• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ابصروا النور فلم يبصروا

آلاء هاشم القطب / الأثنين 15 آب 2016 / حقوق / 2083
شارك الموضوع :

في لحظة من لحظات يخبئها القدر لا يعرف حينها الا من اهدى تلك الروح في احشاء ام تحمل طفلا لتسعة اشهر وما فوق ذلك بأيام...

في لحظة من لحظات يخبئها القدر لا يعرف حينها الا من اهدى تلك الروح في احشاء ام تحمل طفلا لتسعة اشهر وما فوق ذلك بأيام... تراقب فيه تقلباته التي يبدأها بنبضات يخبرها انه بدأ يلمسها فتبدأ مع تلك النبضات احاسيس الامومة بالنمو اكثر فاكثر وتزداد شوقا لساعة ولادته... تعد ايامها مع تقلباتها الليلية المزعجة والمصحوبة بآلام الثقل والتلكؤ فتعتصر احشاءها ألماً وينشرح قلبها شوقا.. 

تراقب التقويم لتشطب الأيام السابقة وتعد الأيام اللاحقة وكلها امل وبشرى، مستبدلة دعواتها وامانيها بدعاء واماني لطفل يدور بين احشاءها... نعم فالتغيير في فترة الحمل لا يقتصر على نوع الطعام والشراب والنوم والتعامل فالتغيير يشمل كل شيء حتى الدعاء..
انه فلذة الكبد وقطعة من الروح ومن سيغير الحال بأذن الله الى احسن حال.. فالاسم المجرد للأهل سيصبح مسبوقا ب (اب وام )، والأب والام سيصبحان جداً وجدة... امر يستحق الفرح.. ويستحق عناء البدء بالتحضير وشراء الملابس والمفروشات والهدايا.
الأماني معلقة على هذا الكائن الصغير.. فهو من سيزرع البسمة على شفاه هذه العائلة.. هو من سيملأ البيت بضحكاته العفوية.. وهو من سيركض بين هذا الجدار وتلك النافذة... وهو من سيجعل الجد الخمسيني او ما يفوق ذلك  يجري ويركض ويلعب معه وهو مبتسما وفخورا.
لكن للقدر نصيب من هذه الخطوات... فظلام الليل يخبئ تحت جناحه اسرارا تستبدل الفرح بالحزن والاماني باليأس...  فالصغير المولود هذه الليلة يحتاج لحضن غير حضن امه وسيترك فيه الى الصباح لتتحسن حالته..
يعز على الام فراقه ولكنها تتأمل بذلك خيرا... فهو محتاج لدفئ اكثر من دفئ احضانها هذه الليلة.. تركته مودعة وجهه الملائكي البريء في تلك الحاضنة يجاوره عدد من الأطفال يرافقونه ويسلون وحدته.
تخبرها مشاعر الامومة في داخلها بان خطب ما سيحدث، اوصت من يعمل على تلك الحاضنات بان يعتنوا بصغيرها، اخبرتهم بانه فرحتها الأولى وستتركه الليلة هنا مكرهة، فالتعليمات تقتضي بتركه وحيدا، تركته وعيناها تترقبان عيونه التي ما زالت مغلقة بعد، تحاول ان تخزن في ذاكرتها جميع تفاصيله الى حين عودتها في الصباح الباكر، لم تكن تعلم ان تلك النظرات ستكون الأخيرة
فبعد ساعات  قليلة شبت النيران واحرقت صغيرها بالكامل فاستبدلت ملامحه الجميلة بملامح مشوّهة، ولم يبقَ من بياضه الناصع شيئا، واستبدل فرحها بحزن سيبقى داخل اعماقها مدى العمر... فطفلها فارق الحياة بسبب الإهمال وتردي الخدمات في تلك المستشفى التي يذهب اليها كل من يحتاج الى عناية.
من اين تأخذ حق طفل ابصر النور ولم يبصر بعد، فساعاته القليلة التي عاشها لم تسمح له حتى بأن يلمس جسدها او يشم عطرها او يحس بدفئها، ولم تكن تلك الساعات كافية لتقدم له الحنان والأمان بعد كل تلك الأشهر الطويلة التي ترقبت بها مجيئه واستعدت بها لاستقباله، فكل شيء كان مستعاد لقدومه، قلبها مشاعرها جسدها منزلها أهلها.... الا وطنها احرقه في اول قطعة منه ولد فيها، ليحوله من ملاك ابيض يفوح منه اريج الطفولة وعبق الياسمين  الى قطعة سوداء تنبعث منها رائحة اللحم المحترق بنار أحرقت اجسادهم وقلوب اهاليهم.

الطفل
الأم
الموت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    لماذا أنجبتني؟

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    آخر القراءات

    دع العرافة تكتشف

    النشر : الأربعاء 28 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    رحلة إلى سويسرا: شعب يقدس احترام الوقت

    النشر : الخميس 08 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الروتين اليومي.. خطر محدق بنا دون ان نشعر!

    النشر : الجمعة 23 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كأمنّا خديجة

    النشر : السبت 23 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    يوم إتمام النعمة

    النشر : الأحد 01 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    قواعد للنجاح في اختيار الشريك

    النشر : الأثنين 05 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3743 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 455 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 365 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 313 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3743 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1346 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1324 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1193 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 867 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 852 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن
    • منذ 10 ساعة
    لماذا أنجبتني؟
    • منذ 10 ساعة
    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف
    • منذ 10 ساعة
    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • الأثنين 19 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة