يبدأ اضطراب القلق -المعروف باسم رهاب الخلاء (Agoraphobia)- بنوبة هلع نتيجة البعد عن المنزل، وتظهر فيه أعراض أخرى مثل تسارع ضربات القلب وصعوبة التنفس والدوار.
وفي رهاب الخلاء يشعر المصاب بخوف غير طبيعي أو مبرر من الأماكن المفتوحة، وغالبا ما يشعر بأن غير قادر على تلبية الطلبات الملقاة على عاتقه وهو خارج المنزل، لذلك يخاف المصابون به من الذهاب إلى الأماكن التي قد ينتابهم فيها الهلع.
وتتسبب الأماكن العامة المفتوحة -مثل الجسور ومراكز التسوق الكبرى ودور العرض أو الحافلات- في توترهم، لأنهم يخشون المواقف المحرجة أو عدم القدرة على الهروب بسرعة في حال حدوث شيء ما.
ويقول الخبراء إنه بدلا من تجنب هذه الأماكن ببساطة، ويجب عليهم استشارة أخصائي أو معالج نفسي للحصول على علاج في أقرب وقت ممكن، ويشمل العلاج استشارة نفسية وأدوية. حسب الجزيرة
أسباب رهاب الخلاء وطرق علاجه
رهاب الخلاء أو الأجروفوبيا هو نوع نادر من اضطرابات القلق، يُجبر الشخص على تجنُّب أماكن ومواقف معينة، لاعتقاده أنه قد يكون محاصراً ولن يتمكن من الحصول على المساعدة أو الهرب، وفقاً لموقع WebMD للطب والصحة.
قد يُسبب هذا النوع من الرهاب الشعور بالقلق أو الذعر، عند وجود الشخص في أماكن ومواقف مختلفة، مثل وسائل النقل العام (الحافلات والقطارات والسفن والطائرات)، أو المساحات الكبيرة والمفتوحة (مواقف سيارات، جسور)، أو الأماكن المغلقة (المتاجر ودور السينما)، أو حتى عند وجود شخص خارج منزله وحدَه أو بين حشود كبيرة من الناس.
نستعرض في هذا التقرير أعراض هذا الرهاب وأسبابه وطرق علاجه المتاحة.
تتطور معظم حالات رهاب الخلاء كمضاعفات لاضطراب الهلع.
كما يمكن أن يتطور رهاب الخلاء أحياناً إذا كان الشخص يعاني من نوبة هلع في موقف أو بيئة معينة، لدرجة أنهم يشعرون بأعراض نوبة الهلع تعود عندما يكونون في وضع أو بيئة مماثلة، ما يجعل الشخص يتجنّب هذا الموقف أو البيئة المعينة.
كما تم العثور على روابط بين أنواع اضطرابات الهلع والوعي المكاني، الإدراك المكاني هو القدرة على الحكم على مكانك بالنسبة للأشياء والأشخاص الآخرين.
لكن يعاني بعض الأشخاص المصابين باضطراب الهلع من ضعف في نظام التوازن والوعي بالمساحة، وهذا يمكن أن يجعلهم يشعرون بالارتباك والاضطراب في الأماكن المزدحمة، ما يؤدي إلى تطور رهاب الخلاء لديهم.
وهناك مجموعة من العوامل النفسية التي تزيد من خطر الإصابة برهاب الخلاء، منها ما يلي:
المرور بتجربة طفولة صادمة، مثل وفاة أحد الوالدين أو التعرض للاعتداء الجنسي
التغيرات الكبيرة في الحياة، مثل الطلاق أو فقدان وظيفة
تاريخ سابق للأمراض العقلية، مثل الاكتئاب أو فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي
تعاطي الكحول أو المخدرات
التواجد في علاقة يكون فيها شريكك مسيطراً للغاية
الإصابة باضطراب قلق آخر، مثل اضطراب القلق العام أو اضطراب القلق الاجتماعي أو رهاب آخر
تاريخ عائلي للإصابة برهاب الخلاء
أعراض رهاب الخلاء السلوكية والفسيولوجية
قد تشمل أعراض رهاب الخلاء ما يلي:
الخوف من مغادرة المنزل
تجنُّب المساحات المفتوحة أو الجسور أو مراكز التسوق
الخوف من الأماكن المغلقة أو المباني
الخوف من مغادرة المنزل أو التواجد في المواقف الاجتماعية بمفرده
الخوف من فقدان السيطرة في مكان عام
الخوف من الأماكن التي قد يكون الهروب فيها صعباً
الخوف من المواصلات العامة
وفقاً لموقع Cleveland clinic، تُشبه أعراض رهاب الخلاء الفسيولوجية أعراض نوبة الهلع، وتشمل ما يلي:
ألم في الصدر أو دقات قلب سريعة.
الخوف أو الشعور بالارتعاش.
صعوبة في التنفس.
الدوار أو الدوخة.
قشعريرة مفاجئة أو احمرار الوجه.
التعرق المفرط.
اضطراب في المعدة.
رهاب الخلاء يختلف عن أنواع الاضطرابات الأخرى
تختلف سلوكيات التجنب الموجودة في رهاب الخلاء عن المعايير التشخيصية لرهاب المرتفعات أو الطيران أو الاضطرابات الاجتماعية.
فقد يتجنب الشخص المصاب برهاب الخلاء السفر بالطائرة بسبب الخوف من الإصابة بنوبة هلع على متن طائرة، وليس بالضرورة بسبب رهاب المرتفعات أو الخوف من الطيران.
كما قد يتجنب الشخص المصاب برهاب الخلاء الحشود؛ خوفاً من الإحراج من التعرض لنوبة هلع أمام الكثير من الناس. مثل هذا الخوف يختلف عن اضطراب القلق الاجتماعي، وهو حالة صحية عقلية منفصلة تتضمن القلق بشأن تقييم الآخرين له بشكل سلبي.
علاج رهاب الخلاء يشمل الجانب النفسي والسلوكي والدوائي
للحصول على أفضل النتائج للتحكم بأعراض الأجروفوبيا من المهم البدء بالعلاج بمجرد ظهور الأعراض.
وتشمل خيارات العلاج عادةً مزيجاً من الأدوية والعلاج النفسي والسلوكي المعرفي، كما يشير موقع Health line للطب والصحة.
العلاج النفسي
يتضمن العلاج النفسي، المعروف أيضاً باسم العلاج بالكلام، مقابلة معالج أو غيره من متخصصي الصحة العقلية على أساس منتظم.
يقوم المريض فيه بالتحدث عن مخاوفه وأي عوامل قد تُسهم في ظهورها.
غالباً ما يتم الجمع بين العلاج النفسي والأدوية لتحقيق الفاعلية المثلى. كما أنه علاج قصير الأمد بشكل عام يمكن إيقافه بمجرد أن يتمكن الشخص من التعامل مع مخاوفه وقلقه.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو أكثر أشكال العلاج النفسي شيوعاً المستخدمة لعلاج الأشخاص المصابين برهاب الخلاء.
يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في فهم المشاعر ووجهات النظر المرتبطة برهاب الخلاء. يمكن أن يعلم الشخص أيضاً كيفية التعامل مع المواقف العصيبة عن طريق استبدال الأفكار السلبية بأفكار صحية، ما يسمح له باستعادة الشعور بالسيطرة في حياته.
علاج التعرض
يمكن أن يساعد علاج التعرض أيضاً في التغلب على المخاوف من الأمكنة والمواقف التي تسبب الذعر للشخص.
في هذا النوع من العلاج يتعرض الشخص بالتدريج وببطء للمواقف أو الأماكن التي يخافها، ما قد يجعل خوفه يتضاءل بمرور الوقت.
الأدوية
يمكن أن تساعد بعض الأدوية في تخفيف أعراض رهاب الخلاء أو نوبة الهلع. وتشمل هذه:
مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، مثل باروكستين (باكسيل) أو فلوكستين (بروزاك)
مثبطات امتصاص السيروتونين والنورابينفرين الانتقائية، مثل فينلافاكسين (إيفكسور) أو دولوكستين (سيمبالتا)
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل أميتريبتيلين (إيلافيل)، أو نورتريبتيلين (باميلور). حسب عربي بوست
اضافةتعليق
التعليقات