في يوم الجمعه ١٣ من رجب هل شق جبل ام شقت الارض ام شقت الكعبة، بشق جدار الكعبة ولد وصي النبي (ص)، فشقه ابلغ واوضح دليل على خرق العادة ((طابت وطاب وليدها والمولد)).
اذا الوليد خرج من بيت الله ماذا يسمى ((وليد الكعبة)) من سمي مثله غير الامام علي فأول مبتسم في وجه النبي عند خروجه من الكعبة كانه ابن سنة، الطفل الذي اختار له الله الكعبة مولداً وانطق لسانه يوم ولادته لامانع ان يلهمه الله شيئا من كتاب الله المخلوق في السماء.
ففي خطبتة الجليلة المعروفة بالقاصمة قال عليه السلام: ((انا وضعت في الصغري بكلاكل العرب وكسرت نواجم قرون ربيعه ومضر وقد علمتم موضعي من رسول الله (ص) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة وصنعة في حجره وانا ولدٌ وضمني الى صدره ويكنفني الى فراشه ويمسني جسده وشمني عرقه)).
فالرسول انتخبه لنفسه واصطفاه الله عز وجل، لم يقنع لمولانا علي عليه السلام بهذه الغاية الجليلة وزاده من القوة الإلهية والقدر الربانية حتى فدى رسول الله بنفسه الشريفة، فهذا لا يحتمله قوة البشر فهي كانت اسباب التمكين لرسول الله ماجرا من السعادات والعنايات بنبوته ومشاركاً له في كل خير.
ففعله استمرار للرسالة وتضحيته روح المقاومة التي عرف بها ابن عمه فهو حبيب رسول الله وكيف لا يكون ذلك، الدليل عند هجرته انتظره بعد وصوله الى المدينة المنورة بقباء خارج المدينة شوقاً لقدومه مع اصرار الاخرين عدم الانتظار، قال رسول الله (ص): (( كلا لست اريم حتى يقدم ابن عمي واخي في الله واحب اهل بيتي فقد وقاني بنفسه، فوافى عليٌ (ع) بعد ١٥ يوماً وقد تفطرت قدماه فاعتنقه الرسول (ص) وبكى رحمتاً لما بقدميه من الورم وتفل في يديه وامرهما على قدميه فلم يشتكيهما من ذلك ابداً.
فبمن اقترن وكبر نسل النبي إلا من النور الاكبر الذي كان يشع ليلاً ونهاراً في بيت النبي فهي الزهراء (ع) حيث قال تعالى: ((وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسعٌ عليم)).
في يوم قال امير المؤمنين لرسول الله انك اخذتني من عمك ابي طالب وفاطمة بنت اسد وانا صبي فغذيتني بغذائك فأحب يا رسول الله مع ماشدّ الله عضدي بك ان يكون لي بيت وان يكون لي زوجة اسكن اليها وقد اتيتك خاطباً ابنتك فاطمة (ع) فقالها بعد خجل، وكان المبادر بذلك رسول الله (ص) لانه يعلم ما في سريرة علي عليه السلام من كلام وان الله زوجهما في السماء قبل ان يتزوج بالارض.
فجهاد علي (ع) لامثيل له، فهو اول مجاهد وشاهر سيفه في وجه الاعداء دفاعاً عن رسول الله والاسلام وحافظ على النفوس والاموال ولكن ابغض شيء عند الاسلام هو إراقة دماء البشر وسلبهم نعمة الحياة، فهو له الحظ الاوفر والنصيب الاكثر من الشجاعة ومقاتلة الابطال اذ استمد قوته من رسول الله (ص) فهنا ليس القصد بان الامام علي (ع) سفاكاً للدماء.
ان ايمان علي بالله كان فوق كل غريزة مع انه كان شاباً والشباب اكثر تعلقاً بالحياة فهو لا يجبن هو يستقبل الموت برحابة صدر ويهرول في الحرب جانب العدو فهو سيد المجاهدين، ففي بدر قتل فيها ٧٠ قتل نصفهم، وقتل المسلمون والملائكة النصف الاخر فالكل يخاف سيفه، عندما قالت عائشة للزبير ((تخاف سيوف ابن ابي طالب فإن خفتها فلقد خافها الرجال من قبلك)) فقال الزبير (( ذكرني علي (ع ) شيئا سمعته من رسول الله فحلفت أن لا اقاتله ولكنهم قاتلوا الامام علي (ع ) فباثناء المعركة اخذ امير المؤمنين المصحف بيده وقرأه عليهم قال تعالى ((وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت احدهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفيء الى امر الله)).
علي انت الحق واليقين والايمان القويم، من مثلك بعد رسول الله بايمانه وعلمه وتقواه وقوته، فلذلك قال رسول الله (ص): علي مع الحق والحق مع علي (ع) ونحن على ولاية الحق والتي باذن الله تعالى نحشر معهم وبحبهم نرجوا النجاة من الله.
اضافةتعليق
التعليقات