يتوقف النمو عندما تفقد قوة الشد بين مكانك الحالي والمكان الذي يمكن أن تكون فيه " فقط ضعيف الأداء هو من يكون دوما في أفضل حالاته" (دبلیو سومرست موم).
عندما كنت طفلا يكبر، أحببت الرياضة وكنت رياضيا جيدا، اكتشفت كرة السلة في الصف الرابع، وأصبحت شغوفا بها، استمررت في لعب كرة السلة حتى المدرسة الثانوية. وكمعظم الشباب في الجامعة، كنت نشيطا ولائقا بدنيا إلى حد ما، وفي العشرينات، استمررت في ألعاب كرة السلة مع الأصدقاء وأضفت رياضة الجولف إلى روتيني. ولكن مع تقدمي في عملي ووصولي إلى سن الثلاثين والأربعين، لم أتمرن وأهتم بصحتي كما ينبغي. ودفعت ثمن ذلك عندما أتممت عامي الحادي والخمسين وأصبت بأزمة قلبية.
منذ ذلك الوقت، أصبح التمرين جزءا منتظما من روتيني اليومي، لعدة سنوات قمت بالمشي أو الجري على آلة الجري، كنت أحيانا أمارس رياضة الجري في بعض مسارات الجولف عندما ألعب مع الأصدقاء، ومنذ حوالي خمس سنوات، انتقلت إلى السباحة، محاولا أن أوفر ساعة للتمرين في المسبح كل يوم. وفي الآونة الأخيرة، بدأت أقوم بتمارين البيلاتس مع مارجريت. حيث تركز هذه التمارين بشكل أساسي على بناء عضلات تتمتع بالقوة والمرونة. وللوصول إلى تلك المرونة، تؤكد هذه الرياضة على إطالة وتمديد العضلات. وجدنا الأمر مفيدا للغاية ويؤتي ثماره.
أعتقد أني حاليا أتمتع بأفضل لياقة بدنية منذ خمسة وثلاثين عامًا. سلسلة من التمددات بينما كنت أستعد لكتابة هذا الفصل، تذكرت كافة خبرات التمدد المهنية التي كان عليّ أن أقوم بها على مدار مسيرتي. أحد الاقتباسات المفضلة لدي، والذي جمعتها في سن المراهقة يقول: "هدية الله لنا: قدراتنا الكامنة. وشكرنا لله: تطويرها". كيف لنا أن نقوم بذلك؟ بالخروج عن نطاق راحتنا. ومن خلال التمدد المستمر؛ ليس، فقط جسديا ولكن ذهنيًا، وعاطفيا، وروحانيا أيضا. فالحياة تبدأ خارج نطاق راحتنا ونحن نصل إلى هناك عن طريق التمدد.
عندما أتممت ستين عاما، تهيأت للتقليل من العمل. انتقلت إلى مناخ مشمس ودافئ أحببته. وقد أنعم الله علي من الناحية المادية. كان لدي أحفاد، وهي أروع هدية يمكن أن يحصل عليها المرء في هذه الحياة. كنت لأستمر في الكتابة وإلقاء الخطب، ولكن ليس بنفس المعدل السابق. كان هذا مثل موسم الحصاد بعد عقود من العمل. ولكن ظهرت لي بعض الفرص. كانت كتبي الآن يتم نشرها من قبل مسئول نشر جديد. كنت على مقربة من بدء شركة تدريب. وكانت الفرصة متاحة لي لاستعادة السيطرة على المواد العلمية الخاصة بالتدريب والتطوير التي كنت قد وضعتها على مدار العقد الماضي. ما الذي كنت لأفعله؟ كان الأمر يعني التمدد مرة أخرى، ولكني كنت راغبا في اغتنام الفرصة؛ وقبول التحدي. وأنا سعيد للغاية لأنني قمت بذلك. دخلت في موسم آخر لغرس البذور، بدلا من الاكتفاء بالحصاد. أعتقد أن الأمر سوف يتيح لي الفرصة لمساعدة المزيد من الأشخاص أكثر مما كنت لأساعدهم إن كنت ببساطة قللت من معدل عملي. فوائد قوة الشد منذ عدة سنوات، وأثناء إحدى الجلسات التي قمت بإلقائها في مؤتمر عن القيادة، وضعت شريطا مطاطيا على طاولة عند كل شخص من الحضور. ثم بدأت الجلسة بطرح سؤال حول كافة الطرق التي قد يفكر بها الناس لاستخدام هذا الشريط المطاطي. وفي نهاية وقت النقاش، طلبت منهم إن كانوا يستطيعون تحديد العامل المشترك الوحيد بين كل استخداماتهم. ربما أنك خمنت ماذا كان هذا العامل المشترك: الشرائط المطاطية لا تكون مفيدة إلا إذا تم مدها! هذا ينطبق علينا أيضا.
القليل من الناس يريدون أن يمددوا أنفسهم
هناك طرفة عن عامل ماهر فيما مضى يدعى سام والذي عرض عليه وظيفة بدوام كامل من قبل مالك طاحونة كان يواجه مشكلة مع فئران المسك عند السد التابع للطاحونة. فطلب المالك من سام أن يخلص الطاحونة من الحشرات حتى إنه زوده ببندقية ليتمكن من تأدية الوظيفة. طار سام فرحًا لأن ذلك كان أول عمل ثابت براتب منتظم يحصل عليه. في يوم ما بعد عدة أشهر، جاء أحد أصدقاء سام لزيارته. ووجد سام جالسا على العشب على ضفة النهر واضعا البندقية أمام ركبتيه. فسأله صديقه: "مرحبا يا سام. ماذا تفعل؟". "أقوم بعملي، وأحرس السد". "من أي شيء تحرسه؟".
"فئران المسك". نظر صديقه إلى السد، وفي تلك اللحظة ظهر أحد فئران المسك. تعجب صديق سام وقال له: "ها هو أحد الفئران! أطلق عليه النار!". لم يحرك سام ساكنا. وفي هذه الأثناء، اندفع الفأر مسرعًا. "لماذا لم تطلق عليه النار؟". جانبا قائلًا "أنت تطرح "هل جننت؟". أجابه سام: "هل تعتقد أنني أرغب في أن أخسر وظيفتي؟". ربما ترى هذه النكتة سخيفة، ولكنها أقرب إلى الحقيقة التي لا نود أن نقر بها.
أقول ذلك لأنني عندما كنت في الجامعة، كانت إحدى الوظائف التي أشتغل بها في مصنع تغليف لحوم محلي. وكانت وظيفتي هي تجميع أكوام اللحم في وحدات التبريد وأخذ الطلبات من الزبائن، ولكن كان يتملكني الفضول لمعرفة العملية كاملة وأردت أن أفهم كيف تسير. وبعد أن قضيت أسبوعين هناك، جاء بينس، وهو عامل يشتغل بالمكان لعدة سنوات، وأخذني لي: أسئلة أكثر من اللازم. كلما قلت معرفتك، قلت متطلبات عملك". وكانت وظيفته تتمثل في قتل الأبقار في المصنع. وهو كل ما أراد أن يقوم به. لقد كان شبيها بالشخصية الموجودة في فيلم كارتوني شاهدته عن Wall Street Journal والذي قام بإخبار مدير شئون الموظفين قائلا: "أعلم أنني أملك مؤهلات زائدة، ولكن أعد بأن أستخدم نصف قدراتي فقط". يستخدم معظم الناس جزءا بسيطا جدا من قدراتهم ونادرا ما يسعون بجد للوصول إلى أقصى إمكانياتهم. فهم لا يبذلون أي جهد للنمو، ولا يملكون رغبة قوية للتمدد. للأسف، ثلث الثانوية العامة لا يقرءون كتابا آخر لبقية حياتهم على الإطلاق، وبالمثل فإن نسبة ٤٢ بالمائة من خريجي الجامعة لا يقرءون أي كتاب مطلقا الجامعة.
ويزعم الناشر ديفي جودين أن نسبة ٣٢ بالمائة فقط منسكان الولايات المتحدة هم من ذهبوا إلى أحد متاجر بيع الكتب على الإطلاق.
لا أعلم إن كان الدانة من خريجي الجامعة لا الناس على دراية بالفجوة الموجودة بين مكانهم أي كتاب مطلقا بعد الجامعة. الحالي وبين المكان الذي يمكنهم أن يكونوا فيه، خريجي بعد ولكن يبدو أن عددا قليلا نسبيا يقرأ الكتب لكي يقوموا بغلق هذه الفجوة.
اضافةتعليق
التعليقات