الصرع هو الميل لحدوث الاختلاجات وهو عرض لمرض دماغي أكثر من كونه مرضا بحد ذاته ويجب تأجيل المعالجة الدوائية حتى نحصل على الدليل أو المسبب لهذه الحالات من الاختلاجات المتكررة.
إن معدل الانتكاس بعد الاختلاج الأول يصل إلى 70 ٪ خلال السنة الأولى ومعظم النوبات الانتكاسية تحدث خلال شهر أو شهرين من النوبة الأولى. وحدوث اختلاجات أخرى أقل احتمالا إذا تم التعرف على العامل المحرض وتجنبه (مثل الحرمان من النوم لفترات طويلة، ادمان الكحول والمخدرات وغيرها... الخ). كما أن هناك مجموعة من الاضطرابات التي يكون العرض الوحيد أو الرئيسي فيها هو الصرع، في حين يكون الصرع في اضطرابات أخرى مجرد واحد من الأعراض التنبيهية للمرض.
إن الحدوث السنوي للحالات الجديدة من الصرع بعد فترة الرضاعة هو 20-70 / 100000. ويبلغ خطر حدوث نوبة وحيدة أثناء حياة الشخص حوالي 5 ٪ ، في حين يبلغ انتشار الصرع في الأقطار الأوربية حوالي 0.5 ٪ . أما الانتشار في الدول النامية فقد يصل إلى خمسة أضعاف ما هو عليه في الدول المتطورة وتكون نسبة الحدوث مضاعفة وهذا يدعو ما يدعوا لملاحظة كل من حولنا كون العراق يتصدر الدول النامية.
أنماط الصرع:
أفضل ما يتم تصنيف الصرع اعتمادا على الحوادث السريرية من الاختلاجات والفيزيولوجيا الكهربائية الشاذة والمكان التشريحي لنشوء الاختلاج والسبب المرضي للمشكلة.
أشكال الصرع
أولاً الصرع المعمم الأولي:
يشكل الصرع المعمم الأولي أو (مجهول السبب) حوالي 10 % من كل أشكال الصرع ويشمل حوالي 40 % من أولئك المصابين بالاختلاجات الرمعية وتكون بداية كل الحالات تقريباً في الطفولة أو المراهقة رغم عدم وجود أي شذوذ بنيوي جسدي ولكن هناك غالبا استعداد وراثي حقيقي.
إن بعض الأشكال مثل صرع الغيبة في الطفولة غير شائعة نسبياً في حين تكون بعض الأشكال الأخرى مثل الصرع العضلي الرمعي الشبابي Juvenile Myoclonic Epilepsy)) شائعة ( % 10-5 من كل المرضى المصابين بالصرع).
وإن أشيع أشكال الصرع المعمم الأولي هي:
صرع الغيبة في الطفولة.
صرع الغيبة الشبابي.
الصرع الرمعي العضلي الشبابي.
صرع الـ GTCS عند الاستيقاظ وهو الأكثر شيوعاً.
ثانياً الصرع المعمم الثانوي:
قد ينشأ الصرع المعمم من انتشار اختلاجات جزئية ناجمة عن مرض بنيوي أو قد يكون ثانوية للأدوية أو الاضطرابات الاستقلابية مثل نقص الكالسيوم والصوديوم والحديد وغيرها من احتياجات الجسم إضافةً إلأى الفشل الكلوي أو حتى الفشل الكبدي.
إن الصرع الذي يظهر عند البالغين هو صرع معمم ثانوي في كل الحالات تقريبا حتى لو لم يكن هناك سبب اختلاج جزئي واضح قبل بداية النوبة الكبيرة أو (الأورة).
ثالثاً الصرع الجزئي:
قد تنشأ الاختلاجات الجزئية نتيجة لأي مرض يصيب القشر المخي سواء أكان خلقياً أو مكتسباً وتصبح قريبة لأن تكون معمم أولي أو ثانوي باستثناء عدد قليل من أشكال الصرع الجزئي مجهول السبب الذي يُعتبر إنذار في الطفولة لوجود مرض عصبي معين، فإن وجود اختلاج جزئي يدل على وجود آفة مخية بؤرية قد يكون الطفل مصاب بها.
الفحوصات المطلوبة للمساعدة في معرفة وتشخيص الحالة:
1 مخطط كهربية الدماغ EEG: قد يساعد مخطط كهربائي للدماغ على تأكيد التشخيص ووصف نمط الصرع (أي صرع معمم أولي أو صرع جزئي مع أو دون حدوث تعمم ثانوي) وتكون التسجيلات بين النوب Inter - Ictal شاذة عند حوالي 50 % فقط من المرضى وبالتالي فإن ال EEG ليس اختبارا حساساً بالنسبة لوجود الصرع ولكن التغيرات صرعية الشكل (أمواج حادة أو شوكات) لها نوعية واضحة Fairly ( الإيجابية الكاذبة في 1000/1 فقط ).
يمكن زيادة الحساسية إلى حوالي 85 % عن طريق إطالة زمن التسجيل وتضمينه فترة من النوم الطبيعي أو المحرض بالأدوية وقد يزود تسجيل ال EEG الجوال (المحمول) أو ال EEG مع المراقبة بالفيديو بمعلومات مفيدة عندما تكون النوبات متكررة.
2 تصوير الدماغ Brain Imaging: يساعد التصوير على تأكيد تشخيص الصرع لكنه مفيد في إثبات أو نفي السبب البنيوي، إن التصوير غير ضروري إذا كان بالإمكان تشخيص الصرع المعمم الأولي بشكل موثوق بواسطة ال EEG كما وإن التصوير المقطعي المحوسب CT كاف لنفي السبب البنيوي الكبير للصرع.
أهمية المعرفة من قبل المحيطين بالمصاب بهذا المرض:
من المهم أن يشرح الطبيب للمرضى وأقاربهم طبيعة وسبب الاختلاجات وأن يعلم الأقارب التدبير الإسعافي الأولي للاختلاجات الكبرى وإن العديد من الناس المصابين بالصرع يشعرون بأنهم مرفوضين من قبل المجتمع وقد يصبحون معزولين بشكل غير ضروري عن العمل والحياة الاجتماعية.
ويجب التأكيد على أن أي شخص قد يتطور لديه الاختلاج وأن الصرع اضطراب شائع يصيب أقل من 1 % من السكان والسيطرة على الاختلاجات بشكل جيد أو كامل يمكن توقعها عند أكثر من 80 % من المرضى وهذا لابد من أخذه بنظر الاعتبار لأنه يعطي بصيص أمل لمن يعانون من هذا المرض.
الإسعافات الأولية التي تُقدم من قبل أحد الأقارب أو الموجودين أثناء حدوث النوبة.
• أبعد الشخص عن الخطر (النار، الماء، الآلات، الأثاث).
• تأكد من سلامة الطريق الهوائي من خلال فك أي شيء حول رقبته، مثل: الملابس، أربطة العنق، المجوهرات لمساعدتهم على التنفس.
• لا تضع أي شيء في الفم (يحدث عض اللسان في بداية الاختلاج ولا يمكن منعه من قبل الحاضرين).
• إذا استمرت الاختلاجات أكثر من 5 دقائق أو تكررت دون أن يستعيد الشخص وعيه، استدع المساعدة الطبية الإسعافية.
قد يكون الشخص بحالة نعاس وتخليط لمدة 30-60 دقيقة ويجب ألا يترك لوحده حتى يشفى بشكل كامل.
اضافةتعليق
التعليقات