمونه أو يقولون عنه: (خلي نتونس).
يعتقد هؤلاء ان الراحة النفسية تكمن في سماع الاغاني، كلا بل بسماع صوت القرآن وذلك الصوت الشجي للقارئ الذي يدخل صوته إلى مسامعنا، فتذوب الروح والنفس بكلمة واحدة من آية واحدة، فحين نضعها في أذننا تلهم الروح بالطمأنينة وتعود الحياة في أنفسنا وتجعلنا نستفيق بذكره أكثر فلا نبحث عن السعادة ونحن من يبتعد عنها.
بذكره تسعد.. بذكره تزداد حباً له.
اضافةتعليق
التعليقات