من نعم الله تعالى التي لا تحصى أنه خلق في داخل الإنسان قوه تشده نحو الجنس الاخر التي لولاها لما استمرت البشرية، فقد قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) (1)، وإن هذه الشهوة الجنسية مصدر خير على الإنسان إلا انها قد تتحول إلى نقطة ضعف تحرف الإنسان عن الإستقامة في مسيرة حياته، لذا جاء الشرع ليهذب هذه القوة الشهوانية لتبقى في دائرة الخير والصلاح وذلك من خلال تلبية هذه الغريزة عبر بوابة واحدة وهي الزواج، فقد قال تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (2).
فالحياة الزوجية ضرب من ضروب العلاقات الإنسانية الوطيدة، وهي أشد العلاقات ترابطاً وتلاحماً، فهي بحر عميق، له أساسيات يجب إتباعها للوصول الى شاطئ السعادة، والحياة الزوجية تخضع لسلوكيات وقواعد وفنون إنسانية تتطلب أن تمارس بمزيج من المهارة والحب والإيثار، وليس هناك زواج فاشل بل تعامل خاطئ أدى إلى فشل الزواج.
اذاً ما الذي يجب للزوجين فعله لحياة زوجية سعيدة؟
سنكشف بعض أسرار السعادة الزوجية:
اولا: الإحترام بين الزوجين أمر أساسي، وإن العلاقة المبنية على الإحترام لا يمكن لرياح الفراق أن تهزها، وفي الوقت الذي يختفى فيه الإحترام تبدأ العلاقة في الإنهيار ويسبب الكراهية والإحساس بأنه لا قيمة لزواجهما وكره التواجد معاً في مكان واحد حتى لا يتم الإحراج أمام الأخرين، ومن هنا نستنتج أن الإحترام يولد حباً للآخر وشوقا له وعدم القدرة على تركه حتى للحظات قليلة لأنه يرفع من معنويات الطرف الآخر.
ثانيا: ترك مسافة معينة ومدروسة بين الشريكين، تقول الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي:
(الحب هو ذكاء المسافة ألّا تقترب كثيراً فتُلغي اللهفة، ولا تبتعد طويلًا فتُنسى)، فتكون المسافة مدروسة بذكاء فلا تكون كبيرة جداً فتولد فراغاً ويصل الأمر إلى حد الإهمال ولا تكون قريبة جداً بحيث يتسلل الملل ويشعر الطرف الآخر بالإختناق والضيق.
ثالثا: اعطاء العلاقة خصوصية تامة وتجنب الإسراع بالشكوى إلى الأهل والأقارب لان ذلك يسمح لهم بالتدخل بين الزوجين، وقد يدفعهم في بعض الاحيان بتكوين انطباعات سيئة وخاطئة عن الشريك، وكذلك قد لا يغفرون بعض الخلافات والتي قد تمر بسلام كأي خلافات بسيطة في كل علاقة ولذلك يجب إبقاء المشاكل والأسرار بين الزوجين في طي الكتمان.
الحياة الزوجية السعيدة هي جنة لكلا الزوجين فما أروع أن يعيش الشريكان بحب وسعادة في منزل تخيم عليه المحبة وتظلله السعادة والتفاهم، فالحياة الزوجية السعيدة قرار لا يأتي بمحض الصدفة أو دون إصرار من الزوج والزوجة للوصول للإستقرار والأمان والسعادة.
اضافةتعليق
التعليقات