اللانظميات البطينية تعرف بأنها خلل في وظيفة القلب الانقباضية ينجم عنها نقص الجريان الدموي المتدفق من القلب أو توقفه تمامًا في بعض الأحيان، أما الاضطرابات فهي تغير في نظم القلب ناجم عن اضطراب في عمل البطينات، المسؤولة أساسًا عن ضخ الدم من القلب إلى أنحاء الجسم المختلفة، تكون أحيانًا لا عرضية، في حين يشكل بعضها خطرًا مهددًا للحياة.
كيف تؤثر اضطرابات النظم في وظيفة القلب؟
يتألف القلب من أربع حجرات متصلة معًا: الأذينة اليمنى والأذينة اليسرى في الأعلى، والبطينين الأيمن والأيسر في الأسفل، يمر الدم من البطين الأيمن إلى الرئتين ليتخلص من ثاني أكسيد الكربون ويتزود بالأكسجين، ثم يعود إلى الأذينة اليسرى ومنها إلى البطين الأيسر، الذي يضخ الدم إلى أنحاء الجسم المختلفة.
ينجم عن أي اضطراب في عمل البطينات عواقب كبيرة، نظرًا إلى دورها الرئيسي في تدفق الجريان الدموي، من أهم هذه العواقب:
صدمة القلب: يفقد القلب قدرته على تزويد الجسم بالأكسجين الكافي.
توقف القلب المفاجئ: يتوقف القلب فجأةً عن الانقباض.
أنواع اضطرابات النظم البطينية
توجد ثلاثة أنماط رئيسية لاضطرابات النظم البطينية:
خوارج الانقباض البطينية:
يشعر المريض بضربة باكرة مستقلة عن النظم القلبي، تكون عادةً دون أعراض وغير مزعجة، فلا تحتاج إلى أي علاج إلا عندما تتكرر بكثرة أو تستمر فترات طويلة.
تسرع القلب البطيني:
يحدث عند زيادة معدل الحركات الانقباضية للبطينات، بسبب اضطراب كهربية القلب، قد يتطور التسرع البطيني إلى الرجفان البطيني، الذي يُعد الأخطر على الإطلاق.
سمات التفرقة بين أنواع التسرع البطيني:
الاستمرار: يُعد التسرع البطيني مستمرًا عند حدوثه أكثر من 30 ثانية، أو عندما يكون سببًا لحدوث صدمة قلبية وإن كانت مدته أقل من 30 ثانية.
بنيوي: يمكن تحديده بإجراء تخطيط القلب، هو إجراء غير مؤلم يمكن تطبيقه في العيادة أو المستشفى خلال دقائق باستخدام مستشعرات صغيرة -مسارات كهربائية- توضع على سطح الجسم وترسم الفعالية الكهربائية على شكل مخطط موجات محدد.
يأخذ نظم القلب الطبيعي شكل مخطط ذي نظم جيبي، أي أن النظم صادر عن بؤرة محددة من القلب تسمى العقدة الجيبية الأذينية، يتغير شكل المخطط عند وجود خلل في كهربية العضلة القلبية وتُكشف من خلال التبدلات في رسم التخطيط.
أهم التبدلات المرضية:
يحدث اضطراب النظم نتيجة خلل في فعالية القلب الكهربائية، ما يغير شكل المخطط الطبيعي، يقارن الطبيب التغيرات الحاصلة عن رسم المخطط الطبيعي ليحدد نوع الاضطراب.
قد يختلف شكل النبضة من موجة إلى أخرى، دلالةً على أذية قلبية خطيرة.
قد يكون الشذوذ في شكل الموجة شاملًا لعدة مسارات كهربائية -أكثر من موجة- دلالةً على اضطراب الفعالية الكهربائية.
الرجفان البطيني
يحدث عندما تفقد البطينات قدرتها على الانقباض والتمدد طبيعيًا، لتتحول حركتها إلى حركة رجفانية ارتعاشية سريعة.
لا يتمكن البطين من التمدد الكافي للامتلاء بكمية الدم المطلوبة للدوران الدموي، ما يسبب نقص الوارد الدموي إلى الدماغ فيحدث انخفاضا في الوعي خلال ثوانٍ تليه الوفاة إن لم تقدم التدابير الإسعافية اللازمة.
أهم أعراض الاضطرابات غير المستمرة:
ألم صدري خانق.
دوار وإغماء وشعور بخفة الرأس.
صعوبة التنفس.
خفقان.
يتميز الرجفان البطيني بحدوث تدهور سريري سريع للمريض وانخفاض وعي مفاجئ، قد يكون دون أعراض أحيانًا وتحدث الوفاة خلال ثوانٍ، في حين يطوّر لدى المريض أعراض كالسابقة إضافةً إلى شعور شديد بالخفقان وعدم انتظام ضربات القلب.
أسباب اضطرابات النظم البطينية
اعتلال العضلة القلبية.
أمراض القلب الوعائية.
الآفات القلبية الخلقية.
اضطراب الفعالية الكهربائية.
الصدمة القلبية.
قصور القلب.
التهاب العضلة القلبية.
التداخل الجراحي.
الآفات الدسامية.
نقص إشباع الدم بالأكسجين.
بعض الأدوية.
من العوامل الأخرى المسببة للرجفان البطيني: رض حاد على جدار الصدر -حركة صغيرة سريعة ومفاجئة- والصدمة الكهربائية والتسرع البطيني.
من الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بهذا النوع من الاضطرابات؟
ترتفع نسبة حدوث اللانظميات البطينية عند المسنين، خصوصًا الذين يعانون أمراضًا مزمنة، خاصةً القلبية منها، التي تحدث تغيرًا في بنية العضلة القلبية.
التشخيص الطبي:
يعتمد التشخيص أساسًا على سؤال المريض بدقة لمعرفة التاريخ المرضي، يلي ذلك فحص سريري شامل يتضمن إصغاء القلب وقياس ضغط الدم.
يُعد تخطيط القلب الكهربائي الاستقصاء الأفضل لتشخيص اضطرابات النظم بأنواعها، في بعض الحالات حيث تكون اضطرابات النظم غير مستمرة، يمكن وضع أجهزة تراقب نبضات القلب وقتًا أطول، أهم هذه الأجهزة:
جهاز هولتر: جهاز صغير لتخطيط كهربائية القلب يمكن ارتداؤه لتتبع نظم القلب خلال الأنشطة اليومية، يراقب النبض يومًا أو يومين.
جهاز مراقبة ضربات القلب المتنقل: جهاز أصغر من هولتر، يراقب النبض فترةً أطول قد تبلغ 30 يومًا، له أنواع متعددة، بعضها يفعّله المريض بنفسه بالضغط على زر عند الشعور بأعراض، وبعضها الآخر يُفعّل تلقائيًا عند تغير نظم القلب عن الطبيعي.
علاج اضطرابات النظم البطينية
يختلف العلاج حسب العامل المسبب:
يهدف العلاج إلى الحفاظ على نوعية حياة جيدة، عندما يكون السبب مرضا قلبيا مزمنا أو خلقي.ا
لا تحتاج الخوارج اللاعرضية إلى أي علاج باستثناء التي تتكرر بكثرة أو تستمر فترةً طويلة.
تعالج معظم اللانظميات بالأدوية مديدة المفعول.
ما الإسعافات الأولية المقدمة؟
الإنعاش القلبي الرئوي: إجراء طارئ حيث يُضغط على القلب والصدر لتوليد قوة كافية تدفع الدم إلى أنحاء الجسم المختلفة، إضافةً إلى تطبيق التنفس الاصطناعي، يجب البدء به مباشرةً عند غياب النبض ولا يُوقف حتى عودة النبض إلى الطبيعي أو القدرة على التنفس طبيعيًا، قد نحتاج إلى استخدام جهاز الصدم الكهربائي.
جهاز الصدم الكهربائي الخارجي: لتتبع نبضات القلب والصدم الكهربائي لإعادة النبض إلى الطبيعي، يُستخدم في حالات التسرع البطيني مع عدم استقرار السريان الدموي، وفي الرجفان البطيني.
العلاج بالأدوية: للحفاظ على نظم قلب طبيعي.
تثقيف المريض حول الأعراض التي قد يشعر بها وما الحالات التي تستوجب مراجعة قسم الطوارئ، وما الـتدابير التي يمكن أن يتخذها.
تدابير غير إسعافية:
الاستئصال الجراحي:
تستخدم هذه التقنية التخثير بدرجة حرارة عالية جدًا أو منخفضة جدًا، لتخريب مناطق بؤرية مرضية في العضلة القلبية، مسؤولة عن النظم الشاذ، بإدخال قثطرة في أحد الأوعية الرئيسية الكبرى -عادةً الوريد الفخذي- ثم إلى القلب.
جهاز قالب النظم والصدم الكهربائي القابل للزرع:
تمكن قراءة ضربات القلب وعند حدوث أي شذوذ مرضي يُحدِث صدمة كهربائية تعيد النبض الطبيعي.
العلاج الدوائي: تحافظ بعض الأدوية على نظم قلبي طبيعي، إلا أن لها بعض الآثار الجانبية، يشرح الطبيب المخاطر والآثار الجانبية التي قد يسببها الدواء الموصوف.
يشعر المريض بالتحسن الفوري بعد التداخل الجراحي، في حين يستغرق العلاج الدوائي عدة أيام إلى أسابيع.
الوقاية من اضطرابات النظم البطينية
تعتمد الوقاية على العامل المُسبب، فإذا كان السبب هو مرض مزمن أو خلقي تتحقق الوقاية بالالتزام بالأدوية التى أوصى بها الطبيب.
بعض النصائح للوقاية:
الإقلاع عن التدخين.
الالتزام بحمية غذائية صحية.
ممارسة الرياضة.
الحفاظ على وزن مثالي.
متى تجب مراجعة الطبيب؟
تجب مراجعة الطبيب عند حدوث تغير في الأعراض أو عندما تؤثر في النشاط اليومي المعتاد، عدا ذلك يجب على المريض الالتزام بالمراجعة الدورية السنوية الموصى بها.
تجب مراجعة قسم الطوارئ عند تدهور الأعراض بحدة أو الشعور بأي من الأعراض التالية: ألم صدري خانق أو زلة تنفسية أو دوار أو غشي أو ما قبل الغشي.
اضافةتعليق
التعليقات