دائما ما نسمع أن الوقت فيما مضى كان به "بركة"، في إشارة إلى أننا كنا نشعر بمروره بطيئا مما يسمح بفعل أشياء كثيرة، فهل هناك فعلا يوم طويل وآخر قصير؟
وبحسب دراسة علمية حديثة سلطت عليها الضوء صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ونقله "موقع سكاي نيوز" إذا شعرت بأن الوقت يمر بسرعة فإن اللوم يقع على العقل الذي تقادم في العمر.
وتشير الأبحاث الجديدة إلى أن رؤيتنا لتجارب الحياة قد تكون صعبة مع التقدم في العمر، مما يتطلب من أدمغتنا مزيدا من الوقت لمعالجة الصور الذهنية الجديدة، لذلك نشعر بأن الوقت دائما غير كاف.
وفي وقت سابق من الحياة، فإن الدماغ قادر على التعامل مع معلومات جديدة بسرعة صاروخية، مما يسمح له بمعالجة معلومات أكثر في نفس الفترة الزمنية، وهو ما يمنحنا إحساسا بأن الأيام كانت تبدو أطول بكثير مما قد يحدث في وقت لاحق.
ونشرت هذه الفرضية الجديدة مؤخرا في مجلة "يوروبيان ريفيو" المرموقة، عبر أدريان بيغان الباحث في جامعة "ديوك" بولاية نورث كارولينا الأميركية.
وفقا لبيغان، تلعب التغيرات الجسدية لأعصابنا وخلايانا العصبية دورا رئيسيا في إدراكنا للوقت مع تقدمنا في العمر.
وعلى مر السنين، تصبح الخلايا والأنسجة الحسية في جسد الإنسان أكثر تعقيدا، وتبدأ في التدهور مع الوقت، مما يخلق مزيدا من المقاومة للإشارات الكهربائية التي تتلقاها.
وقال بيغان: "غالبا ما يشعر الناس بالدهشة حيال مقدار ما يتذكرونه من الأيام التي بدت وكأنها طويلة في شبابهم. ليس السبب هو أن تجاربهم كانت أعمق بكثير أو أكثر وضوحا، بل أن معالجة هذه التجارب كانت سريعة جدا".
ووفقا لفرضية الباحث الأميركي، فإن تدهور هذه القدرات العصبية يتسبب في انخفاض معدل حصولنا على معلومات جديدة ومعالجتها.
وعلى سبيل المثال، يحرك الأطفال أعينهم أكثر من البالغين، لأنهم يعالجون الصور بوتيرة أسرع، بحسب الباحث، أما بالنسبة لكبار السن، فإن عددا أقل من الصور يتم معالجتها في نفس الوقت، مما يجعل التجارب تبدو وكأنها تحدث أسرع، مما يؤثر على شعور الكبار بالوقت.
وقال بيغان إن "العقل البشري يستشعر الوقت الذي يتغير عندما تتغير الصور الذهنية، فالحاضر مختلف عن الماضي لأن النظرة العقلية قد تغيرت، وليس لأن الوقت هو الذي تغير، فالأيام تبدو أطول في شبابنا لأن العقل الصغير يتلقى صورا في يوم واحد أكثر من نفس العقل في الشيخوخة".
اضافةتعليق
التعليقات